أثارت تصريحات داليا مجاهد، مستشار الرئيس الأمريكى للشؤون الإسلامية، حول قرار أوباما جعل ذكرى أحداث ١١ سبتمبر عيداً قومياً لإعادة دمج المسلمين، داخل المجتمع الأمريكى، حالة من الجدل وبينما رآها البعض خطوة جديدة غير متوقعة، فاجأ بها أوباما المسلمين خارج أمريكا، فسرها آخرون بأنها رغم إيجابيتها الظاهرية، لاتزال «مجرد كلام» يعيد العالم الإسلامى إلى أجواء خطاب القاهرة، الذى ظل مجرد بداية لحلم لم يتحقق منه شىء.
وقال الدكتور على السمان، رئيس لجنة حوار الأديان: «إن الرئيس الأمريكى، يريد نظرة جديدة للمجتمع الأمريكى من ناحية، وللإسلام والمسلمين من ناحية أخرى، فهو لا يريد أن يظل المجتمع الأمريكى حبيس فكرة المجتمع الرافض للآخر، لاسيما أنه أمضى جزءاً من حياته مع زوجته ميشيل كمحاميين لحقوق الإنسان».
ومن الناحية الاستراتيجية الشاملة، قال السمان: «إن أوباما يريد عمل مصالحة مع الإسلام والمسلمين تعبر عن مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما بدأ يظهر كنتيجة أولية لكل خطواته الخارجية، موضحاً أنه رغم عدم مهاجمته إسرائيل بعد رفض نتنياهو وقف المستعمرات فى فلسطين، فإنه يعلم جيداً وبنظرة مستقبلية أن الرأى العام الأمريكى بدأ يهتم باختياراته، بعد تيقنهم بأن الأولية عنده دائماً للمصالح الأمريكية».
وقال الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات السياسية والدولية: «إن المشكلة الحقيقية بالنسبة للمسلمين فى الخارج هى الاندماج، موضحاً أن أوروبا وحدها بها ٢٦ ألف عربى ومسلم يعانون حتى هذه اللحظة عدم الاندماج ويفضلون العيش داخل (كوردونات) تشبه الجزر المعزولة، وما يفعله أوباما يوضح جيداً أنه يفهم مشاكل المسلمين والأقليات بشكل واقعى، ويتعامل معها بإيجابية غير مسبوقة».
وأضاف: «فى تاريخنا الحديث هناك ٣ تواريخ مهمة، ٩ نوفمبر ٨٩ يوم سقط حائط برلين، و١١ سبتمبر ٢٠٠١، والثالث ٩ أبريل ٢٠٠٣ يوم سقطت بغداد، مؤكداً أن تغير تاريخ (خطير) مثل هذا نقشت فيه ملامح الاتهام لكل ما هو عربى ومسلم يعنى لنا الكثير،
وعندما أعلن أوباما فى جامعة القاهرة أنه على استعداد لبذل المزيد من أجل الدفاع عن حرية العقيدة، فقد كان يعنى المسلمين، وها هو بدأ بالفعل ويجب أن نساعده، وأن نعرف أن أوباما أحسن اختيار التاريخ، وأن هذه الخطوة أكثر من رائعة وتعتبر فى عرفنا المصرى (ضربة معلم) تاريخية، حول بها الكابوس الذى يؤرقنا إلى خطوة لخلق تآلف وفرصة جديدة للتفاهم والحوار بين الحضارات، علاوة على أن هذه الطريقة، ستعمل على تنقية الأجواء بين المسلمين وأمريكا».
من جانبه، أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن إعلان أوباما هذا هو محاولة لاستمرار الغزل بين أمريكا وبلدان العالم الإسلامى، وأن الرئيس الأمريكى يصر أن «يحبسنا» فى أجواء خطاب القاهرة.
وقال: «إن الغزل الحقيقى لن يتحقق إلا بتسوية الصراع العربى الإسرائيلى وحينها ستنجح أمريكا فى كسب ثقة واحترام العرب والمسلمين جميعاً، ووصف ربيع هذه الخطوة بأنها مهمة، إلا أنها مازالت شكلية، وأن الوضع الحالى فى المنطقة يحتاج إعادة تصحيح وتطبيق للسياسات المنصفة للمسلمين أكثر من إعلان الاحتفالات والأعياد القومية، ضارباً المثل باستمرار إسرائيل فى تطبيق سياسة الاستيطان».
وأضاف ربيع: «إن هناك جهوداً إيجابية يجب أن تحسب لأوباما، منها سحب القوات من بعض مدن العراق، ومحاولات القضاء على حركة طالبان فى أفغانستان، والإعلان عن إغلاق معتقل جوانتانامو، معلقاً بقوله (بشكل عام مازلنا نحلم مع أوباما بما يراه لنا فى أحلامه)».