أرشيف - غير مصنف

مناجاة ٌ من بستان ِ البياتي

خليل البابلي
تتأرجح اجراس البرج الكائن في اعماق الذات
رنين رنين
تخبو
تعلو
موجاتٌ همجية ُ تسري مثل زلازل
جعلت من عين ٍ بركان
تابع َ سيلا ً
يعلو لسماء ٍ يتلبد ُ سرب سحاب
امطر غابات النسيان
اهتزت و رَبَتْ
احيتها ثانية ً عادت
توقظني تحرمني النوم
رحلت رحلت
سلمى رحلت
نوبات الحبُ الهمجيُ الجامح يدنو كالأعصار
تسري بخلايا اتعبها وَجَعُ  الغربةِ لحنٌ يعزف كالأوتار
كانت سلمى سعف نخيل
 ترسمها الشمس على الماء
نبضا ً تهتز مع الموج
مثل البصره
اتوق الى ان اجعل وجهي بين يديها
لأرى في عينيها غابٌ اخضر اخضر
قصرٌ شُيِّدَ من ليمون
مُزِجَ   بحبات الزيتون
مَلَكٌ نُورِيٌ يتلألأ عند سكون
غابت رحلت
سربُ أوَز ٍ طارَ بعيدا ً
غادر سطح الشط و حَلَّقَ دون وداع ٍ
هي و البصره
افزع اصرخ اجري عند الشط الجرف و بين نخيل
سلمى الحبُ البصرة ُ انتِ
لكني اكتشف سريعا ً
مأسورٌ من ثقل سلاسل بين حديد ٍ و القضبان
 صَمْتِ الصحراء الممتده
غريبٌ برمال ٍ و عراء
ابحث عن ظل ٍ لنخيل ٍ
واحة ُ ماء
و انا اسألُ شط البصره
في حُلُم ٍ في ذات مساء
سلمى انت ِ
البصرة ُ انت ِ
لا ادري ما لون جبينك و الوجنات
قد ابكتني الغربه كثيرا ً
خمريٌ هو لون جبينك ام سمراء
اسمكٌ سلمى
اسمك غاده أم آلاء
سأعودُ الى البصرة ِ يوما ً
ابقتني الغربة ُ منكَسِرٌ
صيادٌ مسكنهُ الجُرْف لِجَزْر ِ و مد ٍ تحت سماء
يختزن الحزن بعينيه و دوما ً تخنقهُ العبرات
المي
شوقي
حبي حنيني   لكل عراق
احمل فوق الظهر شباك
جعلتني اسحبها كُرْهَا ً
خافت وَجَلَت من اسماك
و القاربُ يصرخ اخرجني
من امد ٍ لسنين مديده بسطح الماء لهذا الشط نهار مساء
اعتقني ما بيني و بينك ذكرى لحياة ٍ و مسار
تعبت سئمت ارحني و ارحل
اسحبني و اتركني وحيداً عند نخيل ٍ فوق تراب
لن ابقى اليوم على الماء
 
 
خليل البابلي

زر الذهاب إلى الأعلى