أرشيف - غير مصنف

العراق ودوامة السلطة والتسلط

المحامي سفيان عباس
يبدو المشهد العراقي يسير نحو المجهول تحت خيمة صراع المصالح وفقدان الأمل في حكم هذا الشعب العظيم بعد المتغيرات الإستراتيجية لإدارة الرئيس اوباما نتيجة الأخطاء القاتلة للرئيس بوش وإدارته المتطرفة التي وضعت العراق في عنق الزجاجة الإيرانية . لقد أخطأت كل الاستراتيجيات العشوائية في حكم العراق منذ العهد العتيق على زمن البابليين وحضاراتهم الشاخصة مرورا بالاسكندر المقدوني وهولاكو وجنكيز خان والصفويين  وصولا الى الغزو الأمريكي وغيرهم من الطغاة المستعبدين؟ هذا الشعب معادلة صعبة في مسيرة التاريخ الإنساني. إن الخطأ الأخر لسايكلوجية الشعوب   في الفهم الديناميكي لحركة التاريخ كونه يعيد نفسه فأن الإعادة مختلفة حسب طبيعة الهدف والغاية والسلوك الاستعماري لأية جهة كانت وردة الفعل للشعب الحي الذي لا ينام على ضيم مثلما هو شعب العراق؟ إن التجارب المستوحاة من تلك الأزمنة الغابرة  تدغدغ المشاعر النائمة لأصحاب الضمائر الميتة وبذات الوقت تعطي زخما مضافا لهؤلاء الميامين ممن نذروا أنفسهم قربانا لعزة أوطانهم على عكس الخونة والأفاقين الذين تهادنوا مع المستعبد والمستعمر من اجل ملئ الجيوب بالمال المهين؟ عراق اليوم له متشابهات ومتوافقات في المسألة الكبرى لمصيره وشعبه المقدام مع الأمس المرير ولابد له أن يخرج منتصرا رغم الصعاب ومعوقاتها المانعة من المضي الى أمام وبكل الأحوال سوف يمضي ويمضي دون هوادة ؟ فأن لهذا السرد المعتق بأحداثه الخالدة تؤجج المشاعر وتلهب الحماس الوطني لغير عشاق الطائفية والعنصرية وأرباب التقسيم والإرهابيين على حد سواء؟ ان التصعيد الأمني الإرهابي الأخير باستهداف المدنيين الأبرياء له دلالات ومؤشرات تدخل حتما ضمن هذا التحليل والتصور التاريخي ولن يخرج عن مساراته مطلقا وان تصريحات بعض صناع القرار حول قتل العراقيين بهذه الطريقة الإجرامية بأن الفاعلين حسب الشماعة المعتادة (بالتكفيرين والصداميين والارهابين وسكان المريخ المشعوذين وغيرهم من الكواكب البعيدة) دون ذكر للمجاميع الخاصة القادمة من ايران الجارة المسلمة حسب التوثيق الأمريكي الذي لا يقبل العكس او التكذيب او التهويل لان طبيعة الإثبات في الجرم المشهود موثقة بالدليل القاطع ؟ من كل هذا جاءت زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بإيدن الى العراق مؤخرا وتصريحاته حول المصالحة الحقيقية وتعديل المسار الخاطئ للعملية السياسية دون التلميح الى ضرورة تقليص النفوذ الايراني في العراق تمهيدا للقضاء عليه نهائيا . كيف يعقل ان تكون ايران هدفا قادما للتغيير الغربي والأمريكي عن طريق الديمقراطية الشعبية والانتفاضة المباركة وهي المتنفذة المطلقة بصناعة القرار العراقي؟ ولهذا لجأت الأحزاب الموالية الى أساليب الاغتيالات السياسية للخصوم ظنا منها أنها سوف تنفرد بالقيادة المتعرجة والعرجاء لشعب العراق بعد ان خسرت مواقعها في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة وان تلك التصفيات لن تمدها الا بالأمد القصير مهما حاولت وتحاول في قابل الأيام ، لان الطائفية عمرها قصير والقتل السياسي يمد الخصم بأسباب الكفاح والصمود لعدم قضية الشعب المظلوم لطالما جاهد وناضل وقدم التضحيات الجسام لأجلها ، فالشعب غايته الأسمى والمبادئ الدينية وقيمها الأصلية جوهرة ثباته الروحي ونبراسا لفلسفته السياسية وإيمانه العميق بالوطن والانتماء اليه؟ إن الجانب الأمريكي  قد رمى بالكرة في ملعب أعوانه المستهلكين سلفا تحت مظلة نظريته المعروفة (حرق المراحل وشخوصها). عزيزي القارئ ان الأجواء الديمقراطية تمنحنا القدرة التحليلية لمجريات الأحداث السياسية على استنباط   الصالح والطالح في توجهات النخب الحاكمة ايا كانت توجهاتنا الفكرية والعقائدية هذا اذا كانت ممارسة حقيقية لم يصاحبها إرهاب الدولة ضد الأقلام الحرة وقد لمسنا ذلك من خلال بعض الصحف الغراء صاحبة المساحة الجماهيرية الواسعة داخل العراق تتحرج في نشر كامل آراءنا وانتقاداتنا وتشخيصنا للاعوجاج الطائفي في مسيرة العمل الوطني  رغم قناعتنا بأن صناع القرار غير مهتمين بما ينشر من نقد حتى وان كان بناءا يخدم اهداف الشعب كونهم غارقين بمسائل اخرى تتعلق بالكسب السريع على حساب الجميع قبل فوات الاوان وقد حان الاوان ؟ والله من وراء القصد؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى