أرشيف - غير مصنف

ابو اللطف من الدبلوماسية الى الغوغائية

بقلم: بهاء رحال
أبو اللطف لم نكن لنسيء لك في أي من مقالاتنا او حواراتنا او نقاشاتنا الداخلية وغيرها ، لأننا كنا نحترم فيك مواقفك الفلسطينية الحرة والمستقلة وولاءك المفرط للوطن والقضية لكننا الآن سنقول فيك غير ما قلناه سابقاً لأنك خرجت عن قرارك المستقل وتساوقت مع الآخرين الحاقدين اللذين يردوا شطبنا وقتلنا من الوريد الى الوريد ، لن نجعل الأعلام محط سجال مثلما فعلت ، وليس هكذا تعالج حركات التحرر قضاياها ، إن أدركت ما فعلت فهي مصيبة وان لم تدرك خطورة وهوجائية ما فعلت فالمصيبة أعظم واكبر لذا لن نقول كثيرا هنا في هذا المقام وسنكتفي بالقليل مما يجب أن يقال وان التقينا يوما في بيتنا الفتحاوي حينها سنقول كل ما لدينا عنك  .
أبو اللطف قائد العمل الدبلوماسي الفلسطيني لعقود طويلة ، واحد ابرز السياسيين المخضرمين البارعين التي أنجبتهم فلسطين في العصر الحديث ، رجل المواقف المتعصبة لفلسطين وقرارها المستقل لِمَ هذا الموقف المشبوه والذي يحيط به العديد من الخيوط السورية والإيرانية المعادية لقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والمعززة للانقسام وشق الصف الوطني خدمة لإسرائيل وحلفائها اللذين يرون ان تكريس الانقسام يخدم المصالح العليا للشعب الإسرائيلي ويزيد من عدد المستوطنات ويمكنّهم من تهويد القدس وضياع حق العودة.
فاروق القدومي تصريحاتك التي خرجت علينا بها وفي مؤتمرك الصحفي وحيث ادليت باتهامات خطيرة وكبيرة وقاتلة هذه التصريحات التي جاءت وعلى لسان قائد فتحاوي بحجم ابواللطف هل هي غوغائية رجل فقد كل صلاحياته وحضوره في حركة كان هو احد مؤسسيها واحد اللذين حافظوا على مبادئها وديمومتها وسرية عملها وقد بلغ من الكبر ما بلغ حتى وصل به الأمر الى التساوق مع أعداء الحركة والمتربصين بها بقصد أو بدون قصد عبر تصريحاته التي تزيد من ألاعباء الملقاة على كاهل الحركة التي تخوض معركة الحفاظ على كيانها في مواجهة كل اللذين يتربصون بها و يريدون ذبحها من الوريد الى الوريد ، هم ذاتهم ولو اختلفت مسمياتهم ، هم ذاتهم اللذين حاولو مرات ومرات عبر الانشقاقات التي حاول البعض سرقة الحركة من الحضن الفلسطيني الى أحضان عواصم عربية عديدة كانت لها أطماع ولا تزال لكنها باءت دائما بالفشل بفعل صلابة وقوة الحركة وتماسكها ونهجها الوطني الخالص وقرارها المستقل باءت بالفشل لان فتح حافظت على ولائها للوطن التي هي منه وفداه.
فما الذي يريده الاخ فاروق القدومي من فشل مؤتمر الحركة السادس الذي لطالما انتظرته كافة القواعد الفتحاوية بل وعانت كثيرا من تأخيره لوقت طويل مما أدى الى تفشي ظواهر سلبيه في الحركة كان يمكن معالجتها لو انتظم انعقاد المؤتمر خلال السنوات العشرين الماضية، مؤتمر يأتي بعد انقطاع عشرين عام عاش فيها الفتحاويون عزلة فيما بينهم وظلت خلافاتهم تتعمق شيئا فشيئا حتى اتسعت الفجوه وصارت اكبر مما يمكن لمؤتمر واحد ان يعالج ملفات كبيرة بهذا الزخم وهذا الثقل، خاصة وان الجماهير الفتحاوية تعلق امال كبيرة على مؤتمرها السادس وترجو ان ينجز كافة الملفات بجدارة وينهض بواقع الحركة ويوزع الأدوار بما يساعد على معالجة كافة المشكلات التنظيمية وفي كافة المستويات والاتجاهات ، انه رجاء لقيادة الحركة ان يعقد المؤتمر في الزمان والتاريخ المحدد وان لا يتم تأجيله لأي سبب كان ردا على كل اللذين يراهنون على فشل انعقاده . إن تصريحات فاروق القدومي تأتي في إطار حشد والتفاف بعض المتساوقين معه للتحضير لانشقاق داخل الحركة أو محاولة لجر المجتمع الفلسطيني الى مزيد من الانقسام وتعميق الخلافات وتزايدها .
 

زر الذهاب إلى الأعلى