أرشيف - غير مصنف

“رسالة عاجلة” إلى الرئيس أبو مازن

بقلم : منذر ارشيد
بعد أن أصبح الوضع الفتحاوي على السطح …ومنذ متى أصلا ً لم يكن على السطح ؟
 
ففتح حالة استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة، لأنها لم تنطلق من إطار حزبي حديدي السرية،
 
وإنما انطلقت من فوهة البندقية (بضجة وعليها شهود ) والمخفي فيها بندوق.
 
سيادة الرئيس أبو مازن مع حفظ كل الألقاب التي أخشى أن يفوتني لقب منها .
 
نخاطبك عبر الأثير وعلى السطح المنير فما عاد هناك ما يُثير. “
 
 وبدون أدنى شك أن ما جرى على ساحتنا الفلسطينية لهو أمر غير مألوف وفوق العادة.
 
الاتهام خطير, والرجل الذي تم اغتياله رجلٌ كبيرٌ .. كبيرْ      إنه (ياسر عرفات )
 
وبعد.. فقد فاجأنا الأخ أبو اللطف بما أطلقه عبر وسائل الإعلام من اتهاماتٍ خطيرة والتي كان وقعها على الجميع أليمةً مريرة,
 
وربما كان وقعها عليك الأشد والأقسى
 
نحن شعرنا بالفاجعة لأن المسألة تتعلق بقائدنا ووالدنا ورمز أمتنا أما بالنسبة لكم .. فالمسألة مركبة بكل ما تحمل
 
من أمور خطيرة و أخطرها ما طالك أنت….بشكل شخصي
 
فلا المكان عمان ولا الزمان بعد فوات الأوان.. والإحراج سيد الموقف لأهل عمان ولأهل المغدور القائد الإنسان ..!
 
سيادة الرئيس : سأكون صريحا ربما أكثر مما يلزم ( وماذا أفعل في نفسي الأمارة و التي تعودت على ذلك ؟ )…
 
فالرجل كما يقول في أحاديثه الجانبية أنه لم يوجه الاتهام لك شخصيا “فهو نقل تقريراً وصله
 
أخطأ أو أصاب .! هذا يخضع لفهم ذوي الإختصاص وأصحاب الرأي والحكم لمن يتقي الله أولاً وأخيراً ” رغم هذا وذاك فمن مصلحتكم ومصلحة الشعب الفلسطيني أن يتم البت بهذه القضية ووضع النقاط على الحروف وكشف ملابسات استشهاد أبو عمار والقصاص من الفاعلين وهذه من أهم أولويات أعمال قيادة فتح وكل الحريصين من أبناء الأمة للتخلص من اللبس واللغط في هذه القضية
 
الطريقة.. الأسلوب… الزمان… المكان ..الوسيلة الإعلامية …يكتنفها الأخطاء …نعم
 
 
 
 
 
ربما سمعت الاستنكار الكبير الذي أسمعك إياه مستشاروك والمقربون منك ولكن في المقابل ربما لم تسمع مؤيدي أبو اللطف أو ما قيل على لسانهم؟
 
فوالله أننا نعيش في الشارع وفي كل أرجاء الوطن والوطن العربي ونعرف ما يُقال في كل رُكن وزاوية ومؤسسة ونقابة ..فهل مستشاروك صادقون في نقل الصورة كاملة !!؟
 
وبين هذا وذاك دعنا نقول الآتي :
 
نحن اليوم أمام مسألة من أخطر المسائل التي تمس كرامتنا الوطنية وخاصة أن الاتهام طال رأس فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وممن ..؟ من شيخ فتح الكبير، رضينا أو أبينا، فهو الأقدم والأكبر , وهو أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح وأي وأي قرار ضد أمين سر حركة فتح الآن إنما هو قرار كيدي بامتياز
 
اذا لم يقترن بكل جوانب الإدانة سواء في فحوى التقرير أو في صحته “وأيضاً ما تسببه من أضرار
 
أما الحديث من البعض    مثل ( فاقد الصلاحيات .. وما عاد يمثل ..أو خرف ..أو جُن ..إنهبل ..أو خرج عن الصف..!
 
