لم يقل يوما بأنه محترف في الكتابة أبدا.. لكنه يقر: بأنه يسطر أفكارا .. يبعث برسائل إلى الجهات الأربعة.. يخط مشاعر صدق عندما تفيض مياه النهر فتروى عطش الحقول.. يرسلها عبر الأثير علها تصيب كل محتاج إليها..أو تواسى كل منتظر لها …
بالأمس كتب حروفه وحملها حمامة زاجل تطوف الفضاء… فوصلت بأمان وسلام .. حطت على شباك أميرة تنسج فستانها من خيوط النبضات.. و تزينه بسحر وروعة الكلمات .. ويعتلى رأسها تاج من حروف عبقت به النغمات…
فأمسكت بريشتها ترسم وصفا .. ترسم تعبيرا.. فكانت لوحة طبيعية من أروع إحساس قد غمرها بماء الورد والياسمين.. وإحساس ترويه ببراءة الطفولة… فهبت عليه من شذاها نسمات لفحت وجهه تبشر بميلاد ربيع مخضر مزدهر ألوانه .. تزيده زينة وحسنا فراشات كالأحلام.. تشتهى رحيق الأزهار.. فيخرج من رحيقها الشهد متدفقا.. فيه الشفاء لأجساد منهكة.. قد أضناها طول الانتظار…
لا تزال روحيهما هائمة تحلقان .. كعاشقين أدماهما الوجد والهيام.. تنتظران أن تحط بهما الأقدار على روضة أو بستان.. ليتلمسان بجناحيهما خفقة قلب.. أو رعشة من اشتياق و حنان.. أو لم شمل لمسيرة تيه في بحار تزدحم بشعاب المرجان.. لتعلن على الملأ اندلاع ثورة البركان !!.
إلى اللقاء.