صلاح أبو لاوي
مهداة إلى روح الشهيد غسان كنفاني
في ذكراه السابعة والثلاثين
تتقاطعُ الأسماءُ والأشياءُ
في الزّمنِ المقيّدِ بينَ فاصلتينْ
وتظلُّ أسئلة ٌ على شفةِ الكلام ِ
كأنّها فقَدَتْ أنوثتها
تؤرجحنا
معلقة ً على غصنين ْ
تتقاطعُ الأسماءُ والأشياء ُ
في الذكرى
فيرتجفُ الرصيف ُ
ولا تعودُ إلى مدائِنها
خطاكَ
ولا المدائن ُ
تهْجُرُ العينين ْ
يا صقر ُ
كيف تعددت ْ أسماؤنا وصفاتنا كرها ً
وكنّا واحدا ً في الحرب ِ
قبل ولادة ِ
التّطمين ِ والتخمين ِ
والإفصاح ِ والتضمين ِ
والتعويم والتهويم ِ
والإقدام والإحجام ِ
قبل الشعر ِ
كنّا واحدا ً في الحلم ِ
بعد الموت ِ
صرنا اثنين ْ
يا ” فارس ” الزمن المقاوم ِ
هدّنا خذلاننا
وتكدستْ أرواحنا
في ساحة التفريط بعدك َ
تائهين َ على صراط البين ْ
أرأيت أرواحا ً تموت ُ ولمْ تمتْ أجسادها
أرأيتنا كم نحنْ ……
فاشكرْ يدَ الغيبِ التي رَفَعَتـْكَ عن أوساخنا
ماذا ستكتب ُ
لو رأيت الناس في الألفين ْ ؟؟؟
ضاقتْ عليك الأرض ُ
أم ْ رحُبَت ْ ؟
لكي تسَع َ السماءَ
فتنتقيك لصدرها
من نجمةٍ عذراءَ كنتَ كتبتها
أو صاحَبَتْك َ
بعينها البيضاء
ذات خنادق ٍ
فرَمَتْ إليكَ دموعَها
والناسُ ينحدرون من عاداتهم ْ
فصعدتَ نحو العين ْ
تتقاطع الأسماءُ والأشياء ُ
في فهم ِالمقاصد ِ
كيف أفرغنا منازلنا !
وأشرعنا نوافذنا !
ورحنا في خطوطِ العرض ِ
نبحثُ عن نشيد ٍ نستجيرُ به ِ
من الأمرين ْ
يا صقر ُ
كيف مضيت َ….!
تلك غزالة ُ الصحراءِ
تعرض ثديها للبيع ِ
تأكلُ عشبَ أمريكا
وتستلقي لقاتلها على الجنبين ْ
تختار ُ وجهك َ
في مرايا الأمس ِ
لكنّ الحكاية َ
غيرُ قائلها
وإنّ غزالة الصحراء لمْ ترجع ْ
وما “ جدعان “
إلا صورة المرآة ِ في الوجهين ْ
يا صقر ُ
إنّ أصابعا بريّة كانت تنام على الزّناد ِ
تدَجّنَتْ
والبندقيةُ والحياة ُ تحوّلا ضدين ْ
تتقاطع الأسماءُ والأفعال ُ
في حمّى الضباب ِ
فلا نرى تاريخنا
ونشك ُّ في آبائنا
ونشك ُّ في زوجاتنا
ونشك ُّ في أبنائنا
ويشك ُّ طين بيوتنا فينا
وقد خلعَتْ عمائمُنا
من التاريخ ِ بدْرا ً
كي تعيش حُنينْ
وتشك ُّ فينا الأرض ُ
حين نطـّير الأفراح محتفلين َ
أنّ القدس عاصمة ٌ
ولم نذكرْ
لمن ؟؟؟ أو أين ْ ؟؟؟؟
ونشك ُّ في أحلامنا
إذْ كلما امتدتْ لنا كفٌّ لتصفعنا
مدننا ـ نحن عشاق السلام ـ
مصافحينَ لذئبها كفّينْ
ونشك ُّ في شعرائنا
يتساقطون من الضباب ِ
على الحروف ِخزعبلات ِ
مسّها جنُّ الحداثة ِ
لا يَرُونَ ولا يُرَونْ
ونشك ُّ في شهدائنا ……!؟!
يتقاطع الشهداء بالشهداء ِ
هل صعدَ (الحكيمُ) إليكَ يا غسان ُ
في عليائك الأبديِّ
ينزف حلمنا
نحن الخسارة
لا يطيق الحرُّ
أنْ يحيا الخسارةَ مرّتين ْ
هل أحمدُ العربيّ جاءَكَ عاريا من شِعره ِ
طعَنَته ُ أمريكا
وأمريكا
حروف ٌ تسرق الشعراء من أوجاعهم ْ
وتقصُّ أطراف النشيد ِ إذا نما
من غصّةِ المعنى على أرواحهم ْ
فأتاك َ
محمولا ً بلا جنحين ْ
هل بابك الضوئيّ مفتوح ٌ
لنصعد َ
من حدود الكون ْ
هل يستوي العملاء والشهداء ُ
في الزمن الحرام ِ …
مرارة ُ المنفى تُعدُّ خيولنا للذبح ِ
والمنفى
رصيد المفلسين َ
يجرنا من خلفه ِ للبحر ِ
والبحر الكبير يخيفنا
نحن الذين كتبتنا
خنّاكَ
لا عادت لنا حيفا
ولا عدنا
ولا شئنا
سداد الدَينْ .
7/7/2009