أرشيف - غير مصنف

سرقات واسيني الأعرج من كتابي العلاقات الجزائرية الإسرائيلية

محمد تامالت
لندن
 
سطا واسيني الأعرج الكاتب الجزائري والأستاذ الجامعي حامل درجة الدكتوراه (التي لا أعرف موضوعها ولا أعلم هل هي بدورها مسروقة) ، سطا على صفحات كاملة من كتابي العلاقات الجزائرية الإسرائيلية المطبوع سنة 2001 في مقال نشره بجريدة الخبر عدد السبت الرابع من جويلية/يوليو 2009 عن الشهيد محمد بوديا ممثل الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أوروبا.
 
 ولم يكتف واسيني الأعرج بالسطو على جهدي المعرفي لنقله ما ورد في كتابي من وقائع ومعلومات وتواريخ وعدم إشارته مطلقا إلى الكتاب الذي نقل منه، لم يكتف بذلك فأعاد نشر جمل كاملة من كتابي بنفس الألفاظ أحيانا وبنفس ترتيب الأحداث أحيانا أخرى دون حياء ولا خوف من الفضيحة وربما لآن قصور تفكيره سول له الإعتقاد بأن وجودي خارج الجزائر يعني أنني لا أقرأ الصحف الجزائرية. وإلى القارئ مقارنة تفصيلية بين مقال واسيني المسروق وبين مقالي المسروق منه.
 
نقل واسيني ما جاء في بداية الصفحة 106 من كتابي العلاقات الجزائرية الإسرائيلية ونصه: “محمد بوديا الذي ولد في حي من أحياء القصبة العليا (الباب الجديد) في 24 فيفري/فبراير 1932 هو مناضل قديم في فدرالية جبهة التحرير بفرنسا ومسرحي موهوب كذلك، فهو درس المسرح في المركز الجهوي للفنون الدرامية منذ 1954 ثم هاجر إلى فرنسا وشارك في عدة عمليات فدائية جرح على اثر إحداها في 1956 وكانت من أهم هذه العمليات تفجيره لأنابيب النفط في مرسيليا في 25 أوت/أغسطس 1958 ليتم القبض عليه ويحكم عليه ب20 سنة ويهرب من سجنه في 1961 إلى تونس التي عمل بها في الفرقة المسرحية التابعة لجبهة التحرير التي كان يقودها البارع في فن التمثيل مصطفى كاتب. وبعد حصول الجزائر على استقلالها أصبح المدير الإداري لأول مسرح وطني في جانفي/يناير 1963 وأسس جريدة نوفمبر ثم جريدة الجزائر هذا المساء قبل مغادرته الجزائر بعد انقلاب 19 جوان/يونيو 1965”
 
 واسيني نسخ تلك الفقرة فاقتطع منها وأعاد نشرها بهذا الشكل: “عندما عيّن مديرا للمسرح الوطني سنة 1963 قبل أن يكلفه انقلاب العقيد هواري بومدين ضد ابن بلة في 1965 الهرب والمنفى وفقدان الثقة، ويكلفه انتماؤه للثورة الفلسطينية حياته إذ اغتيل في باريس من طرف الموساد. ولد محمد بودية يوم 24 فبراير 1932 في باب الجديد بالجزائر العاصمة. حبّه للفن والمسرح جعله يلتحق في سنة 1954 بالمركز الجهوي للفنون الدرامية. هاجر في عز الثورة، إلى فرنسا وانضمّ إلى فيدرالية جبهة التحرير. ألقي عليه القبض وهو يحاول تفجير أنابيب النفط في مرسيليا يوم 25 أوت 1958، فحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً قبل أن يهرب في 1961، ويلتحق برفاقه في تونس. هناك أنشأ فرقة المسرح التابعة لجبهة التحرير الوطني”
 
جاء في كتابي (الصفحة 106) أن بوديا راسل وزير العدل الإسباني: “في 28 ديسمبر 1964 من أجل إطلاق سراح الشاعر كارلوس لغريزو الذي أدانته محكمة عسكرية من عهد فرانكو” فسرق الأعرج جملتي تلك وحولها إلى: “في 28 ديسمبر 1964 بعث برسالة احتجاج من أجل إطلاق سراح الشاعر كارلوس لغريزو، المدان من طرف محكمة عسكرية خلال دكتاتورية فرانكو”.
 
 كما جاء في كتابي (الصفحة 106 أيضا) أن بوديا: “كان يسعده تقديم العون للفلسطينيين كما حدث في 1 جوان/يونيو 1964 حين خصص مداخيل حفلات الموسم الصيفي ومسرحياته لدعم الشعب الفلسطيني”، أما في مقاله المنشور ثماني سنوات بعد نشر كتابي فجاء: “من بين أعماله النضالية أنه قرّر تخصيص مداخيل الموسم الصيفي للمسرح عام 1964م دعماً لكفاح الشعب الفلسطيني”
 
وأعاد واسيني صياغة الجملة التي جاءت في بداية الصفحة 107 من كتابي ونصها الحرفي: “بدأت علاقة بوديا بـ(وديع) حداد حين ذهابه إلى كوبا التي تربطه بنظامها علاقة قديمة في منتصف الستينيات ثم التحاقه بجامعة الاستخبارات السوفيتية الكي جي بي التي أطلق عليها الروس اسم الزعيم الأنغولي صديق الجزائر باتريس لومومبا ….. وهنالك تدرب على كل التقنيات التي لم يكن يعرفها قبل ذلك وتعرف على كارلوس الذي أصبح صديقه الحميم”؛ أعاد السارق صياغة تلك الجمل إلى ما يلي: “لكن علاقة محمد بودية المباشرة والجدية بالقضية الفلسطينية بدأت في كوبا، خلال لقائه بوديع حداد، المسؤول العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. قرّر بعد هذا اللقاء وضع خبرته السابقة خلال الثورة الجزائرية في خدمة النضال الفلسطيني. لتنمية قدراته الفكرية والنضالية، قرر الانتساب إلى جامعة باتريس لومومبا في موسكو. وهناك تعرف على شاب فنزولي متحمس للنضال ضد الإمبريالية في العالم، هو كارلوس”.
 
