أرشيف - غير مصنف

لعنة نوبل للآداب

 

الزميل والأديب منير مزيد يركّز جهوده في الآونة الخيرة للترشيح للحصول على جائزة نوبل للآداب، وربّما تكون هذه المرّة الأولى التي يطالب أديب شخصّياً بالترشّح ونيل هذه الجائزة الدولية ذات المكانة الرفيعة والمسيّسة إلى حدّ كبير كذلك. لا أدري حقيقة ما هي المعايير التي يجب أن تتوفّر لدى الكاتب أو المبدع للحصول أو الترشّح لنيل هذه الجائزة، خاصّة وأنّ هناك الملايين من الكتّاب والمبدعين الذين يكتبون بلغات عديدة منها الحيّة وأخرى شبه معدمة وتُقرَأ على مستوى محدود، وقد تجاوزت جائزة نوبل كتّاب يعتبرون طفرة وظاهرة غير عادية في عالم الأدب العربي كالشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش، والذي تغنّى بشعره الكبير والصغير، وهناك الشاعر الجدليّ والمميّز أدونيس، والذي ما تزال الفرصة متاحة أمامه للحصول على هذه الجائزة، تجاوزت هذه الجائزة آلاف الكتّاب والشعراء في العالم العربي، ولكنّها حطّت في رحاب الكاتب المصريّ الكبير نجيب محفوظ، وللمرّة الأولى يحصل عليها كاتب عربيّ، كما عرف التاريخ كتّاباً رفضوا هذه الجائزة كباسترناك، وذلك لاعتبارات ذاتية. وكما قلت هناك دائماً المرّة الأولى، فهاهو منير مزيد يرشّح من قبل شاعرة رومانية لم أقرأ لها ولم أسمع باسمها من قبل، وكذلك الكثير من الأسماء المغمورة التي تمجّد الكاتب وتمدح به طِوال الوقت.

من السهل عزيزي منير أن تلصق جميع هذه الألقاب أمام اسمك كبوشكين العرب، وإمبراطور الترجمة، وشاعر الحبّ وإلى غير ذلك من الألقاب والصفات وكأنّنا أمام ملك أو رئيس دولة عربية. لماذا هذه النرجسية المفرطة عزيزي المبدع؟ ولماذا لا تترك الأمور تسير بشكلٍ طبيعي ليرشّحك الآخرون لجوائز وطنية ثمّ عالمية ويتبع ذلك نوبل؟ ألا تعتقد بأنّه يتوجّب عليك احترام عقول وإبداع الآخرين، أم أنّك لم تعد ترى سوى ذاتك. أعتقد بأنّ التواضع وفهم جدلية الحياة أمرٌ مفيد للغاية، ولا أرغب بهذه العجالة حرمانك من هذا الطموح، ولكن هناك الكثير من الأدباء والزملاء في كافة أنحاء العالم العربي الذين يموتون يوميّا مع الحرف، دون التبجّح بهذه الطريقة، وهناك من أنتج وأبدع ما تنوي نشره خلال العشرين عاماً القادمة – إذا أردنا وزن الإبداع بالكيلوغرام – دون الضرب على الصدر بهذه الطريقة واستجداء نوبل، وهي الجائزة التي لا تُستجدى، وهناك من المترجمين الذين أثروا اللغة العربية وأذكر على سبيل المثال لا الحصر ((كمال أبو ديب)) ولم يطلق على نفسه لقب إمبراطور.

لا أدري كيف تتمكن من الترجمة من الرومانية وإليها وأنت تجهلها، فما بالك باللغة الصينية واليابانية؟

عزيزي منير ما هكذا تورد الإبل! هذا ليس هجوماً موجّهاً لشخصك بقدر ما يكون محاولة لوضع الحروف على النقاط، ومع ذلك أتمنّى أن تحصل يوماً ما على هذه الجائزة، بعد أن تثبت بأنّك قد أثريت فعلاً أدبنا العربي والعالمي، وحتى يحين ذلك الوقت، أتمنى لك أحلاماً سعيدة.           

زر الذهاب إلى الأعلى