العرب بين نموذجين: رئيس يحترمه الغرب وأخر ينحني من اجل الاحترام !!

سعدون شيحان
كاتب سياسي عراقي
لم يعد خافيا حتى على المواطن البسيط سعي غالبية الحكام العرب( لارضاء الاعداء )وان اسميناهم بخطبنا الرنانة الاصدقاء تارة والحلفاء تارة اخرى .
البعض من الزعماء العرب يجد ان صوت شعبة ليس بقيمة امام صوت واشنطن المكرس لنظام الحكم والمورث احيانا والمدهر ايضا لعقود ..ولكن مع كل ذلك نقف نحن كمن ينفخ في الريح المشؤومة طالبا سكينتها ..بل نتمادى بأننا نتمنى ان يخجل البعض من الانحناء تواضعا لرغبات امريكا ودعم وزارة الخارجية للصمود فترة اطول امام صرخات الشعب المسكين ..
لقد افرزت المرحلة القريبة تباين واضح يجب التعمق فيه ودراسته كنموذج لقيم ومثل عربية اصيلة قبل ان تكون تجارب ناجحة كعمل دبلوماسي متقن وما بين تصرف قائد يحترمة الغرب وقائد ينحني من اجل الاحترام فوارق كبيرة جدا ..
احد النماذج التي نود ان نتحدث عنها رمز عربي دفعته دبلوماسيته لزيارة واشنطن والجلوس حول مائدة تجمعة مع الرئيس بوش يتبادل التحية بالكؤوس والنخب ليثلج قلب مستضيفة ويعاهده ويكيل له المدح لانه محرر شعوبنا المضطهدة وعيون المستظيف تضحك على سذاجة الضيف لو كنت محرر الشعوب كما تقول لخلصت شعبك من الاضطهاد والقمع ..
نموذج اخر استظاف وزيرة الخارجية الصهيونية (ليفني ) قبل ساعات من حرق غزة واطلقت من منبرة التهديد والوعيد المبيت وما ان حطت طائرتها الارض المحتلة حتى بدءات الصواريخ تحرق كل شيء ..وكل هذا لاجل التوريث ..
ليس الزعماء وحدهم من يحمل تلك العادة السيئة وهي الانبطاح امام الكرسي لقد عمموا تجاربهم نحو مسؤوليهم ,احد الوزراء العرب تعهد بزيارة اسرائيل ودعمها ثقافيا من اجل الفوز بمنصب دولي يزول بعد اربع سنوات من تسلمه هذا المقعد…
وزير اخر في مطلع القرن الماظي صوت لمصلحة اسرائيل في اجتماع الامم المتحدة كونها دولة محبة للسلام وضد الاجماع العربي ليخرج العرب من قاعة الاجتماع تحت وابل الشتائم وتتلقفهم ايادي الصهاينة بالبيض الفاسد في الشارع ويرفع علم اسرائيل جوار علم لبنان ..
وذهب المنصب وكرس الوباء في مجتمعنا العربي !!
الجميع من ارتضى لنفسة ان يكون مقوس او منحني امام الزعامة الدولية سار بطريق لا مخرج منه , اليوم تنحني وغدا تنبطح رغما عن انفك  ..لانك تسلم عدوك مفاتيح القرار ..وتفتح للاستخبارات الامريكية كل المذكرات التي ستكون ورقة مهمة على صعيد المساومة ..
طالما تمنينى ان يكون زعمائنا اكثر شفافية مع الشعوب ..لان الشعب هو من سيدفع الثمن للكرامة التي يطالب بها وهو من سيتصدى للإطماع والغزوات وهو من سيزف الشهداء دفاعا عن عرينة ..
نموذج اخر يختلف كثيرا عن ما سبق ..هو الزعيم الليبي العقيد معمر ألقذافي دفعني للكتابة عنه ما بدر منه من حكمة وما بدر من القوى الدولية التي انحنى لها الكثيرين من احترام له مع انه يختلف دوما معها  ..لقد ركل أمريكا طويلا ولم يحسب لها حساب لم يكن بحاجة لان يسعى خلف كرسي أهداه له شعبه ..لقد سعى لاحترام شعبة وعزز فيهم حب الوطن وها هي ليبيا تحتل مكانة مرموقة في الاتحاد الإفريقي والأمة العربية وحتى في العالم ..حيث لم نستغرب ان ينصب عميدا للزعماء الأفارقة تقديرا له .
مع إنني اجد ان العقيد ليس طموحا بزعامة عربية كما يسعى لها الجميع ويتقاتل لأجلها الإخوة من العرب وهي أساس لهفة الجميع نحو واشنطن الا انها لا تعني له شيئا …ومما يذكر وقد تكون من المفارقات انه أعلن ان لا قيمة لوجود الجامعة العربية وهي فعلا بلا قيمة ..فواشنطن ترسم كل القرارات التي تفوح منها أصابع الخفافيش في المطبخ الأبيض ..
خطابة يرتكز على فرض احترام للدولة ورموزها وشاهدنا كيف تحدى ايطاليا بتعليق صورة البطل العربي عمر المختار وسيد المقاومة العربية التاريخية أثناء زيارة روما ..لقد تصرف بوعي نحسد إخوتنا في ليبيا عليه ونتمنى معه ان تتعلم الحكومات معنى الرموز لا ان نجهد في أرضاء أعداءنا من خلال الإطاحة بتاريخ من سبقنا مع انه رمز ونسعى لتمزيق كل تذكار له …وفي بغداد نموذج لما جرى من تنكر لرمز عربي تاريخي اخر حيث شاهدنا كيف ساعدت حكومة الدبابات وحصن الخضراء المحتل لرفع العلم الأمريكي على تمثال الشهيد صدام حسين بل بررنا لهم ما فعلوه …
استغرب كثيرا لهذا الاستغباء والتهليل من السادة الحكام لباراك اوباما مع انه لا يختلف كثيرا عن بوش الاختلاف الوحيد في طريقة تكريس الهيمنة الأمريكية فأوباما أراد الإطماع الأمريكية بصيغة الوعود الزائفة وبوش فرضها بقوة السلاح وبالحالتين المحصلة ذاتها نبقى دول تحت الإطماع ويجب ان تتحقق مشاريع الولايات المتحدة ..
لقد افرزت مرحلة الصراع العربي وجهادها ضد الهيمنة الدولية نموذجين يجب الفرز بينهم من الحكام .. رئيس يحترمه الغرب وأخر ينحني من اجل الاحترام !!
واذ من كلمة اود ان اوجهها لكل رؤساءنا العرب وزعمائنا ,,تعلموا من  عمر المختار والشهيد صدام حسين والعقيد معمر ألقذافي معاني البطولة والاعتزاز بالتاريخ العربي وافرازاته الثرة وتعلموا كيف ترفعون هاماتكم عاليا ولا تنحنوا امام قوى الشر ,, مع اني اجد ان كلماتنا قد لا تحرك فيكم ساكنا ولكن رغم ذلك ,,يبقى البطل بطلا والذليل ذليلا ,,ويبقى التاريخ يسجل لكل زعيم موقف .

Saadon_shehan@yahoo.com                             
 

Exit mobile version