فاروق القدومي والملف الاحمر
فاروق القدومي والملف الاحمر
ملفات حمراء ممنوع الإقتراب ، ممنوع البحث ، ممنوع الإستقراء ، ممنوع الإتهام ، ممنوع ممنوع ممنوع ..
ملفات حمراء مازال المواطن العربي يبحث عن فك لشيفرتها وبرغم أن من حقه معرفة الوقائع والمسببات ولأن تلك الملفات تمثل ضمير الأمة وحقيقتها في حقبة اشتدت الأزمات فيها على الشعوب العربية ، بل هي مقدمات لتفكيك الوطن العربي وإضعافه وليس من السذاجة أن نقول أن تلك الملفات الحمراء الممنوعة من التداول أو اللمس أو التفسير هي أتت بعوامل ذاتية بحتة ، بل كما قلت هي مقدمات لبرنامج شمولي يستهدف واقع الأمة وبالتأكيد لكي يسود الكيان الصهيوني من خلال مرحلية التنفيذ من الأطراف إلى العمق ، والملفات الساخنة التي مازالت محظورة من التداول :
1- قتل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .
2- قتل الزعيم الراحل بومدين .
3- قتل الزعيم الراحل بوضياف .
4- قتل الزعيم الراحل صدام حسين .
5- الزعيم الراحل أبو عمار .
خمس ملفات ساخنة يتبعها ملفات متعددة الألوان مضى على طريقها مئات وآلاف الشهداء من الأمة .
ولكن من الشيء المهم ولبؤرة التأثير المركزية لقضية الأمة هو ملف إغتيال وتسميم ياسر عرفات والذي فجره الأخ أبو اللطف قبل أيام بل كان المؤتمر الصحفي لأبو اللطف هو عبارة عن إنفجار أو تحضير لإنفجار ليفتح هذا الملف الأحمر الممنوع من اللمس والإقتراب كغيره من الملفات الحمراء ، ولأن ملف أبو عمار هو الملف الذي يمكن أن يكون له مؤثر إقليمي ودولي ، ولذلك ارتكب أبو اللطف المخاطر لتفجير هذا الملف ، فحديث أبو اللطف عن هذا الموضوع يتسم بالخطورة وفي منتهى الخطورة ، ليس فقط لأنه يوجه أصابع الإتهام كما ورد في محضر اللقاء بين قيادات أوسلو وقيادات العدو الصهيوني ، بل لأن تفجير هذا الملف قد يصيب عواصم إقليمية وتواطؤ إقليمي حيث يتدرج إلى أن يصل إلى تواطؤ دولي وتفجير الملف بلبنته الأولى سيكون له امتدادات أخرى ولذلك أمام تعقيدات الموقف الإقليمي والدولي ، فاروق القدومي هل يواجه العالم ؟ ، وببساطة لأن التطبيع في وجهة نظر إسرائيل وبمقدار تعاون الأنظمة العربية مع عباس ومدى المظلة التي يوفرها النظام العربي للرئيس الذي لا وجه لشرعيته لقيادة الدفة الفلسطينية .
تعتمد الأنظمة العربية على حق الباطل أمام أحداث يجب أن تقف فيها مدافعة عن الحق الفلسطيني والصمود الفلسطيني والنضال الفلسطيني ، ولكن الحقيقة التي لم يحسبها فاروق القدومي أنه لا يواجه عباس فقط بل يواجه برنامج إقليمي دولي أفرز مثل تلك العلة على الساحة الفلسطينية ، ولذلك أبو اللطف هل هو قادر على مواجهة أعباء هذا الملف مع قناعاتنا الكاملة بصحة ما يقول وبحقيقة الوقائع التي نشرتها سابقا عدة وكالات أنباء قبل أن ينشرها الأخ أبو اللطف ، ولذلك وأمام هذه المفاهيم قام الإخوة في الأردن بإبلاغ أبو اللطف بمغادرة الأردن وعدم الإدلاء بأي تصريحات من على أراضيه ، علما بأن عباس وحاشيته يمثلون تهديدا للأمن الإقليمي للأردن وما خفي كان أعظم ، ولكن يبدو أن الإخوة في الأردن وقعوا أمام ضغوط جمة دعتهم للتصرف بهذا السلوك رغم علمهم بردائة السلوك والسياسة الأمنية والسلوكية لسلطة رام الله ، ومن بديهيات الحسابات أن من يبيع شعبه ويبيع وطنه وأرضه يمكن أن يبيع الآخرين في أي مرحلة من المراحل ، وبهذا الخصوص أن المتضرر الأكبر بوجود مثل تلك السلطة ومراسيمها الأمنية مع الصهيونية هي الأردن في ظل تضارب في المشاريع التصفوية للاجئين والوطن البديل واستراتيجيات تقويضية للبنية النضالية المحافظة على استقلالية الأردن كدولة شقيقة ، هذه الوجوه النضالية مثل أبو اللطف الذي لا يمكن أن تبيع مواقف على حساب الأردن أو أي دولة شقيقة ، ولكن في ظل المعادلة الدولية والإقليمية أعتقد أن الأردن تعرض لضغوط وربما قامت سلطة رام الله بتقديم شكوى لأميركا ولأوباما ولدايتون ، وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها سلطة رام الله شكوى في نظام عربي .
ربما قريبا سيصبح ملف فاروق القدومي يكتسب اللون الأحمر ويأخذ التدريج السادس في الملفات الحمراء التي خسرتها الأمة وسيدفع الثمن لتناوله وتفجيره الملف الخامس .
على ماذا راهن أبو اللطف في موقفه هذا ؟ .. بالتأكيد أنه يفهم أنه لا مجال للمراهنة على الأنظمة العربية المحيطة بفلسطين على الأقل بنصرته أو مساندته ، وتلك الأنظمة تغوص في البرنامج الأمريكي والفرضيات الصهيونية ، إذا فعلى ماذا راهن أبو اللطف ؟ .. هل راهن على كوادر فتح أن ينصروه ويعلم الأخ أبو اللطف أن كوادر فتح داخل الوطن وبنسبة 90% واقعين أمام ضغوط دايتون وحكومة فياض والملفات الأمنية ، أما كوادر الخارج فهم واقعين تحت إحترام الأراضي التي يتواجدون عليها بإختلاف مزاجاتها السياسية ، وهم يقارعون الفساد ولكن بدون أي تأثير جامع ، أما الشعب الفلسطيني الذي تعرض لعدة لكمات حتى فقدان الوعي منذ أكثر من عقد فهو ليس قادرا على أن ينصر أبو اللطف أو يقوم بثورة أو انتفاضة أو عصيان مدني لأخذ الثأر للملف الأحمر الخامس وغالبية الشعب الفلسطيني يصرخون : نريد أن نأكل يا عرب أولا ” .
إذا هل نعتبر أبو اللطف الشهيد المعنوي للمرحلة وللمجابهة وللقرار ، أم أن أبو اللطف سيتحول ملفه كما قلت إلى الملف الأحمر السادس الذي ستبحث الأجيال عن فك رموزه وطلاسمه ، ولأن المعركة التي إختارها أبو اللطف معقدة ووجوهها متعددة ومختلفة ومختلطة الألوان أحيانا ، وسيدفع مع أبو اللطف الثمن أيضا كثير من كوادر حركة فتح الذين سيحسبون على الملف الأحمر السادس ، فالقوى المضادة خطيرة وقوية ومتمترسة في غياب لعامل الإفاقة للشعب الفلسطيني والأمة العربية .
بقلم / سميح خلف