حق العودة…عودة الحق
بقلم: زياد ابوشاويش
أبدى المسؤولون الصهاينة انزعاجهم من تناول الرئيس الفلسطيني لحق العودة في سياق حديثه عن الحل الشامل أو النهائي للقضية الفلسطينية رغم معرفة الجميع أن ذلك لم يكن يعني من وجهة نظر أبي مازن عودة اللاجئين الفلسطينيين جميعاً إلى مدنهم وقراهم التي شردوا منها بالقوة.
“حق العودة” لليهود لا يرفضه الجانب الفلسطيني في المفاوضات ويعتبره أمراً مفروغاً منه باعتبار أن أرض فلسطين التاريخية هي دولة إسرائيل التي يفاوضوها، ولأن “الحق” في جانبه اليهودي يعني العودة لكل أرض بين البحر والنهر كما أسماها نتنياهو في خطابه الشهير حتى لو كانت ممن احتلها الجيش الاسرائيلي عام 1967.
إذن وبرغم تسليم السيد محمود عباس بأن عودة شعبه لا تعني إعادة الحق له حسب كل الاعراف والقوانين، بل مجرد عودة رمزية فإن الجانب الصهيوني يرفض أي إشارة بالخصوص في الوقت الذي يعطي لأي يهودي ومن في حكمه “الحق” في العودة لأي مكان من فلسطين.
هو البغي والظلم والعدوان يمارسه العدو لأنه لا يجد من يردعه أو يقول له هناك حدود للقهر وللظلم، ولأن الجانب الفلسطيني قبل الاعتراف بالكيان الصهيوني على غالبية الأرض الفلسطينية مقابل وعود كاذبة. إن التفريط من حيث المبدأ بعودة الحقوق لأصحابها وفي المقدمة حق العودة الذي يمثل جوهر القضية الفلسطينية يمثل البساط الذي تجري عليه أطماع بني صهيون وعنجهيتهم.
إن حق العودة هو الرابط المضمون بين الهدف المرحلي والاستراتيجي وكل من يتهاون فيه أو يبدي مرونة تجاهه يفرط بحقوق الشعب الفلسطيني وليس من حقه الحديث عن تحرير فلسطين.
Zead51@hotmail.com