إنما هو حديث ليس له أساس سليم ولا إطار قويم ” بدليل أنه كان يحضر الاجتماعات باسمه وصفته ومكانته وأنت كذلك
 
( ويندرج هذا على أبو اللطف نفسه ) الذي قاله قبل أيام:
 
(نختلف مع أبو مازن ولا نختلف عليه) وهنا نجد التناقض في الحالتين تماماً…!
 
كانت محاولات من أجل التفاهم بينكما, ولكنها باءت بالفشل وأي قرار الآن إنما هو قرار كيدي بامتياز.”
 
أبو اللطف يحمل وديعة..تقريراً… ريبورتاجاً… سيناريو ..توليفة …تلفيقة …سمها ما شئت.!
 
لا نريد أن نقول رأينا الشخصي وقد قلته في مقال كان تحت عنوان (من قتل ياسر عرفات.؟) ففيه الكثير من القسوة على الجميع دون استثناء. وتحدثنا مع الأخ أبو اللطف بما يرضي ضميرنا وربنا، ولا نخشى في الله لومة لائم .
 
وعتب علينا لأننا قلنا له ليس هكذا تورد الإبل يا أبو اللطف ..قلنا له مواجهة ..أنت مخطيء وعددنا الأسباب
 
 اليوم ليس أمامكم ما هو أكبروأهم من عقد المؤتمر, والذي أصرَيت أن يكون في الوطن
 
وهنا ابتدأت التصعيدات الحقيقية التي أغلقت كل الأبواب ولم تترك للحوار باباً مواربا ً.!
 
وكان هذا من أهم أسباب الخلاف الأخير بينك وبين أبو اللطف ناهيك عن أسباب أخرى سابقة
 
فالمؤتمر أصبح حسب تقديرك ورغبتك وقراراتك بحكم أنه ُتحصيلا ًحاصلا ً..إن رضي البعض أم لم يرضوا.. وهذا لا يؤسس لمؤتمر ناجح بكل المقاييس حسب رأينا المتواضع
 
 
 
إن أبناء فتح ممن يعيشون في الوطن مبتهجين على اعتبار أنه سيكون عرسهم الوطني الأول الذي سيؤسس لمرحلة جديدة يرون فيها تحدٍ كبيرٍ للإحتلال وأدواته , , فالمؤتمرون هم الفتحاويون وأكثرهم مناضلون اشاوس”ولا تنسى أنهم من جيل النهوض الثوري (الأنتفاضة) وستكون خلفيتهم هي تلك الأناشيد الثورية…ومنها ” ( أنا يا أخي آمنت بالشعب المشرد والمكبل فحملت رشاشي لتحمل من بعديَ الأجياااااااال منجل” والحق دين لا ..لا يؤجل )
 
 
 
ولكن ماذا عن أبناء الوطن الذين يعيشون في الشتات منذ أكثر من ستون عاما من التشرد فهل أخذنا محاذيرهم حول انعقاد المؤتمر بعين الاعتبار … ولننسى رأي أبو اللطف الذي قال تحت الحراب ..!
 
فالمؤتمرات لا يمكن أن يكتب لها النجاح في انعقادها اذا لم يتم الاتفاق على مكان وزمان انعقاد المؤتمر من الجميع دون استثناء (ومئة خط تحت كلمة الجميع) …عداك عن التوافق على البرنامج السياسي ولو بالأحرف الأولى وبعد ذلك يكون المؤتمر سيداً لنفسه..( نعم )   .. فلماذا الاصرار على إنعقاد المؤتمر في الداخل المحتل والوصول إلى ما وصلنا اليه..
 
