أرشيف - غير مصنف

الأخ / فاروق القدومي,, احترم عقول جماهيرنا

بقلم / سعيد موسى
((مابين السطور))
عرفه المناضلين في خنادق القتال منذ خشونة أصابعهم على الزناد، رمزاً ثورياً فخط لنفسه إلى جانب رفاق الدرب والسلاح من عمالقة الثورة الفلسطينية الحديثة تاريخاً محفور في صخور الإنتماء لحركة ثورية بعمر أجيال النضال، كان ذاك الفارس في خندق الفرسان”أبو اللطف”رمز وعلم من أعلام الثورة والتي وجدت لتبقى وتنتصر مهما اعترت طريقها من عثرات، لأنها عاصفة مهما خبا هديرها إنما لتنطلق من جديد في فلك الديمومة الثورية بعواصف أشد جبروت في مواجهة الأعداء، هكذا انطبع في مخيلة كل المناضلين المرابطين في الخنادق لصورة الأخ فاروق القدومي ورفاقه حملة وثيقة القسم والعهد الثوري، تعرضت الثورة المعاصرة لأبشع المؤامرات الدولية والعربية وما نالت من صلابة فرسان الخندق طلائع الريادة والقيادة ومرجعياتنا الثورية، فصمدوا في وجه كل الزوابع السوداء بسبب انصهار ذواتهم الشخصية في ذات وروح الثورة، وما كان للأسماء ولا للمصالح الشخصية من وجود على خارطة القيادة الثورية المنصهرة في بوتقة العمل والمهام الثورية السرية، ولا مجال للحديث هنا وقد كتبت الكثير عن التطور الإيجابي والسلبي ، الإرادي والقهري لمسار الثورة من السر إلى العلن ومن صراع العدو إلى صراع الذات.
 
 
وهنا أوجه حديثي للأخ/ أبو اللطف وللجميع قائلا، اقسم بالله العظيم أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” وعلى مستوى النواة والقاعدة الجماهيرية العريضة، والتي هي شاء من شاء وأبى من أبى الرحم الذي لايتوقف عن ولادة القادة المصقولين بالمواجهة، ان هذه الحركة لم تكن يوما قوية ومتماسكة وثورية حتى من يوم انطلاق الثورة مثل ماهي عليه اليوم، قد يقول البعض أني أبالغ في وصفي هذا ولا ألومهم، كما لا ألوم من يريد حجب شمس الحق بغربال رث ليتوهم باندثار “حركة فتح” أو ابتعادها كثيرا عن مسار المقاومة، التي ماخلقنا إلا لها حتى كنس الاحتلال، وأقول هذا لان الجماهير بزخمها المتصاعد يا أخ أبو اللطف/ مصيبتها في قيادتها ، خاصة بعد فقدانها الكبير لميكانزم وروح تدفقها الذي لن يتوقف بموجب العهد والقسم وأجيال تسلم أجيال راية النضال، جماهير مليونية ثائرة طُعنت في روحها المعنوية وفي خاصرتها الوطنية باغتيال الرمز والقائد والأب المناضل المجاهد شمس الشهداء/ ياسر عرفات، وما اغتاله الجبناء الصهاينة وذيولهم لشخصه وإنما أرادوا اغتيال الروح الثورية والحلم بحتمية التحرر”بالبندقية وغصن الزيتون أو بالبندقية دون سواها”، اعتقدوا أنهم يغتالون وطنا وجماهير قد تنشغل عن الثأر لرمز الصمود وشهيد الثوابت/ أبو عمار، اعتقدوا أن الصمت المؤقت موتا، وقلنا في ذلك الثورة الناشطة الصامتة.
ياسيد أبو اللطف روح ياسر عرفات هي روحنا جميعا، ليست لعبث المناكفات الحركية، والتلاعب بعواطف الجماهير التي ستتفجر يوما لا محالة في وجه كل من عبث بمقدراتها وتاريخها، دم أبو عمار يا أخ أبو اللطف ليس للمزايدات المعممة الرخيصة التي تخدم أجندات مشوهة ومشبوهة، روح أبو عمار والشهداء الأبرار أكبر من بيان تناولته كل الأيدي الملوثة لتخلط الحق بالباطل، ويستخدم كعناوين وما نشيتات إعلامية وسينمائية وكلُ يجيره لخدمة أجندته، بمسميات قمة المهزلة”قنبلة هيدروجينية ونووية” وما إلى ذلك من عناوين لامعة لا تقدم ولا تؤخر في السعي لبلوغ الحقيقة والحقيقة فقط.
 