ومن يقرأ الصفحتين 107 و108 من كتابي يجدهما منتحلتين بشكل شبه كامل من الأعرج، ورغم طول الفقرات المسروقة فإنني مصر على نسخها للقراء ونسخ ما يقابلها في المقال المسروق.
 
فالفقرة التي في كتابي ونصها: “وديع حداد الذي كان يعتبر ’أبا ضياء’ كما كان يناديه ممثلا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – قسم العمليات الخاصة في أوروبا” يقابلها “عاد محمد بودية إلى باريس في مطلع السبعينيات بصفته قائدا للعمليات الخاصة للجبهة الشعبية في أوروبا متّخذا اسما حركيا جديدا ”أبو ضياء”.
 
أما الفقرة (الصفحة 107) التي جاء فيها أن بوديا كان: “مسؤولا عن فرع هذه القارة الكبيرة وكان ينسق كذلك مع الجيش الأحمر الياباني وبادر مينهوف الألمانية والفصائل الحمراء الإيطالية وكذلك ثوار الباسك والجيش الأرمني وغيرها” فيقابلها في مقاله المنتحل: “كان أول عمل قام به هو التنسيق مع الجماعات اليسارية الأوروبية، مثل الألوية الحمراء الإيطالية، مجموعة بادر ماينهوف الألمانية، الجيش الأحمر الياباني، ثوار الباسك، الجيش الثوري الأرمني.”
 
 ذكرت (الصفحة 108) أن الشهيد محمد بوديا عاد “بعمليات أخرى ناجحة تشبه تلك التي قام بها في روتردام بهولندا عندما فجر مخازن إسرائيلية في هذا الميناء سنة 1971 ومصفاة للبترول بذات المكان وذات التاريخ والذي بقي اسمه فيها مجهولا إلى وقت قريب، وكانت أهم هذه العمليات الناجحة عملية قام بها بوديا في موقع اريست بإيطاليا ضاربا خطا بتروليا بينها وبين النمسا في 5 أوت / أغسطس 1972 ومخلّفا خسائر قيمتها 2,5 مليار دولار وضياع أكثر من 250 ألف طن من نفط ينتجه العرب ويستفيد منه أعداؤهم عن طريق الأسواق الأوروبية”. أما اللص الدكتور فنسخ الفقرة نسخا فأصبحت: “ومن عملياته أيضا التخطيط لتفجير مخازن إسرائيلية ومصفّاة بترول في روتردام بهولندا. لكن أهم عملياته الناجحة كانت تفجير خط أنبوب بترولي بين إيطاليا والنمسا في 5 أوت 1972م، مخلّفا خسائر قدرها 2,5 مليار دولار وضياع 250 ألف طن من نفط ينتجه العرب ويستغله غيرهم”.
 
وليقارن القارئ بين الجملتين الأخيرتين في الفقرتين الأصلية والمسروقة، فالسرقة لم تعد سرقة جهد فكري ومعرفي فقط، بل أصبحت سرقة للأسلوب. سرقة يطبعها الخوف من التعرض لإسرائيل مباشرة، الخوف الذي حور جملتي “من نفط ينتجه العرب ويستفيد منه أعداؤهم عن طريق الأسواق الأوروبية” فجعلها “من نفط ينتجه العرب ويستغله غيرهم”
 
ورغم أنني متأكد أن ما نقلته من الفقرات السابقة كاف لتعرية السارق أمام القارئ فإنني سأواصل المقارنة حتى آخرها، فالروائي السارق لم يسط على كتابي فقط بل انتحل شهادات شهوده كالدبلوماسي الفلسطيني السابق في الجزائر عمر قادري الذي هو الآن برام الله مدير عام التربية والتعليم العالي في منظمة التحرير الفلسطينية والذي نقلت عنه أن محمد بوديا كان: “يعمل مع تنظيم أيلول الأسود الذي كان يقوده أبو إياد وهو ما مكنه من الاشتراك في عملية ميونيخ التي قتل فيها فريق فلسطيني في سبتمبر 1972 رياضيين إسرائيليين بلغ عددهم إحدى عشرة بعد أن هاجمهم كومندوس إسرائيلي، هذا الاحتجاز الذي كان هدفه تحرير 200 فلسطيني في سجون إسرائيل، واشتراك بوديا في العملية كان باستضافته للمجموعة قبل عمليتها ثم إخفائه لها بعد نهايتها”، ويقابل ما جاء في كتابي في المقال المسروق ما يلي: “وتعاون مع منظمة أيلول الأسود التابعة لفتح، ومن نتائج ذلك، مشاركته في عملية ميونيخ أثناء الأولمبياد عام .1972 كان دوره هو استضافة أفراد الكومندوس الفلسطيني قبل العملية، ثم تهريبهم وإخفائهم (الغلطة اللغوية من كسر لما يجب رفعه من المصدر) بعدها”.
 
 للعلم فإن اللص الدكتور واسيني الأعرج كان اتهم منذ سنوات الروائي رشيد بوجدرة بسرقة نصوص أدباء مغمورين ويالصفاقة البغي حين تحاضر في الشرف

زر الذهاب إلى الأعلى