أرشيف - غير مصنف
نسي ” متكي ” فصرح .. وكلام عن الحمير والمستحمرين
احمد النعيمي
استقبل الإيرانيون البارحة معتقليهم الخمسة ، الذين قضوا في سجون الاحتلال الأمريكي ما يقارب سنتين ونصف السنة ، والذين تم الإفراج عنهم بعد أن تم تسليمهم للحكومة العراقية العميلة وذلك وفقاً للاتفاقية الأمنية ، كما أعلن وزير الخارجية العراقي ” زيباري ” بأن حكومته قامت بتسلم الإيرانيين يوم الخميس الماضي ، وذلك في تصريح لوكالة فرانس برس رداً على سؤال بشان إطلاق سراح المعتقلين الإيرانيين : ” وفقاً للاتفاقية الأمنية لانسحاب القوات الأمريكية ، يفترض تسليم جميع المعتقلين العراقيين وغير العراقيين إلى الحكومة العراقية ، وهذا ما تم تنفيذه اليوم ” ، ورافق هذا الاستقبال تنديد من وزير الخارجية الإيراني ” متكي ” ، الذي كان قد صرح سابقاً أن عميلة الخطف التي جرت بحق هؤلاء الخمسة عمل غير إنساني ووصمة عار لواشنطن ، بقوله : ” إننا نحتفظ بحق متابعة هذا العمل الهمجي الذي قامت به حكومة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ، أمام الهيئات القضائية الدولية ” .
وكأني بهذه التصريحات ليست سوى مسرحية جديدة ، من الجعجعة ورفع الشعارات ليس إلا ، وذر للرماد في العيون ، وهذا ما ذكره متكي ، ولكنه نسي أن يذكر لنا أن الإيرانيين هم من ساعد قوات الاحتلال الأمريكية في غزو العراق وأفغانستان ، وذلك من خلال تصريحات كبرائهم أنه لولا الدور الإيراني الذي قدموه للأمريكان ، لما تمكنت قوات الاحتلال من دخول هذين البلدين ، كما صرح بهذا محمد الأبطحي في ختام أعمال مؤتمر الخليج الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجة يوم 15 كانون الثاني 2004م ، حيث قال : ” انه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة ” ، وكذلك تصريح رافسنجاني الذي أكد فيه أن : ” القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها ، ولو لم نساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني ، ويجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أن تسقط طالبان ” !!! ونسي أن يذكر لنا أن الإيرانيون يسيطرون على 70 % من أراضي العراق ، ونسي كذلك أن يخبرنا بأن المخابرات الإيرانية والأمريكية واليهودية يعملان يداً بيد في العراق ، ونسي كذلك أن يذكر أحاديث المعتقلين في السجون العراقية عن تحقيق الإيرانيين معهم داخل سجن أبو غريب سيء الصيت ، ونسي أن يذكر كذلك أن المجلس الإسلامي الأعلى وهم الذين تم تدريبهم وتمويلهم في إيران ، والذين يمثلون النسبة الأكبر من الحكومة العراقية العميلة ، وهم أنفسهم أصحاب فرق الموت التي قامت بمحاكم تفتيش رهيبة ضد المسلمين في العراق ولا زالت تقوم بها ، فقتلت وذبحت وشردت ولا زالت تعتقل عشرات الآلاف في سجون ظاهرة وأخرى سرية لا يعلم ما يجري داخلها إلا رب العباد ، فما وصلنا من جرائمهم لا يعد إلا جزءاً ضئيلاً من حقيقة ما يجري داخلها ، ونسي كذلك أن يذكر لنا أين يعيش من بقي من فلسطينيو العراق من الذين كتب لهم أن ينجو بحياتهم ، بعد المجازر التي ارتكبتها بحقهم فرق الموت من حزب الدعوة وجيش المهدي ، واضطروهم إلى العيش في خيام على حدود التنف والوليد .
