بقلم د. رفعت سيد أحمد
لا أجد كمصري أولاً، وكمثقف مهموم بأمته ثانياً، لفظاً أكثر دلالة علي منح الباحث/ سيد القمني جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية وقدرها (200 ألف جبيه)، من لفظ (مسخرة)، لماذا؟
أولاً: سيد القمني فكرا وانتاجا لا يرتقي علي مستوى البحث العلمي والأكاديمي إلي مستوى يليق بجائزة من المفترض أنها تمنح للعلماء والمفكرين والمتفوقين منهم تحديداً، والرجل، وباعتراف، أشد الناس تأييدا لأفكاره، فقير في علمه وإنتاجه، وكل ما قدمه من مؤلفات، ليست سوى اقتباسات واستشهادات من كتب مستشرقين، وليس بها إبداعاً وتميزاً ورؤية خاصة به، ولنحتكم إلي كتبه ورؤى ذوي الشأن بها.
ثانياً: أغلب ما كتبه سيد القمني (من الحزب الهاشمي حتى رب هذا الزمان ،مرورابحروب دولة الرسول والاسطورة والتراث ) هو مجرد هجوم علي الدين، إن سيد القمني (وعفواً في عدم وضعي كلمة دكتور قبل اسمه، لأن هناك شكوك في رسالته للدكتوراة أصلاً وهل حصل فعلاً عليها أم لا وان الرجل ليس سوى مدرس للصف الاول الثانوى ) فهو فى كل ما كتبه وفى مقالاته المنشورة-قبل ان يعتذر عن الاستمرار فيها اثر تلقيه كما كان يزعم تهديتدا بالقتل -عبارة عن هجوم غير مبرر وغير مدروس وبلا رؤية للإسلام كمرجعية لهذه الأمة، وهجوم غير مفهوم (للمادة الثانية) من الدستور المصري، أي تلك المادة التي تجعل من الشريعة الإسلامية المصدر الأول والرئيسي للتشريع، مع ميل واضح لأطروحات أقباط المهجر الذين سبق واستضافوه مع أحمد صبحي منصور في أمريكا لفترة، (وبالمناسبة الاحتفال الوحيد الذي تم تكريم القمنى فيه هو الاحتفال الذي أقامه له المدعو مجدي خليل والذى كان قبل فترة من أقباط المهجر والآن له مركز للدفاع عن حريات المسيحيين في مصر!)، إن جل مشروع القمني إذا جاز لنا أن نسمي تلك الاقتباسات والكتابات المرسلة مشروعاً، هو الهجوم علي الإسلام، ديناً وثقافة وحضارة، وتحميل أخطاء وأوزار بعض المسلمين والجماعات والتيارات الإسلامية، الإسلام ذاته، مع التنقيب عن (النفايات) في تاريخنا الإسلام وتقديمها باعتبارها هي الإسلام ذاته، إنه (فقه النفايات) ذلك هو منهج، ومشروع القمني ومن شلبهه من مفكرى هذا النظام، انه (ااقمنى)الذي احتفى به السيد جابر عصفور، وجماعته في المجلس الأعلى للثقافة، وأغلبهم بما فيهم (عصفور) هذا شديدو الكراهية لكل ما هو إسلامي، وعربي، لكل ماهو مقاوم (انظر كتابات عصفور هذا فى الاهرام حهذة الايام مؤيدا التواصل والتطبيع مع اسرائيل عبر الترجمة عن العبرية)هم كمثقفين حكوميين، إذا ما وزنوا أمام المثقفين الجاديين لا يساوون مثقال ذرة من تراب، ولكنه الإعلام المدجن والنظام الذي يريد صبية صغار علي (مقاسه) وشاكلته ليس إلا!.
ثالثاً: إذا كان هذا هو وزن وقيمة ومشروع القمني فلماذا أعطي الجائزة؟ (وبالمناسبة أيضاً القمني هذه نسبة إلي ما يعرفه أهلنا في ريف مصر بـ(قمينة الطوب) التي يتم فيها حرق الطوب ليتحول إلي طوب حجري، وليس نسبة إلي أحد علماء الإسلام الأوائل كما قد يخدع القارئ)!!.
لماذا أعطي ـ القمني ـ الجائزة؟ في تقديري أن عصابات وزارة الثقافة ودعاة التنوير المغشوش هذا، هم السبب، الذنب ليس ذنب (الأخ سيد القمني)، ولا في أتيليه القاهرة الذي أسسه يهودي، وله علاقات مشبوهة بإسرائيل، ان القمني كشخص عندما تراه أو تجلس إليه وهو يرتدي الطاقية،(السسكته) تشعر بأنك تجلس مع (صبى قهوجى) علي مقهى بلدي في حارة السد، ولست أمام مفكر رصين، الذنب ليس ذنب (المعلم سيد)، ولكنه ذنب فاروق حسني وجماعته الممتلئة كراهية لكل ما هو أصيل في عروبتنا وإسلامنا ومصريتنا، إنها جماعة لم تر مثلاً أستاذنا/ حامد ربيع (عليه رحمة الله) ولم تر مؤرخنا الأكبر المستشار طارق البشري، ولم تر مفكرنا الموسوعي د. محمد عمارة بل لم تر حتى محمد حسنين هيكل (مع أي خلاف معه)، ولم تر المبدعة المتميزة الأستاذة/ صافي ناز كاظم، وغيرهم من الأصلاء، حقاً وفكراً.
هي لم تر ولا تريد أن ترى، لذلك دعونا نقل أن ما جرى للأخ سيد القمني ومعه، وجابر عصفور وعصابته، لا يليق به سوى كلمة (مسخرة)، (وربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) صدق الله العظيم.
E-mail: yafafr@hotmail.com