أعلن عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق وقائد أكبر مجموعات المقاومة الوطنية في العراق ان قواته ستركز كل جهدها القتالي نحو القوات الاميركية، وحرم “تحريما مطلقا” قتل العراقي أو قتاله “في كل تشكيلات وأجهزة السلطة العميلة فيما يسمى بالجيش والشرطة والصحوات وأجهزة الإدارة، إلا ما يستوجب الدفاع عن النفس”.
وهنأ الدوري مقاتلي “جبهة الجهاد والتحرير” ومقاتلي فصائل المقاومة الأخرى بانسحاب القوات الاميركية من المدن ووصفه بانه “انتصار تاريخي مجيد على قوى الغزو والعدوان”.
وقال في رسالة وزعت الثلاثاء “إن العدو الغازي المحتل قد هرب من أرضنا وسوف لن يعود إلى المنازلة في الميدان إلى الأبد”. واضاف مخاطبا مقاتلي المقاومة “لقد لقنتموه درسا بليغا سوف يظل ينغص عليهم إلى مئات السنين. انه اليوم يترنح وعلى حافة الانهيار الشامل من الداخل إن لم يعِ الحقيقة المرة التي تعصف به في العراق ويعترف بجريمته البشعة ويسارع للانسحاب الشامل فورا ويترك العراق لأهله الشرعيين المقاومة العراقية بكل ألوانها وأشكالها المسلحة وغير المسلحة”.
وقال ان القوات الأميركية هربت من ميادين المنازلة وهي تجر أذيال الخيبة والخسران لتحتمي جنودها الفارين في قواعد معدودة ومحدودة ومحصنة، متصورة انها ستكون في مأمن من الصولات البطولية و”الضربات الربانية” للمجاهدين “لكي يبقى أطول مدة ممكنة في بلدنا العراق لتوفير الغطاء النفسي والمعنوي لعملائه وأذنابه للمضيّ في تنفيذ مشروعه الإجرامي في بلدنا وأمّتنا”.
وقال “نحن في القيادة العليا للجهاد والتحرير وفي القيادة العامة للقوات المسلحة الباسلة قررنا في هذا اليوم المبارك توجيه الجهد القتالي برمته نحو الغزاة (القوات الامبريالية الأ ميركية الباغية حيثما ستكون في ارض العراق) ونحرم تحريما مطلقا قتل العراقي أو قتاله في كل تشكيلات وأجهزة السلطة العميلة فيما يسمى بالجيش والشرطة والصحوات وأجهزة الإدارة إلا ما يستوجب الدفاع عن النفس إذا ما حاول بعض العملاء والجواسيس في هذه الأجهزة التصدي للمقاومة أو أذيتها”.
ودعا الدوري جميع فصائل المقاومة الى التمسك “بهدف وحدة المقاومة في الميدان ثم بثوابتها المقدسة. وقال “إن من ثوابت التحرير الشامل والكامل هو عدم التفاوض مع المحتل ولو طال الجهاد إلى عقود طويلة حتى يعترف العدو بشروط المقاومة وثوابتها وهي:
“أولا: إعلان الانسحاب الفوري والشامل من العراق.
“ثانيا: الاعتراف بالمقاومة الموصوفة في هذا الحديث أنها الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق.
“ثالثا: إطلاق سراح الموقوفين والمسجونين جميعا وبدون استثناء.
“رابعا: إعادة الجيش وقوى الأمن الوطني إلى الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال.
“خامسا: الاعتراف بجريمته النكراء والتعهد بتعويض العراق عن كل ما أصابه من الاحتلال وجرائمه.
“سادسا: تسليم العملاء والخونة الذين أجرموا بحق الشعب والوطن استباحة وقتلا وتشريدا إلى شعب العراق ومقاومته الباسلة لكي ينالوا القصاص جراء ما ارتكبوا.
وأضاف “أنَّ مشروع العملية السياسية أصبح اليوم مُجيَّرا بالكامل لصالح المشروع الإيراني وقد بدأ عملاؤها مع الصهيونية الامبريالية الأميركية ومع كل أعداء العراق والأمة بالتهيئة للمشروع الفارسي الصفوي الذي سيبدأ بمحاولة السيطرة على بغداد ثم الانطلاق منها إلى محافظات القطر التي لها مواقف معروفة ضد الفرس ومشروعهم الخطير ضد العراق والأمة سواء محافظات الجنوب أو الوسط أو الشمال على حدّ سواء”.
واكد ان “على المقاومة أن تحذر وتنتبه وتتهيأ لهذه المعركة ويكفي تطبيلا ودجلا وتزويرا لتبرئة أميركا من هذا المشروع، إنّ أميركا دفعت ثمنا باهظا من اجل تحقيق هذا المشروع وفق خطة تقاسم المغانم مع إيران، وأميركا هي التي تقف اليوم خلف هذا المشروع وتدعمه بكل قوة، وان من لا يزال لا يقرأ ولا يكتب ولا يسمع ولا يرى سيعلم هذه الحقيقة غدا وإنّ غدا لناظره لقريب”.
وقال “إن الذي يحصل اليوم في العراق بعد اندحار الامبريالية الأميركية وحلفائها وهروبهم واعترافهم بالفشل والخسران وقرارهم الخروج نهائيا من العراق قبل أن يحصل الانهيار المدمر قد رتبوا مع حليفهم الاستراتيجي الأول في هذه المهمة (مهمة احتلال العراق وتدميره)، إيران الصفوية وليس إيران الجارة المسلمة الثورية بشعارها المضلل وشعار عملائها ومرتزقتها عرب وغير عرب، قد رتبوا معها تكريما لما قدمته من جهد لولاه لما استطاعت الامبريالية المتصهينة احتلال العراق ولما استطاعت الوقوف على أرضه هذا الزمن الطويل، قد قدموا لها العراق مع تأمين حصتهم من كل ما أرادوه من غزوهم للعراق وفي كل الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية والحضارية وسيبدأ المشروع الإيراني بعد خروج القوات الغازية من المدن بحجة انفلات الأمن واستهداف الشيعة وهو نفس المشروع الامبريالي الصهيوني الفارسي الذي هيأ كل هذه المقدمات من قتل وذبح للأبرياء من أبناء شعبنا سنة كانوا أم شيعة، عربا كانوا أم كردا أم تركمانا، مسلمين كانوا ام مسيحيين ام صابئة ام غيرهم، لكي يخلقوا المبرر لسيطرة عملاء إيران على العراق”.