 
ما هكذا تورد الإبل يا أخ أبو اللطف وكأنك ببيانك المزعوم تملك الحقيقة منذ ما قبل اغتيال ياسر عرفات، نقول هذا لأنك وجهت بيانك ووثيقتك الغير موثقة إلى الجماهير المكلومة بغياب رمز ثورتها، وعندما ينشر محضر وكأنه اجتماع لمجلس إدارة شركة مقاولات، أو جمعية خيرية، ليجلس المؤسسون على طاولة مستديرة ويجلس في الخلف كاتب المحضر قال فلان بالعربية وقال فلان بالعبرية وقال فلان بالانجليزية دون أن يترك كاتب المحضر شاردة أو واردة إلا وكتبها بشكل سيناريو لا ندري جهة إصداره ولا لأي مسرحية، احترموا عقول الجماهير التي توجهون لها بيانكم، فلكم أقلام وتصريحات ومرجعيات وللجماهير عقول تستطيع أن تفرز الزيوان عن القمح، والغث عن السمين، والحميد عن الخبيث، وهنا يثار السئوال العام أولا: لما في هذا الوقت بالذات يثار إلى نشر مثل ذلك بيان؟ ولمصلحة من؟ ولما لم يثار في المركزي أو الثوري؟ وهل لديكم أصل الوثيقة الأصلية من الشهيد/ عرفات المرسلة إليكم؟ وإذا كان هناك مؤامرة فلسطينية إسرائيلية أمريكية لاغتيال أبو عمار! فمن الذي أوصل له هذا المحضر بتفاصيله السرية الدقيقة قبل اغتياله!!! وحسب ما ورد في بيانكم أن نسخة من المحضر!! أرسلها أبو عمار للأخ/ محمود عباس الحاضر للمحضر والطرف فيه حسب بيانكم!! فيرد عليه السيد/ أبو مازن بان يغادر فلسطين!! وطالما أن الخيانة التي تدعونها في زمان غير زمانها واضحة بهذا الشكل التي تزعمون!! وحجبها ليس اقل خيانة، فهل كان عرفات عاجز عن تصفية أو إقصاء من يتآمر عليه ويخطط لاغتياله؟؟!!! أي عبث هذا وأي استخفاف بعقل وعواطف الجماهير الذي تدعون يا سيد/ أبو اللطف فلكم السنة وأقلام وبيانات وللجماهير المكلومة بصر وبصيرة وعقول، فليسوا ببهائم سائبة إمعة ولا متخلفين إلى هذا الحد من التعاطي مع هذه البضاعة الرخيصة الفاسدة المستوردة من معامل عربية وإقليمية قذرة لتسويقها بين جماهيرنا الغاضبة الساخطة على مهزلة صراع الكراسي الثورية والمركزية، من اجل القيادة الحركية الأبدية، ماهكذا تورد الإبل يا أبو اللطف فالمناضل أمثالكم بما له من تاريخ ناصع مشرف، وعلى سلم التداول القيادي التاريخي وسنة الحراك الثوري، يجب أن يبحث عن حُسن الختام بما يتناسب مع تاريخه واحترام الجماهير له، لا أن يلقي ببعض ما جادت قريحته وفراسته من أرباع وأشباه حقائق لخلط الحابل بالنابل، لمجرد القصد بالإساءة لرفاقه وليس غيرة وحمية ثورية على اغتيال ياسر عرفات، فروح عرفات فينا وهي بريئة من كل هذه المهاترات والمناكفات القيادية التي تطلقها ببيانكم المشئوم الذي يجب أن يوأد في مهده لما يحمله من نوايا تخدم الحرب السوداء المستعرة من اجل القيادة الأبدية وليس من اجل حقيقة اغتيال ياسر عرفات والشهداء الأبرار.
 
 
وللعلم يا أخ أبو اللطف الجماهير في دم ياسر عرفات لن تهادن أحدا، ولن تغفر لأحد يثبت تواطئه في جريمة اغتيال الثورة وروح المقاومة، ولا ندافع عن احد حتى لو قيل القاتل والمتآمر/ فاروق القدومي أو محمود عباس أو محمد دحلان وما أسهل أن يلقى ببيان ويقال ما يقال وينسب إلى من ينسب، ولكن الأمر بات مفضوح ومكشوف بان هذا البيان سيء الصيت والسمعة يحمل من الشبهات ما يكفي لكي يدحض كل مابه من ادعاءات لا يقبلها عقل، فلو كان البيان والوثيقة كما تقول صحيحة، لكنت ياسيد/ أبو اللطف شريكا في الجريمة بالصمت والدعم والمساندة لمن تتهمهم بالتآمر لقتل روح الثورة/ ياسر عرفات، بل ستكون المجرم الأول في ثقافة المحاكم الشعبية الجماهيرية، وأي مبرر وعذر لذلك هو أقبح من ذنب، فكفى استخفافا بعواطف الجماهير الثورية، وغيرك يا أخ أبو اللطف/ قيل فيه وفي تصريحاته العابثة قبلا بالقنبلة والانشقاق والحقائق الأكثر زيفا، فشيعته وتاريخه بسوء الختام إحدى الفضائيات المشبوهة إلى مثواه الحركي القيادي الأخير، والقصد أن كل ما بناه من تاريخ المجد الثوري شُيع وسقط بسبب مهاترات وخزعبلات اختار لها الإعلام والفضائيات المتصيدة في المياه العكرة لصالح عرابي المؤامرة العرب والصهاينة فكان سوء ختامه، بعد انكشاف نوايا تصريحاته الهيدروجينية والنووية الإعلامية، ونربأ بك عن نفس المصير لأننا كجماهير نحترمك فا احترم عقولنا ولا توظف روح الغالي فينا/ ياسر عرفات، لمعركتك مع سلمك القيادي الحركي بسبب المكاتب والأموال والكراسي اللعينة، ولتتركوا بصمات مشرفة كحسن ختام لتاريخكم كي لايختم بهكذا ادعاء وبيان يلوثه لدى أجيال الثورة المتعاقبة.
 