ونسي أن يذكر لنا زيارة نجاد – صاحب شعار الموت للأمريكان – إلى العراق في بداية سنة 2007م ، ودخوله المنطقة الخضراء وكر قوات الاحتلال وحكومته العميلة ، ليستقبل هناك بكل حفاوة من جنود الاحتلال وعملاء الحكومة الإيرانية ، ونسي أن يذكر لنا عن تعاون السيستاني مع قوات الاحتلال الأمريكي كما فضحت دوره مذكرات بريمر ، ونسي أن يذكر لنا عن مئات الآلاف الذين يحتجزونهم من البلوشيين والأحوازيين ، الذين لا زالوا يقبعون في سجنوهم منذ عشرات السنين ، ونسي أن يذكر لنا عن المئات من الأحوازيين الذين سلموا لهم من قبل سوريا ، ونسي كذلك معصومة الكعبي المرأة الأحوازية وأولادها الخمسة التي سلمت لهم منذ ما يقارب السنة ، وهي تقبع وأولادها الصغار داخل سجنوهم ، ولا زالت سوريا تسلمهم كل يوم أشخاصاً جدداً ، مصيرهم غياهب السجون ، فهؤلاء لا بواكي لهم !!
ونسي أن يذكر لنا تصريحات نجاد – صاحب شعارات المسح لليهود – بأنه مستعد للاعتراف بدولة اليهود ، ونسي أن يذكر لنا لمن صوت يهود إيران في الانتخابات الأخيرة !! ونسي أن يذكر كذلك عن اجتماع يهود إيران ومؤتمرهم الأول الذي عقدوه في القدس يوم الاثنين 6 / 7 الماضي ، لتأسيس ” اتحاد يهود مشهد ” وأفاد كثير منهم أن أوضاع اليهود في ظل نجاد أفضل من الرؤساء الذين سبقوه ، وقد ذكر ” راب مشهد شلومو ذبيحي ” : ” صحيح أن نجاد يتحدث بطريقة سيئة عن اليهود ، لكن حكومته هي الأفضل لليهود ” !!! وأكد مؤسس الاتحاد ” بهمان كمالي ” : ” أنه لا يعتقد بأن اليهود في إيران سوف يتعرضون للاضطهاد بسبب الأحداث الجارية فيها ” ، ونسي أن يذكر التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التشيكي ” كارل شوارزينجر ” في حديث صحفي لجريدة هارتس العبرية : ” عن وجود علاقات سرية وطيدة بين إيران واليهود ” ، لافتاً إلا أن تلك العلاقات ليس بالضرورة الكشف عنها رسمياً ، وذلك كما حاول خميني كل جهده أن يمنع ظهور فضيحة “إيران كيت ” إلى العلن ، ونسي أن يذكر لنا تصريحات مشائي – صهر نجاد ونائبه – بأنهم أصدقاء لليهود عقب مؤتمر السياحة ، ونسي أن يذكر لنا تصريحه ” للحياة ” : ” أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي مطلب أمريكي ، وخصوصاً بعد إقامة دولتين إسلاميتين في كل من أفغانستان والعراق ” ، ونسي أن يذكر كذلك تصريح أحد رؤساء الموساد السابق : ” أن نجاد أجمل هدية لليهود لأنه يخدم مصالحهم ” ، ونسي أن يذكر ما قاله الدكتور موسى الموسوي في كتابه ” الثورة البائسة : ” ” أما إيران فكانت منذ قيام دولة إسرائيل صديقاً حميماً لها سواء في عهد الشاه أو بعد سقوطه ، وكانت إسرائيل على علم ويقين أن تصريحات الخميني وسائر زمرته من احتلال القدس والحرب مع الكيان الصهيوني هي للاستهلاك المحلي ومزايدات داخليه وخارجية ، وقد ثبت ذلك حين زودت إسرائيل إيران بقطع الغيار والأسلحة أثناء حربها مع العراق في الحرب الإيرانية العراقية ، ولقد حاولت الزمرة الخمينية الحاكمة إخفاء هذه الفضيحة الكبرى ، وحاول الخميني نفسه أن يدخل الميدان وكذب الخبر مرات ومرات ، إلا أن الفضيحة كانت اكبر من أن تخفى ” .