(اللجنة التحضيرية ) وتداعيات اللحظات الأخيرة
 
وكان الأخ القدومي وحسب ما قاله أنه ينوي معالجة ما لديه في المؤتمر وعندما اغلقت الأبواب وتم الاصرار على المكان والزمان لانعقاد المؤتمر في الداخل (فقعت معه ) ولو كانت لديه نوايا خبيثة كما تحدث الكثيرون ..لأستعملها قبل ذلك بكثير وكانت مناسبات عدة في تباينه معكم وكان باستطاعته فعل ذلك ..(وهنا أجد أنه أخطأ ..لأنه لم يقلها قبل ذلك )
 
بناءً على ما ورد نقترح ما يلي ..
 
أولا : نتمنى عليكم أن تأمروا بوقف الحملات التحريضية ضد الأخ أبو اللطف والتي منها تسيء لشخصه ومسلكيته وكرامته على الرغم من قنبلته التي فجرها والتي طالت شظاياها الكل , وأصبحت تداعياتها تهدد حتى المجتمع الفلسطيني لأن هذه الحملات تغلق الطريق للتراجع ولا تخدم مصلحة الحركة.
 
ثانياً : ربما جرت محاولات قام بها إخوة وعلى رأسهم الأخ عباس زكي لتهدئة الأمور ولكن يبدو أن الأخ أبو اللطف وأمام هذا الزخم من البيانات و الشتائم والاتهامات استمر بالتصعيد
 
ثالثاً : كلنا يدرك أن ما جاء في بيان أبو اللطف هو خطير جداً وربما لم يكن في وقته، وقلنا له هذا قبل أن نسمع أي قول من أحد وقبل أن تبدأ الشتائم …قلنا له لا لا لا … ليس الآن … ولماذا لم تفعلها في وقت آخر..قبل  المؤتمربزمن أو من خلاله..أومن بعد حتى يفهمك الناس ؟ ولكن كما يقال(قذفها وعشرت) .
 
رابعاً : نعتقد أن رد الموضوع إلى ناقله بالاستنكار والشجب والشتائم لا يحل المشكلة “ولهذا نرتئي أن يصار إلى تشكيل لجنة قضائية إما فلسطينية أو عربية من محققين وقضاة نزيهين يستلموا ملف القضية ويتحققوا من فحوى ما جاء على لسان أبو اللطف وتتابع كل ما سيعرضه عليهم “وأيضا من طرفكم تضعون ما ترونه مناسبا ً لدحض الادعاءات كما قيل .
 
 
 
خامساً : أقول هذا..وربما تكون شهادتي مجروحة بالأخ ابو اللطف ” ويشهد الله من فوق سبع سموات أني أحبه لأسباب شرحتها في مقالي السابق أهمها أنه القائد الثالث الذي تعرفت عليه في الهامة بعد أبو عمار وأبو علي إياد وكان معلمنا الأول في أبجديات الثورة سياسياً ” ومع كل الإحترام لكم , فأنا لا أدعي أني أحبكم ” كما أنني لا أكرهكم ” وحديثي هنا ويعلم الله أنه بعيداً عن المشاعر الشخصية “نعم لنا   تحفظات كثيرة كما لكثير من أبناء فتح على سير السلطة وبعض مستشاريكم وخاصة في المفاوضات التي أصبحت عبثية حسب وصفكم، وأمور كثيرة ليس هنا مجال بحثها ولكن لنا سؤآل بسيط ” هل ما زلتم تثقون بوعود أمريكا.. أوليست هيلاري كلنتون هي نفسها من شهدت شطب بعض بنود الميثاق في غزة..ماذا قدمت لنا حينها .!
 
