وجهت السلطات العراقية أوامر باتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع تنظيم زيارات الى ضريح الرئيس الراحل صدام حسين في قرية العوجة مسقط رأسه جنوب مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد.
وأوضح بيان ان “الامانة العامة لمجلس الوزراء أصدرت توجيها لوزارة التربية ومحافظة صلاح الدين ومجلس المحافظة لإجراء ما يلزم لمنع تنظيم الزيارات الى قبر رئيس النظام السابق”.
ونقل مركز الاعلام التابع لامانة مجلس الوزراء عن مصدر مسؤول قوله ان “التوجيه جاء لتلافي تكرار ما حدث بشأن زيارة بعض تلميذات إحدى المدارس في تكريت الى القبر المذكور”.
وكان العشرات من الرجال والنساء وطلاب المدارس توافدوا الى قبر صدام حسين وسط بلدة العوجة، لاحياء ذكرى ميلاده الثانية والسبعين، في 28 نيسان/ابريل الماضي.
ووصل الزائرون مستقلين سياراتهم الخاصة فيما وصل أطفال من تلامذة المدارس الابتدائية بواسطة حافلات صغيرة.
يأتي هذا فيما نشرت الصحافة الأمريكية تفاصيل عن أن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أهان الرئيس العراقي الراحل بألفاظ نابية قاسية ومخلة بالحياء، خلال زيارته الأخيرة التي قام بها إلى العراق لمشاركة جنود الجيش الأمريكي الاحتفال بذكرى استقلال الولايات المتحدة.
وأوضحت بعض الصحف أن بايدن قال خلال مشاركته وجبة الغداء مع الجنود الأمريكيين في أحد قصور صدام السابقة ببغداد “إن صدام حسين.. يتعذب ويبكي في قبره”، وأنه أهانه وسبه بعبارات سوقية.
وأكدت ذات الصحف أن الجنود المشاركين في الاحتفالية أصيبوا بالدهشة الشديدة لعدم توقعهم أن يتخلى نائب الرئيس الأمريكي عن ديبلوماسيته التي يفرضها عليه منصبه، ويقوم بسب رئيس سابق بمثل هذه الألفاظ الجارحة والشديدة الوقاحة.
ويبدو تصرف بايدن هذا، معطوفا على قرار حكومة المالكي بمنع زيارة ضريح صدام أشبه بحملة منسقة لمحاربة “شبح صدام حسين” المخيم على الحياة السياسية في العراق الواقع تحت الاحتلال والذي يعاني مشاكل مستعصية في كل المجالات لا سيما المجال الأمني وبسط سلطان الدولة.
ويرى مراقبون أن دوافع سياسية تجعل الأمريكيين كما الحكومة التابعة لهم شديدي التحسس من شخصية صدام حسين رغم سقوط حكمه وتنفيذ الإعدام بحقّه، مؤداها ما يلاحظ من تعاظم رمزية الرجل وازدياد الكاريزما التي كان يتمتع بها لدى نسب هامة من العراقيين، في الوقت الذي تبحث فيه حكومة نوري المالكي عن إثبات شرعيتها وفرض هيبتها.
ولوحظ على رئيس الحكومة نوري المالكي تخوفه من عودة محتملة للبعثيين إلى الساحة السياسية في العراق، ومن ثم حرصه في أغلب خطاباته على تحميل مسؤولية تدهور الوضع الأمني لمن يسميهم “الصدّاميين” نسبة إلى صدّام حسين.
وتبقى الأوضاع الأمنية في العراق أكبر المنغصات على المالكي في الوقت الذي يجهد فيه لإثبات أهلية قوّاته بخلافة القوات الأمريكية في مهمة حفظ الأمن بالمدن العراقية بعد الانسحاب الأمريكي منها.
وأصيب الاثنين عشرة مدنيين في انفجار سيارة ملغومة في مدينة الموصل شمال العراق فيما أصاب مسلحون شرطي مرور بالرصاص.
بوش يتباهى بمسدس صدام حسين
من ناحية اخرى سيكون بمقدور زوار مكتبة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، لدى افتتاحها في عام 2013 في الحرم الجامعي بجامعة ساوثرن ميثوديست في ولاية دالاس، رؤية ربما أكثر المقتنيات قيمة لبوش وهو مسدس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين أن المسدس وهو من نوع “غلوك 18 س”، من عيار 9 ميليمترات، تمّ العثور عليه في الحفرة التي كان يختبئ فيها صدام حسين تحت الأرض. وألقى القبض على صدام في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2003 من قبل قوات دلتا الأميركية.
وبعد اعتقال صدام قام أربعة من هؤلاء الجنود بتسليم بوش مسدس الرئيس العراقي الراحل.
ومن بين آلاف الهدايا التي حصل عليها بوش خلال فترة رئاسته ظل مسدس صدام أكثر تلك الهدايا إثارة للاهتمامه، بحسب ما قال اصدقاؤه ومرافقوه الذين عملوا معه لفترة طويلة.
وقالت الصحيفة إن بوش قبل تركه البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي أمر بنقل المسدس إلى مخزن الارشيف الوطني الواقع على بعد نحو 81 ميلاً شمال منزله الجديد في دالاس.
ولم يكن من المقرر نقل المسدس إلى المكتبة ولكن مساعدي بوش وزوار البيت الابيض نقلوا عنهم رغبته في عرض المسدس في المكتبة.
واحتفظ بوش لحوالي خمس سنوات بالمسدس في البيت الأبيض أو في مكتبه وكان يتفاخر بعرضه على زواره وخصوصاً للعسكريين منهم، وكان يقول لهم إنه عند العثور على المسدس لم يكن محشواً، ويردد “إن صدام حسين كان فخوراً جداً به”.
قال مؤلف المؤرخ والاستاذ في جامعة رايس دوغلاس برنكلي إن احتفاظ بوش بالمسدس “يمثل أكبر لحظات انتصاره”، مضيفاً “إنه يريد للأجيال القادمة أن ترى المسدس وتقول إنه أمسك الرجل الشرير”.
وأضاف برنكلي إن بوش قال في إحدى المرات إن أفضل سيرة ذاتية قرأها كانت لسام هيوستون البطل التكساسي (نسبة إلى ولاية تكساس) الذي كان يحتفظ بسلاح عدوه المقهور، مضيفاً إن العثور على مسدس صدام حسين وهو غير محشو كانت “مفارقة مذهلة”.