أرشيف - غير مصنف

إلهام مانع: اوباما يستمع إلى وجهة نظر أحادية فيما يتعلق بالحجاب

انتقدت الكاتبة والأكاديمية اليمنية الهام مانع تصريحات الرئيس الأميركي باراك اوباما بشأن الحجاب خلال كلمته الموجهة إلى العالم الإسلامي التي ألقاها في مصر الشهر الماضي. واعتبرت مانع أن اوباما “يستمع إلى وجهة نظر إحادية في هذا الشأن” في إشارة إلى مستشارته لشؤون الأديان داليا مجاهد التي ترتدي الحجاب.
 
وفي تعليقها على ما جاء في خطاب اوباما وافتخاره بالحريات المتوافرة للمسلمين في الولايات المتحدة، “الى المدى الذي دفع بالحكومة الأمريكية، إلى الذهاب إلى المحاكم للدفاع عن حق المرأة والفتيات في إرتداء الحجاب، وعقاب من يحرمهم من هذا الحق” بحسب قوله، قالت مانع “هنا أدركت أن الرئيس أوباما يستمع إلى وجهة نظر إحادية في هذا الشأن. وأن وجهة النظر الإحادية هذه تقف مستفردة بالتعبير عن ما “يمثل المسلمين والمسلمات”، وهي وحدها التي تقول “هذا ما يريده المسلمون والمسلمات”. ولعلها في الواقع لا تقول إلا ما يمثل “رؤيتها هي للإسلام”. رؤية متأسلمة”.
 
 
وأضافت “أن تذهب الحكومة الأمريكية إلى المحاكم للدفاع عن حق المرأة في إرتداء الحجاب، شأن يمكن أن نختلف عليه. فهناك من يقول ان الحجاب جزء من الدين. والكثير من النساء ممن يرتدين الحجاب اليوم يفعلن ذلك لأنهن مقتنعات فعلاً أنه جزء من دينهن”.
 
 
وتابعت “لكن أن تذهب الحكومة الأمريكية إلى المحاكم للدفاع عن حق الفتيات في إرتداء الحجاب أمر لايثير فقط الإستغراب، بل الإستهجان، لأنها بذلك لا تدافع عن “حق إنساني” بل تساهم في إنتهاك حقوق هذه الصغيرات”.
 
 
وجاء في المقال “فلنحكم عقولنا أخوتي، من يدافع عن الحجاب، يطالب بتغطية الجانب الإنثوي في المرأة كي لا تثير الرجل، هذا المنكوب بغرائزه. ولو إفترضنا فرضاً أننا نقبل بهذه الرؤية “الحيوانية” للإنسان، ذكرا كان أو أنثى، فإنه من المنطقي القول إن الطفلة مستثناة من هذه المطلب. اليست طفلة؟ والطفلة ليست إمرأة تصلح للنكاح. ورجوتكم ان تحتفظوا لإنفسكم بأراء من تعرفونهم من الفقهاء عن زواج الصغيرات. لأنها مخجلة، مخزية، ومهينة لهم ولمن يؤمن بها”.
 
 
وانتقدت مانع دفاع داليا مجاهد عن الشريعة في كتابتها “من يتحدث بإسم الإسلام؟”، الذي نشر في نيويورك باللغة الإنجليزية عام 2007 واعتبارها وزميلها جون إسبوزيتو الشريعة بمثابة “بوصلة، تعبر عن المبادئ التي تتعدى الزمان ولا يمكن تغييرها”، والقانون الإسلامي “الفقة” الذي هو “خريطة، يجب أن تتفق مع البوصلة”.
 
 
كما انتقدت عدم تطرقها خلال حديثها عن حقوق المرأة إلى قوانين الأحوال الشخصية العربية، التي طالب تقرير التنمية البشرية العربي لعام 2005 بتغييرها لضمان النهوض بالمرأة العربية من واقعها المتخلف.
 
 
وقالت مانع “تلك القوانين تعتمد في مضمونها على نصوص قرآنية، أي أنها تدخل صميماً في مفهوم الباحثة للشريعة “البوصلة”، وهي تؤسس للتمييز القائم ضد المرأة ضمن نطاق العائلة. ولأنها مجحفة، وفقاً لقراءتنا اليوم لمفاهيم حقوق الإنسان، فإنها بالتأكيد مباديء مرتبطة بزمان نزولها، ويمكن تغييرها حتما بصورة تضمن حق المرأة في الكرامة والإستقلال. بكلمات أخرى، الشريعة يمكن تغييرها”.
 
 
كما انتقدت مانع اختيار اوباما لمجاهد وقالت ان اوباما “اختار صوتاً لا يعبر عن التعددية القائمة في الأراء والمواقف في البلدان الإسلامية. بل إختار صوتاً يقول له “هذا هو الإسلام وهكذا هم المسلمون والمسلمات”، بدلا من أن يقول له “هذه رؤيتي للإسلام، وهذه رؤيتي لما يراه المسلمون والمسلمات”. والفرق بين العبارتين شاسع”.
 
 
واختتمت مانع مقالها قائلة “تمنيت لو أن الرئيس الأمريكي أختار اكثر من شخصية في مجلس مستشاريه، لا داليا مجاهد فقط، كي تمثل المليار مسلم، التي تزعم الباحثة في كتابها أنها تتحدث بإسمهم”.
 

زر الذهاب إلى الأعلى