أرشيف - غير مصنف
آخر نكتة: العراق يطالب أميركا بعدم التدخل في الشؤون العراقية
أبدى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن استغرابه الشديد لتصريحات المتحدث باسم الحكومة “العراقية” علي الدباغ الداعية إلى عدم التدخل الأمريكي في الشؤون العراقية، في الوقت الذي طالبه فيه رئيس الوزراء نوري المالكي بالتدخل لدى الأكراد لحل الأزمة في كركوك.
وأكد المالكي أن مشكلة كركوك لا تحل بالقوة أو فرض الأمر الواقع، مشيرا إلى أن حكومته تسعى إلى إجراء انتخابات خاصة في المحافظة المتنازع عليها قبل نهاية العام الجاري.
ومنعت العواصف الرملية التي غزت العراق الأيام الثلاثة الماضية بايدن من مغادرة بغداد إلى كردستان للقاء قادة الإقليم، واستعاض عن ذلك بإجراء مكالمة هاتفية مع جلال الطالباني “رئيس جمهورية العراق” الذي يقضي أغلب وقته في السليمانية.
وجوبهت زيارة بايدن بانقسام في المواقف بين النخبة الحاكمة في المنطقة الخضراء، فبينما قال مسؤولون إنها تدخل في الشؤون الداخلية أكد آخرون أنها طبيعية طالما أن العراق مازال يخضع للاحتلال الأمريكي وتحتفظ واشنطن فيه بعشرات آلاف الجنود.
وحذر بايدن العراقيين من أن ما أسماه الالتزام الأمريكي إزاء العراق قد ينتهي إذا “انزلق” البلد ثانية إلى العنف الطائفي والإثني، وأن أمريكا سترفع يدها إذا لم يحلوا نزاعاتهم بأنفسهم.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن بايدن أطلق تحذيره، بعد أيام قلائل على انسحاب القوات القتالية الأمريكية من مدن عراقية بموجب الاتفاقية الأمنية المبرمة بين بغداد وواشنطن بنهاية العام الماضي.
وقالت الصحيفة إنه خلال اجتماعات مع مسؤولين عراقيين كبار، منهم رئيس الوزراء نوري المالكي، شدد بايدن على أن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة في العراق، حتى إن تقلص دورها العسكري من خلال الانسحاب الذي يتوقع أن تزداد وتيرته بعد الانتخابات البرلمانية في كانون الثاني يناير المقبل.
لكن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية قال، حسب ما تنقل الصحيفة، إن بايدن اشترط هذا الدعم “بتقدم العراقيين في حل نزاعاتهم الطويلة”، التي يعتقد البعض أنها كانت موجودة حتى قبل الغزو في العام 2003.
لكن بايدن، أكد في تصريحات قبل مغادرة بغداد، أن العراق لن يكون آخر أولويات الولايات المتحدة حتى وإن ازدادت وتيرة العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان.
وأشار بايدن إلى قلق المسؤولين العراقيين من أن يكون العراق آخر أولويات واشنطن وذلك عقب انسحاب القوات الأمريكية من المدن.
وقال بايدن إن العراقيين يريدون أن يكون بيننا اتفاق استراتيجي لا علاقة له بالقضايا العسكرية مؤكدا أن الانسحاب العسكري الأمريكي من المدن العراقية لا يعني غياب الدور الدبلوماسي الأمريكي.
وتأتي تصريحات بايدن بعد أن رفض المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ “التدخل الأمريكي” في الشؤون العراقية.
لكن نائب “رئيس الجمهورية” طارق الهاشمي أعرب عن خيبة أمله لعدم حمل نائب الرئيس الأمريكي للعراقيين حلولا عملية للمشاكل التي يواجهونها.
وقال الهاشمي “على الولايات المتحدة أن لا تترك العراقيين يواجهون قدرهم في إعادة بناء وتشكيل الدولة العراقية، الأمر الذي كلفنا الكثير من دمائنا إلى الآن”.
وأكد أن “على الإدارة الأمريكية اليوم ان تقف مع هذا البلد وأن تعوضنا الخسارة التي تحملناها وضياع كل الفرص التي تحققت في الماضي حتى يتعافى العراق ويستقر، ونتمكن من معالجة المشاكل الاقتصادية والأمنية والخدمية والسياسية وغيرها، فهي قادرة على اصلاح واقع الحال وقادرة على تقديم العديد من الخدمات للشعب العراقي بما انها – واقعيا – لازالت موجودة في العراق حتى يومنا هذا سياسيا واقتصاديا وعسكريا”.