وهل أوباما أكثر من كلنتون و بوش حبا ً لفلسطين ..!؟
 
 
 
سادساً : الحقيقة يجب أن تظهر وبكل وضوح وأنتم يا سيادة الرئيس ملامون كما هو الحال بالنسبة لأبي اللطف، لا بل كل أعضاء اللجنة المركزية عليهم اللوم الكبير والسبب أنكم تركتم موضوع أبو عمار واغتياله في ملف (يُحفظ ) ..وكأنكم نسيتم أن الله تعالى يسبب الأسباب ، ولا يمكن أن يهمل هكذا جريمة وأنتم تعرفون أن جرائم صغيرة لأشخاص مغمورين تتكشف مع الأيام”   فكيف في قضية أكبر زعيم عربي قضى غيلة وغدراً..؟
 
سابعاً : كما يقال في القانون (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر) إن صح التعبير .! وهذا يجب أن يكون بمقابلة الإدعاء بالحقائق والدحض، وإذا ثبت أن ادعاءات أبو اللطف كاذبة أو مختلقة أو ليست حقيقية ”فعلى أبو اللطف أن يتحمل المسؤولية القانونية والوطنية وحتى العشائرية وحينها يصبح لكل حادث حديث ولعل مربط الفرس فيما يقول أبو اللطف
 
هناك شاهد يجب أن يتم معرفته وهذا من حقنا جميعا على الأخ أبو اللطف ..ألا وهو من
 
الشخص الذي إئتمنه أبو عمار في إيصال هذه الوثيقة إلى أبو اللطف ..!!؟؟؟؟؟
 
ثامناً: أنت قلت في القاهرة وعلى مسمع العالم أن الموضوع كله مفبرك من الاسرائيليين ..ألا تشعر الآن بحجم المصيبة وأنت تراهن على التفاوض معهم وهم من قتلوا رابينهم قبل أن يقتلوا عرفاتنا .. فهل أنت أغلى عليهم من رابينهم ..! ونخشى أن يكون مصيرك كمصير عرفات
 
 
 
سيادة الرئيس أنتم على مفترق طرق من أخطر ما يكون وإذا كنت تعتقد أنك بعقدك المؤتمرفي الداخل تستطيع أن تلغي الضجة أو تطوي ما حدث من خلال حدث أكبر منه, ألا وهو المؤتمر فاسمح لي بالقول ” ربما بشكل مؤقت” فموضوع أبا عمار سيبقى حاضراً في وجدان وضمير الشعب الفلسطيني حتى تنكشف الحقيقة .. لذلك نتمنى عليكم دراسة الوضع جيدا ًرغم كل التحضيرات لعقد المؤتمر ..كلنا يريد المؤتمر ولكن ليس مؤتمراً يكرس الخلاف والبعد
 
وهذا لن ينتهي عندكم فقط , بل سيمتد ليصل كل بيت فلسطيني .. نريد مؤتمرا يجمعنا ولو بالحد الأدنى ولا يفرقنا والمتربصون كثر ،
 
فهل انعقاد المؤتمر في الداخل أهم من حركة فتح وتاريخها النضالي ودماء شهدائها …؟!
 
أملنا بالله أن تتجلى الحكمة ويكون الله في عوننا جميعاً
 
ملاحظات أخيرة: السيد بسام أبو شريف أدلى بتصريحات لم ينفها أحد من طرفك أو طرف أبي اللطف وهو أكد على ما ورد في المحضر الذي أذاعه الأخ أبو اللطف باستثناء حضوركم لهذه الاجتماعات ,ولم ينفي وجود الآخر “وهذا ربما سيكون مدخلاً لأي تحقيق ..إن تم ذلك .!
 
أخيراً سيادة الرئيس كن على ثقة أننا قلنا كلمتنا وفي أكثر من موقف مع الراحل الكبير بكل شجاعة, وكنت أنت شاهداً على إحداها
 
 ونقولها اليوم لك بكل ثقة” شاهدنا الله القدير, و ليس عنده كبير أوصغير, إلا من أتاه بخير كثير ” ولم يبقى من العمر إلا اليسير
 
مع احترامي…. والله وفلسطين من وراء القصد
 
منذر ارشيد
 

زر الذهاب إلى الأعلى