 
وإذا كان سبب إفراجكم عن تلك الوثيقة المزعومة الأسيرة بصحوة ضميركم و التي لا تقنع أي ساذج، واعتقادكم أنها ستفجر المؤتمر السادس وما يمكن أن يتمخض عنه من إفرازات ثورية ديمقراطية قد لا تكونوا على خارطتها، فهذه إساءة وفضيحة لكم ولتاريخكم، وتوقيتها بكل ما يحيط بها من معطيات وظروف وطنية وإقليمية، إنما تحمل أسباب سقوطها وعدم جديتها بما يتجاوز حدود الإساءة لخصومكم، وإلا ففي إخفائكم لمثل هذه الوثيقة سنوات طويلة لهو خيانة للجماهير وللوطن وللثورة وللتاريخ، ولقد كتبت شخصيا في المؤتمر وكنت أفضله خارج الوطن كخط رجعة للثورة لا داخله بعنوان” المؤتمر الحركي السادس على غرار مؤتمر المرأة الخامس؟؟!!” وأدليت بوجهة نظري دون تخوين ولا إسفاف بحق احد، والفرق هنا إني أحد أفراد القاعدة الجماهيرية ومجرد مناضل حمل السلاح وفجره في وجه عدوه وذاق مرارة وشرف الاعتقال و أنكم من ركائز الحركة والثورة ورموزها القيادية ونحن جنودها، فكيف يصدر عنكم مثل هذا الرذاذ العبثي في شكل اتهام صريح وبأدلة اقل ما يقال فيها أنها طائشة وعابثة لا تقنع سوى متصيد متغول لتاريخ الحركة أو سفيه، فأنت يا أخ أبو اللطف أطلقت رصاصة طائشة تقصد منها إصابة خصومك ولكن باستخدام وسيلة وأدوات تعبر عن سلوك مرتبك وشخصية طالما عرفناها بالقوية أصبحت مهتزة أمام جموع الجماهير التي تستهجن هذا الادعاء الذي يستوجب استجوابا جماهيريا واستجوابا ثوريا ومركزيا، لان الوسيلة في غير وقتها ولغير مناسبتها ولغير أهدافها مجرد ادعاء يتطلب مطالبة تحت طائلة المسئولية الثورية لإثبات تلك الاتهامات والادعاءات الحبيسة لسنوات طويلة وعد المرور عنها بعد انعقاد المؤتمر السادس مرور الكرام.
وفي المحصلة نقول للأخ أبو اللطف دعنا نحترم شخصك وتاريخك ولا تعبث بعواطف جماهيرنا فمازال اغتيال / ياسر عرفات ثورة صامتة، لن يفجرها مجرد جنون ليستثمرها عابثون،فمن يهللون ويطبلون ويصرخون ويذرفون الدمع على اغتيال أبو عمار وانظر حولك جيدا، وصفوه ونعتوه بأبشع الأوصاف ومنهم من طالب باغتياله سرا وعلنا، وليس المحضر المزعوم المشبوه وما ورد فيه من سيناريو أُعدت بشكل حذق من كاتب مسرحي خبيث وغبي، فقد أسدلت الستارة قبل أن تبدأ فصول المسرحية الهزلية، والتي ربما القصد منها أو استثمارها على غير قصد وهدف السيد/ أبو اللطف، كي تحرف مسار السعي لبلوغ حقيقة ملابسات وشخوص جريمة اغتيال روح ثورتنا المعاصرة/ ياسر عرفات لصالح المجرمون الحقيقيون الذين تثلج صدورهم بمثل هذا البيان الركيك كستارة على جريمتهم، ولذا يا أخ أبو اللطف عليك باحترام عقول الجماهير التي خاطبتها والتي ترد عليك بسخط للتلاعب في عواطفها ومعاناتها بعد أن حملت لك كرمز كل احترام,, والسلام ختام.
 
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى