أرشيف - غير مصنف

القدومي” صمت دهرا ونطقت كفرا”

خيريه رضوان يحيى
رحم الله الشهيد البطل أبو عمار وادخله فسيح جناته، هذا ما يتمناه الشعب الفلسطيني اجمع وشرفاء العالم بأسره لهذا الغالي الذي قضى شهيدا في سجنه وعلى أيدي أعداء الوطن ومغتصبيه، ولعل معرفة القاتل الحقيقي هم فلسطيني فمقتل الشهيد الرمز ليس بالأمر العابر أو غير المؤثر أو الأمر الممكن النسيان، وليت التحقيقات توصلت إلى ما يثلج الصدور ويبردها، لكن للأسف لم يحدث هذا على مدار سنوات منذ وفاة الرئيس أبا عمار مسموما على أيدي الاحتلال الإسرائيلي ولا بد أن هناك وسيلة معينة للتمكن من تنفيذ القتل لكن الأكيد أنها وسيلة ما زالت طي الكتمان أو المجهول.
 
 
 
ولا احد ينكر أن لفاروق القدومي تاريخه العريق ومواقفه الفلسطينية المشرفة وله أدواره الريادية تجاه فلسطين وأرضها والتي هي أرضه، لكن السؤال لماذا الآن يتهم القدومي ويلقي بكاهل القتل على أكتاف الرئيس أبو مازن والدحلان، أم أنها اللعب الانتخابية واقتراب المؤتمر السادس أشار بإشارة للقدومي لان يعلن أن القتلة هما أبو مازن والدحلان؟.
 
 
 
ليت الكشف كان مبكرا وكان حقيقيا!!! ولقدومي سؤال أين إثباته على التهمة التي نشرها أين مستنداته أو تسجيلاته أو تصوريه أين الأدلة والبراهين؟ كيف يتم اتهام رئيس بقتل رئيس دون أي دليل يذكر كيف يفضح الأخ أخاه زورا وبهتانا؟ كيف يتم التلاعب بقمة الهرم الفلسطيني وأيضا بأحد ق5يادات فلسطين بهذه الطريق؟ ما الثمن وما السبب ولما هذا التوقيت؟.
 
 
 
الرئيس أبو مازن هو رئيس الشعب الفلسطيني ورجل له تاريخه الذي يتحدث عن نفسه دون أن يتحدث غيره عنه فكيف يتم الاستخفاف بالعقول بهذه الطريقة، وأيضا كيف يتهم الدحلان بقتل أبو عمار وبدون دليل، الأمس هذين الرجلين اتهما بانهما وراء التخلي عن غزة واليوم هما وراء مقتل أبو عمار فكيف هذا؟
 
 
 
الانتخابات والمؤتمرات ومصلحة فتح ومؤتمرها السادس لا يتحملان هذه الهمبقات وبهذا الحجم الجلل، الوضع الفلسطيني والعقول الفلسطينية لا تستوعب التلاعب بها لأجل الحصاد الانتخابي وتأريخ من يقوم بالاتهام لنفسه انه الخطأ لا بل الخطيئة التي ترتكب في أحلك الأوقات، فالقضية الفلسطينية تحتاج إلى التوحد الفلسطيني وإيقاف التفكك القائم على المصلحة لا على أساس غير، وفتح تحتاج أن يذهب أبناءها للمؤتمر مجتمعيين لا متناحرين، متفهمين لا مختلفين، تحتاج الفتح إلى صحوة حقيقية من أبناءها لا إلى هرطقات تهز الفتح وأسسها وأبناءها.
 
 
 
للقدومي لا احد ينكر عليك تاريخك وبطولاتك لكن أيضا لا ينكر على أبو مازن تاريخه وبطولاته وموقعه، ولعل اتهام قادة الأجهزة الأمنية بالتورط في هذه الجريمة أمرا مستهجن وغير منطقي ولا ينطبق عليه إلا بوصفك كمن سكت دهرا ونطق كفرا. فلحضرة القدومي كلنا شوقا لمعرفة قاتل أبو عمار الحقيقي كلنا شغف لمعرفة أدوات قتله وكيفية تسممه، نعم توفي الرئيس أبو عمار اغتيالا وسما وهناك جناة لكن الأمر ليس بهذه البساطة لتعلق جريمة قتل في أعناق أناس دون أدلة دامغة ومقنعة للغبي قبل الذكي منت أبناء الشعب الفلسطيني، فنحن أبناء أبا عمار كبرنا أم صغرنا، نحن أتباعه ومحبيه ومن لا نسامح به لكن بما يرضي الله والتاريخ.
 
 
 
غدا القريب سيعقد مؤتمر فتح السادس وغدا الأبعد لا بد ستمارس الديمقراطية الانتخابية على الساحة الفلسطينية، واليوم نحن في شرذمة من امرنا أسعدت البعيد وحيرت القريب ولا مستفيد من هذا التشرذم وهذا التقاذف إلى الاحتلال ولا نعلم إلى أي غد نحن نسير في ظل ظروفنا المزرية الداخلية وضياعنا الزائد يوما بعد الآخر، وأي أجندة ننفذ بعلم أو بغير علم والثانية مصيبة اكبر!!! ويا للعجب على ما وصلنا إليه فكلما اقتربنا من رؤية بصيص أمل لوحدة أو لجديد سياسي مزهر إلا وجاءت غيمة سوداء حجبت عنا هذا البصيص وذاك الأمل، فكفانا شرذمة وكفانا تفككا فالقدس باتت بعيدة والقضية برمتها تستغيث أن ترى لها ذاكرا أو متذكرا.
 
 
 
خيريه رضوان يحيى
 
مديرة مركز شعب السلام للأبحاث والدراسات واستطلاعات الرأي
 
جنين-فلسطين

زر الذهاب إلى الأعلى