أرشيف - غير مصنف
سعدات الصقر الفلسطيني في قلب الوطن
محمود عبد اللطيف قيسي
قرأت قبل أيام في أحدى المقالات الساخرة لأحد الكتاب الفلسطينيين من قلب غزة الصمود والذي جاء به أنّ الوطنية الفلسطينية تكاد تخلو من القادة الأبرار الأحرار المبدعين المخلصين لأمتهم وقضيتهم كغريمتها الإسرائيلية ، قادة وكما وصفهم صادقون منتمون لدولتهم العطاء ، الولاء شيمتهم والقوة شكيمتهم ، كل همهم إرضاء الشعب الإسرائيلي المهدرج والمهجن الأكذوبة التاريخية لشعب اعتبر أمة مع أنه مختلف الأعراق والقوميات والجنسيات ، الغرابيب السود الفاسدة المفسدة التي قدمت إلى فلسطين تحت جنح الظلام غيلة وخداعا بهدف استيطانها وطمس معالمها العربية ، ثم بقوة ومباركة المحتل المتآمر والحاقد على كل العربي الداعم لليهودي بماله وسلاحه وإرادته ، قادة أوفياء كقادة بني صهيون كما زعم المقال الذي قال أنهم يرضون ويضحون لوطنهم الكيان المقام بالقوة والإكراه فوق أرض فلسطين ، أكثر ما يرضون أكبر زعيم بالعالم حتى لوكان أخيرا وليس آخرا باراك أوباما ، قادة يعرفون الثوابت كقادة يهود واقعيين ومباشرين هادئين بوقت الراحة وجمع الغلال السياسية ، وغاضبين بوقته إن تيقنوا أنّ دولتهم إسرائيل مهددة بالأفول ، فاستعدادهم لاستخدام السلاح ضد الحجر والشجر وكل الآخر المهدد لبقائهم ، حتى ضد بعضهم البعض أو ضد نفر منهم يدعي البحث عن السلام والرغبة المزورة بصنعه ، كما حصل مع كبير وزرائهم رابين الذي اتهم بالتحريض على قتله وقت إرتكاب الجرم المشهود كبير وزرائهم الحالي الذي كان وما زال البيبي نتنياهو ، الذي وكما يعتقد المقال الساخر ذاته أنه وكباقي قياديي دولة إسرائيل هم الأوفى لدولتهم السرطانية الكيان ، والأقدرعلى تمكينها من بلوغ أهدافها السُّمية ضد الوطن العربي أمة وأرضا وفكرا وأنظمة .
أما وقد قال المقال كلماته الساخرة إلا أنه قد لا يكن تنبه كما أكثرية العالم أنّ الشعب الفلسطيني المناضل الصابر الصامد به العدد الكبير من القادة والرموز الوطنية الذين علموا العالم معاني الوطنية والثورية ومسلكيات الولاء والإنتماء للوطن ، في حين أنّ الكثير من شعوبه طلقت أوطانها عند أول منعطف واجهته وغردت بصف أعدائها بعد أن ذابت بمحيطها الجديد ، وقد يكونو نسوا أو تناسوا أن الرجل منهم يعد بألف رجل في حين قد يمر غيرهم بلا عداد ، يعلمون قادة القتل والإرهاب والاغتصاب في دولة إسرائيل الكيان معاني الإرتباط بالوطن الذي لنا ، الدولة التي اصبحت بالسرقة والتدليس لهم ، علموهم وغيرهم أنّ موقع القادة العظام دائما هو بالمقدمة ، فتسابقوا على نيل أحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة ، وأضافوا لها بوعي وتحد وتبصر من خلال الوطنية الفلسطينية عظمة الصبر على الأسر والاعتقال ، وغرسوا بعوام شعبهم الفلسطيني وجنودهم الأوفياء أسمى معاني التضحية والصبر والعطاء ، فكما كانوا أرقاما مهمة خلاقة في ساحة الوغي والنضال في زمن كانت الأسود تخاف الحدود ولا تفكر باجتيازها ، كانوا وما زالوا الأرقام الصعبة المبدعة داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، فكانوا ضمير الشعب الفلسطيني الذين إذا نام غيرهم بقيت قلوبهم وعقولهم منشغلة بكيفية حل هموم الأمة ومشكلاتها ، وإن اقتتل الأخوة وأعادوا مركب النضال الفلسطيني للخلف آلاف الخطوات ، وهددوا بخلافاتهم القضية الفلسطينية وأوصلوها أخطاء لا تغتفر للتآكل والفناء ، كانوا صوت الأمة المطالب بالوحدة الوطنية وتجذير السلم الأهلي والسلام ، ودفعوا ثانية بقافلة النضال وتقدموا بها للأمام بإصرار وثبات ، وهم كثر بالشعب الفلسطيني الأبي الذي سعد واعتز بهم وبعطائهم وجَلّدهم وقيادتهم كالمناضل الفلسطيني الزعيم أحمد سعدات ، الذي ومنذ تسلمه قيادة فصيل فلسطيني مبدع وهو يقبع في أحد سجون الإحتلال البغيض ليس إلا لكونه قائدا رياديا فذا صلبا لا يهادن ولا يستكين ، لا يبيع نفسه ولا شعبه ولا يتنازل عن حقوقه وحق شعبه وحقوق إخوانه الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، قائدا عرف مكانه وحدده دائما بمقدمة الركب الوطنية ، قائدا أحب فلسطين وعشقها وحمل البندقية وجَر المدفع من أجل الحرية والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وليس كجلاديه الصهاينة الذين عتلوا السلاح من أجل القتل والتدمير وإرهاب الأرض ومن عليها ، ولأنه كذلك ولأنه المَثَل الفلسطيني المقاوم والفال الفلسطيني بقرب النصر والتحرير ، ولأنه الصامد المرابط المصرعلى مواقفه الوطنية النضالية كشجرة الزيتون المباركة ، ولأنه من منظومة العبقرية الفلسطينية الباحثة عن النصر والتحرير وبناء الوطن والدولة ، ولأنه الصادق الصدوق مع تنظيمه وشعبه وقضيته وأمته ، هو كما خبره رفاقه وكما عهده شعبه وكما ربته فلسطين الابن البار والشمعة المتقدة بقاء الحياة ، ولأنه كذلك هو ثابت في أحد سجون وزنازين دولة إسرائيل الكيان الإرهابية ، رغم أنف السجان القاتل النتن ياهو ومن كان قبله ومن سيجيء بعده إلى أن يحين موعد النصر والتحرير، فيذهب المستوطن القاتل المعتدي إلى حيث مكبات التاريخ التي طوت جميع غزاة فلسطين النصر القريب الذي يراه بعين التضحية والأمل ككل الشعب الفلسطيني الذي بات أقرب إليهم من حبل الوريد ، والذي يراه ومقتنعا بقربه وبحتمية حدوثة كل العالم الحر ما دام بالشعب الفلسطيني قادة عظام كسعدات ، السعيد بخياره وبعطاءه ، فلا ليل السجن ولا قسوة السجان وظلمه ولا متانة القيد والقضبان أنساه أو سينسيه حبه لشعبه وانتماءه لوطنه واخلاصه لقضيته .