أرشيف - غير مصنف
غموض يلف عقد القمة السورية السعودية بمشاركة لبنانية مصرية
مازالت القمّة السعودية السورية الشاغل لجميع المعنيّين بالملف اللبناني في ظل توقعات بأن تعقد في الأيام القليلة المقبلة رغم تعقيدات الملفات. ونقلت الأخبار البيروتية مزيدا من التفاصيل عن الاتصالات بين دمشق والرياض، علماً بأن حصيلة آخر اجتماع لم تكن قد ظهرت بعد، برغم الإيجابية التي تلفّ مواقف الجميع، وخصوصاً في سورية التي تتصرّف على أنها في غير عجلة من أمرها.
روت مصادر واسعة الاطلاع حصيلة غير نهائية للاتصالات السعودية السورية التي بدأت بعد تكليف النائب سعد الحريري تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة.وبحسب المصادر فإن الاجتماع الأول لم يكن جيداً، إذ جاء الموفد السعودي حاملاً ما يشبه “لائحة مطالب” تشمل عناوين أبرزها يتعلق بالقرار 1701 وملف العلاقات اللبنانية السورية.
وإزاء تجاهل سورية المطالب السعودية، تقرّر عودة الوفد السعودي إلى دمشق ومقابلة الرئيس السوري بشارالأسد، واتُّفق على إعلان اللقاء رسمياً.
وما حصل هو أن الجانب السعودي عاد في المرة الثانية حاملاً ما وصفه “الأخبار الإيجابية”، وعند الشرح، قال السعوديون إن الملك عبد الله يود زيارة دمشق في أقرب وقت ممكن، وهو مستعد للتعاون لإنتاج تسوية شاملة تتضمن مصالحة لبنانية سورية شاملة برعاية سعودية.
وتنص الصيغة السعودية على تعهد الرياض ضمان إقرار الرئيس المكلف بترك الأمور العالقة بين لبنان وسورية إلى الأطر المناسبة، بما في ذلك عرض أي أفكار في ما خصّ مستقبل العلاقات بين البلدين ومستقبل المؤسسات المنبثقة من معاهدة الأُخوّة والتعاون، وترك ملفات الحوار الوطني إلى طاولة الحوار الوطني، مقابل ان تتعهد دمشق تقديم الدعم الكافي والمطلوب لمعاجلة بعض الملفات، وخصوصاً ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، على أن يكون الأمر من خلال آلية حوارية من دون أن يُلجَأ إلى أي خيار آخر.
كما ستسعى الرياض إلى عقد قمة ثنائية في دمشق تجمع الملك عبد الله بالرئيس الأسد وينضم إليها الرئيس ميشال سليمان. ومن ثم، في وقت لاحق، يصار إلى دعوة الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ورؤساء الكتل النيابية التي فازت في الانتخابات، بما في ذلك رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل وقادة آخرون من مسيحيّي 14 مارس/آذار المنتخبين مثل النائبين بطرس حرب ونقولا فتوش، إلى جانب رؤساء كتل حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وزغرتا ووحدة الجبل والتيار الوطني الحر، وكذلك أحزاب البعث والقومي والجماعة الإسلامية والطاشناق. على أن يُصار في نهاية اللقاء إلى إصدار بيان تحت اسم “إعلان دمشق” الخاص بتنظيم العلاقات اللبنانية السورية، ويكون قائماً برعاية ملك السعودية وضمانته، ومن خلفه دول عربية وغربية.
وسافر الوزير السعودي عبد العزيز خوجة إلى بيروت لإثارة الأمر مع الرئيس الحريري ومع قادة آخرىن من فريق 14 مارس/آذار.
لكنه غادر إلى الرياض حاملاً مناخات “غير مشجعة” قبل أن يلحق به الحريري ويبلغ القيادة السعودية أنه “غير قادر على تحمّل مثل هذا الخيار لأسباب عدة، بينها أنه لا يريد أن يذهب إلى سورية قبل تأليف الحكومة، لأن في ذلك نكسة وخسارة له ولجمهوره، وهو لا يقدر كذلك على إقناع حلفائه بهذا المقترح، وقد سمع رفضاً واضحاً من الفريق المسيحي في 14 آذار لهذا الاقتراح، طالباً من السعودية العمل على تفادي هذا الأمر ومعالجته”.
بعدها، عاد الموفد السعودي إلى دمشق، داعياً القيادة السورية إلى البحث في شكل مختلف وفي إطار مختلف، وعرض مجموعة من الأفكار التي تركز على إمكان عقد قمة عربية مصغرة تضم لبنان وسورية والسعودية ومصر في شرم الشيخ ينضم إليها الحريري وقادة لبنانيون، أو تؤجّل فكرة التفاهم الكامل اللبناني السوري إلى مرحلة لاحقة.
وعند هذا الجواب، بدا الانزعاج واضحاً لدى الجانب السوري، وعند شعور الموفد السعودي بأن الأمور عادت إلى النقطة الصفر، بادر إلى طلب مهلة إضافية لوقت قصير ريثما يعود حاملاً الأجوبة، وهو ما جعل الكل يتحدثون عن أن دمشق تنتظر أجوبة سعودية عن أسئلة محددة بشأن مستقبل العلاقات العربية العربية والسورية اللبنانية، باعتبار أن الرياض تقوم بوساطة في هذا الشأن بين دمشق وحلفاء السعودية في لبنان.
وعلم في هذا السياق، أنه بعد سلسلة من الاتصالات غير المعلنة التي رافقتها زيارة سريعة للرئيس الحريري إلى جدّة ومقابلته الملك السعودي ومعاونيه، تلقّت دوائر البروتوكول في القصر الرئاسي السوري اتصالاً خاصاً مساء الخميس الماضي للتحديد موعد عاجل للأمير عبد العزيز بن عبد الله يرافقه الوزير الخوجة مع الرئيس الأسد، وقد وصل الأمير السعودي ومرافقه إلى دمشق على متن طائرة خاصة بالفعل.
وبما أن أحدا لم يقدم معلومات عن نتائج هذه الزيارة، فإن موعد القمة السعودية السورية ظل في إطار غير واضح، علماً بأن الأسد يستعد لمغادرة دمشق يوم السابع من يوليو/تموز في زيارة دولة إلى أذربيجان تستمر ثلاثة أيام.
ولم يستبعد المعنيون سفر الحريري مجدداً إلى الرياض للاطلاع على مضمون المشاورات السعودية السورية.
علماً بأن المصادر القريبة من القيادة السورية جددت تأكيد أن القمة ليست الهدف، بل هي ترجمة لنجاح الاتصالات السعودية السورية التي بدأت بصورة جدية منذ قمة الكويت.