كوشنير هنا: دور أصيل أم بديل؟
كوشنير هنا: دور أصيل أم بديل؟
بقلم: زياد ابوشاويش
عندما يعقد وزير الخارجية الفرنسي اجتماعا موسعاً لسفراء بلاده في المنطقة بمدينة دمشق فهذا يعني أن الزيارة لدمشق هي الأساس وهي الهدف.
ففي الحديث الذي أجراه السيد كوشنير مع صحيفة الوطن السورية أجاب عن مجمل التساؤلات التي تدور حول رؤية فرنسا لمعالجة قضايا المنطقة ربطاً بموقف فرنسا المؤيد من حيث المبدأ لأمن إسرائيل وتالياً بالموقف السوري ودور سورية في حلحلة العقد المستعصية التي زادت استعصاءً في ظل الإدارة السابقة بواشنطن وإقرار فرنسا العلني بمحورية هذا الدور، وكان الحديث واضحاً حول جملة النقاط التي أثارتها صحيفة الوطن.
المبادرة الفرنسية بفتح العلاقة مع سورية على مستوى متقدم نظر إليها في العام الماضي على اعتبارها تحدياً للإرادة الأمريكية التي كانت ولا تزال تقف من السياسة السورية موقف العداء، والتشكك والريبة في الحد الأدنى، وقيل وقتها أن الخطوة الفرنسية التي فتحت آفاق التعاون السوري الأوروبي على مصراعيه ودشنت مرحلة فك الحصار عن دمشق لا يمكن إلا أن تكون بتنسيق مع أمريكا بحكم توجهات الرئيس ساركوزي المعروفة تجاه التقارب والتنسيق المتطور مع الولايات المتحدة، وتوقع المحللون أن تبادر أمريكا خاصة في ظل الإدارة الجديدة بفتح أفق للحوار الجدي مع سورية والتوصل لنقاط التقاء تخدم العملية السلمية في المنطقة الأمر الذي لم يتم حتى اللحظة.
كوشنير تحدث عن تحسن سيتم أخيراً بين دمشق وواشنطن لكنه لم يحدد علناً ما الذي تريده إدارة أوباما هنا، والأرجح أن ذلك كان مدار بحث في لقاءاته مع المسؤولين السوريين.
الأزمة في المنطقة ليست في طريق الحلحلة كما أشار الرجل بل العكس هو الصحيح وطبول الحرب تقرع بضجيج مرتفع ضد إيران الحليف الأقرب لسورية في المنطقة، وهي طبول تقرع في تل أبيب وتجد صداها بواشنطن، ثم يأتي كوشنير للعاصمة السورية…فهل حقاً لفرنسا في هذه الزيارة الدور الأصيل أم البديل؟.