سؤال لحماس: نجاد أم طلحة والزبير ؟!

زكريا النوايسة
إن من الإنصاف حيـن نتحدث عن حركـة بحجم وتاريـخ حركـة حماس، أن يكون الحديث صادقـا ومعبرا عن التأثير الكبير الذي أحدثته في معادلة النضال الفلسطينـي، فنضال هذه الحركـة لا يمكن لأي عاقل تجـاوزه أو شطبـه من سجل الدم الفلسطيني الكبير.
 
    ويحسب لهذه الحركة أيضـا قدرتها الفائقة في فترة من الزمن على إربـاك منظومـة الأمن الصهيونية من خلال عملياتها الاستشهاديـة العظيمة، والتـي أسست عليها نظريـة جديـدة فـي النفسيـة الإسرائيليـة اسمهـا ( نظريـة الخوف) ،وتتمثـل هذه النظريـة بأنْ ليس هنـاك مكان آمن في أي بقعـة من (إسرائيل)،وقد أربكت هذه النظريـة بالفعل المعادلات السياسيـة فـي الدولـة الصهيونيـة،ورغما عن صنّاع هذه السياسة تحولت الدولـة من دولة مدنيـة سياسيـة( كما يدّعون )إلى كيان أمني مستفز.
 
  وكان أمل الجميع أن تبقى حماس في إطارهـا النضالـي المعهود، ليبقى هذا النضال محصنـاً من أهـواء ونوازع المشاريع الإقليميـة،التي دائمـا كان لها دورا سلبيـا فـي مسار هذا النضـال الوطنـي المشـروع ضـد الاحتــلال الصهيونـي،وربما سيذهب البعض إلى مشروعية البحث عن سند وكافل للحراك المناضل في فلسطين ،وفي المقابل يرى آخرون أن ربط قضية فلسطين المقدسة في ذيل المشاريع الإقليمية سيكون مردوده كارثيا،ولكن ما تفرزه الحقائق يرجح كفة الرؤيـة الثانيـة،التي تريـد لهذا النضال أن يبقـى فلسطينيـا خالصا لا أجنـدات له إلا هدفه الأسمى التحرر والإنعتاق من القيد الصهيوني البغيض.
 
 ويبقى السؤال ماثلا،، إذا أصرت حماس على طرح نفسها واجهة دينية(سنية) للصراع مع المشروع الصهيوني ، فهل الحاجة لضرورات المقاومة يبرر ويبيح التنازل عن مسلمات لا يجوز عقائديا المساس بها فضلا عن التنازل عنها، بداية من المنطوق الشريف الذي أصبـح سهلا القفز عنـه أو التحايـل عليه ، وهنا أشيـر إلى الأحاديث النبوية الشريفـة التـي بُشِّر فيها عدد من الصحابـة في الجنة، ومن البديهي القول: أنني إذا اصطففت خلف الرئيس الإيراني في رؤيتـه الدينية ، أو إذا لـم أنكـر عليـه ما يهـذي بـه من حقـد وطعـن برموزنـا المكرمة ، فإننـي حتمـا أُوافقه على ما ذهب إليـه في تهجمه وطعنـه بهذين الصحابيين الجليليـن ،فإخـراج الرئيس الإيرانـي لهذين الصحابيين من بُشارة الرسول لهم في الجنة ، يعد طعنا بالرسول الكريم وتسفيها لحديثه الشريف.
 
 ويبقى السؤال ماثلا،ما هـو موقف حركـة حماس من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أشرت إليها ؟ وهل الطعن الذي وجهه الرئيس الإيراني أثناء حملته الانتخابية وتحديدا في القناة الثالثة الإيرانية مساء 10/6/2009 ، والذي حكم فيه بالردة علـى الصحابييـن ( الزبير بن العوام ) و ( طلحة بن عبيدالله) سيكون حدثا عابـرا لا يثير عندنا غيرة على رموز نضالنا الشريف من خريجي المدرسة النبوية ؟!.
 
  وأخشى ما أخشاه أن نصدم بجواب من ذات الأجوبة الميكافيلية ، التي أصبحت رائجة هذه الأيام ، بأن إيران ورئيسها المنتخب انتخابا ديموقراطيا من الدرجـة الأولـى ، هو من يمثل وجـه الإسلام وسماحتـه ، حينها سأقتنع أن الزيف هو عنوان هذه المرحلة ، وأن الزمان ليس زماننا ، والدنيا ما عادت بخير.
 
Exit mobile version