كل هذه الحقائق عن خيانة الإيرانيون وتحالفهم الغادر مع الأمريكان واليهود تناساها متكي ، وعاد لتقيته ، ورفع شعارات البطولة والجعجعة التي لم نر منها طحنا أبدا ، فبكى السنوات التي قضاها هؤلاء الخمسة داخل سجون قوات الاحتلال ، ونسي المصير المجهول الذي لا زال يكتنف مئات الآلاف الذين يقبعون في سجونهم ، وظن أنه سيطمس بهذه اللطمية ، جرائمهم التي ارتكبوها بحق عشرات الآلاف الذين يقيمون داخل أقبية الزنازين تحت الأرض وفوقها ، في العراق وإيران .
لن ندعوك إلا أن تحترم عقولنا قليلاً ، ويكفيكم استخفافاً بها ، فقد شبعنا من بطولاتكم التي لم نرى منها إلا شعارات جوفاء فارغة ، واهية يكذبها الواقع ، والتي لم نر منها – إي بطولاتكم – إلا تحالفات غادرة مع اليهود والنصارى ، وانتصارات تقومون بتنفيذها بحق المسلمين في العراق وإيران وكل بلد استطاعت أيديكم أن تصل إليه ، فارحموا عقولنا ويكفيكم استحمارا لها ، فهذا الصراخ ما عاد ينطلي إلا على السذج ممن لا يحملون إي ذرة من عقل ، الذين يرون كل هذه الدماء التي تسقط ، ثم ينتظرون مثل هذه التصريحات ليغفروا لكم ما قدمت أيديكم من جرائم وما اقترفتم من آثام وخيانات ، هؤلاء الذين تعودوا أن يُستخف بهم ويستحمروا ، هؤلاء الذين لعبت بهم الفتن لعبتها ، فقذفت بهم يميناً ويساراً وجعلتهم شذرا مذرا ، وبات حالهم كمن سقط من السماء فتخطفه الطير من كل مكان أو تهوي بهم الريح إلى مكان سحيق ، وهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا قليل” ، أما نحن فنقول إننا لن نسكت عن جرائمكم وخيانتكم ، وسنبقى واقفين ضدكم وضد كل خائن وضد الذين ساعدتموهم في احتلال العراق ، ولن ننسى مجازركم ومجازرهم بحقنا ، وسنعمل على تعريتكم وكشف حقائقكم وخيانتكم للعالم اجمع ، وسنردكم بإذن الله على أعقابكم خاسرين أنتم ومن تحالفتم معهم من أجل القضاء على كل ما يمت إلى الإسلام بصلة ، وإن رفعتم ما رفعتم من شعارات فإنكم ستبقون مطايا للمحتلين وحميراً لليهود .
ولم يكن شيخ الإسلام ابن تيمية قد تجاوز عليكم ببيان حقيقة أصولكم ودناءة أنفسكم وخيانتكم ، عندما قال : ” الشيعة ترى أن كفر أهل السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى لأن أولئك عندهم كفار أصليون ، وهؤلاء كفار مرتدون ، وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي ولهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين ” .. ويضيف : ” الرافضة أعظم أهل ذوي الأهواء جهلاً وظلماً يعادون خيار أولياء الله تعالى من بعد النبيين من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين والملحدين كالنصيرية والإسماعيلية وغيرهم من الضالين ، فتجدهم أو كثيراً منهم إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين والكفار ، واختلفت الناس فيما جاءت به الأنبياء فمنهم من آمن ومنهم من كفر ، سواء كان الاختلاف بقول أو عمل كالحروب بين المسلمين وأهل الكتاب والمشركين ، تجدهم يعاونون المشركين وأهل الكتاب على المسلمين أهل القران كما قد جربه الناس منهم غير مرة ، في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك ، وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغير ذلك في وقائع متعددة من أعظم الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة والسابعة ، فإنه لما قدم كفار الترك إلى بلاد الإسلام وقتل من المسلمين ما لا يحصي عدده إلا رب الأنام ، كانوا من أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعاونة للكافرين ، هكذا ومعاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير ” . سبحان الله وكأني بشيخ الإسلام – رحمه الله – يعيش بيننا ويحدثنا عن خبر القوم ، فهل من مدّكر ، وهل سيدرك المستحمرين حقيقة حمير اليهود !؟ .
احمد النعيمي
http://ahmeed.maktoobblog.com/