أرشيف - غير مصنف
صاحب شعار ‘ايران صديقة الشعب الاسرائيلي’ يتخلى عن منصبه كنائب للرئيس بعد احتجاجات المحافظين
تخلي اسفنديار رحيم مشائي الذي يعد واحدا اكبر اصدقاء اسرائيل في مؤسسة النظام الايراني عن منصبه كنائب اول للرئيس بعدما تبين ان ميوله الاسرائيلية والاميركية اكثر مما يستطيع المحافظون الايرانيون تحمله. ووصف بعض المعارضين تعيين ابو زوجة ابن محمود احمدي نجاد في منصب النائب الأول للرئيس بانه تعبير صارخ عن الفساد، فيما قال آخرون ان هذا التعيين يفضح سياسات “التقية” التي يمارسها النظام ويجعلها مكشوفة أكثر مما ينبغي، الى حد انها لن تعود مفيدة.
وتعني “التقية” في الثقافة الشيعية، قول شيء وإضمار عكسه.
وجسد تعيين مشائي الذي يعد واحدا من اكثر المدافعين عن الصداقة مع اسرائيل والولايات المتحدة، تناقضا صارخا مع خطاب “التقية” الذي يتبناه احمدي نجاد حيالهما.
وكان تعيينه في منصب النائب الأول للرئيس سيجعله الرجل الثاني في الحكومة، والثالث في النظام بعد آية الله علي خامنئي واحمدي نجاد.
وكتب حسين شريعتمداري مدير صحيفة كيهان المحافظة “من الضروري الغاء تعيين رحيم مشائي احتراما للشعب المحافظ” الوفي لمبادىء الثورة الاسلامية.
واضاف شريعتمداري “ان الكثير من الاشخاص المقربين من الرئيس وكذلك الشعب الذي يدعمه، يعارض تعيين رحيم مشائي وقلق من ذلك”.
ويعتقد ان احمدي نجاد حصل على موافقة المرشد الأعلى للجمهورية خامنئي قبل اعلانه التعيين.
وتقتضي التقاليد ان تتم أخذ “المشورة” من خامنئي في جميع التعيينات الرئيسية في النظام، بما فيها منصب رئيس تحرير صحيفة “كيهان” نفسه.
ويعتقد ان انتقادات شريعتمداري هي الأخرى نوع من “التقية” من جانب المحافظين. اما الهدف من الاستقالة فهو تحاشي الفضيحة التي قد تعني ان المحافظين الذين يجعجعون ضد إسرائيل هم في الواقع أقرب اليها من كل اؤلئك الذين يتبنون سياسات لا تخرج عن المألوف.
وكان احمدي نجاد اعلن الجمعة عن تعيين مشائي الذي كان نائبا للرئيس مكلفا السياحة محل برويز داوودي.
ويعتبر مشائي مقربا جدا من احمدي نجاد وابنته متزوجة من ابن الرئيس.
وكان مشائي اعلن في يوليو/تموز 2008 ان ايران “صديقة الشعب الاسرائيلي”، في تصريح غير معهود اطلاقا من جانب مسؤول ايراني ويتباين مع خطاب طهران الشديد اللهجة حيال اسرائيل.
وقال مشائي “ان ايران اليوم هي صديقة الشعب الاميركي والشعب الاسرائيلي. ما من امة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا”.
واضاف “اننا نعتبر الشعب الاميركي من افضل شعوب العالم”.
واثارت تلك التصريحات آنذاك احتجاجات شديدة ولا سيما بين رجال الدين واعضاء مجلس الشورى المحافظين الذين طالبوا باقالة مشائي.
واضطر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في نهاية الامر الى التدخل لوضع حد للجدل فندد بتصريحات مشائي ودعا الى طي المسألة.
كما انتقد رجل الدين المحافظ احمد خاتمي احد ائمة صلاة الجمعة في طهران، تعيين مشائي.
وقال خاتمي “ان هذا التعيين (..) تحد لاعضاء مجلس الخبراء والبرلمان” الذي كان انتقد تصريحات مشائي في 2008.