أرشيف - غير مصنف

نيوزويك: تهديد إلكتروني إيراني لإسرائيل

 قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن إيران أظهرت تفوقا كبيرا على إسرائيل في مجال الحرب الإلكترونية، محذرة من أن الهجمات الإلكترونية لإيران وحلفائها “تمثل تهديدا خطيرا على النظم المعلوماتية الإسرائيلية”.  يأتي ذلك بينما أكد معهد بحثي أمريكي معني بالأمن الإلكتروني أن إيران واحدة من بين أكثر خمس دول تشكل خطرا إلكترونيا على العالم، بما تملكه من تكنولوجيات وقدرات فائقة في هذا المجال.

 
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه “على الرغم من تفوق إسرائيل الكبير على جميع دول المنطقة وفيهم إيران من حيث حجم الترسانة العسكرية، فإن ما يتردد عن تفوق إسرائيل في مجال الحرب الإلكترونية محل شك، في ظل الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مؤخرا”.
 
15 مليون رسالة
 
وفي هذا السياق، لفتت “نيوزويك” إلى الهجمة الإلكترونية المتقدمة الشرسة التي تعرضت لها إسرائيل من إيران ودول أخرى أثناء حربها الأخيرة على غزة يوم أواخر العام الماضي؛ “حيث كان يتم إرسال ما يقرب من 15 مليون رسالة إلكترونية (إيميل) كل ثانية إلى عدد من المواقع الإلكترونية الحساسة التابعة للحكومة الإسرائيلية من خلال ما لا يقل عن نصف مليون جهاز كمبيوتر”.
 
ومن بين هذه المواقع الإلكترونية الإسرائيلية التي نالتها تلك الهجمة الشرسة -بحسب النيوزويك- موقع تقوم من خلاله الحكومة الإسرائيلية بإعطاء إرشادات وقائية للمواطنين الإسرائيليين حال التعرض لهجمات صاروخية من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية.
 
وأشارت الصحيفة الأمريكية في عددها الصادر السبت 18-7-2009 إلى أن الهجوم على ذلك الموقع أدى إلى توقفه بشكل مؤقت مثله في ذلك مثل العشرات من المواقع الحكومية الإسرائيلية الأخرى ومن بينها مواقع تحوي معلومات على قدر كبير من السرية.
 
وفيما يتعلق بقدرات إيران الإلكترونية وتطورها فيما يسمى بـ”الحرب الإلكترونية”، فإن معهد تكنوليتيكسTECHNOLITICS INSITITUTE) )، وهي مؤسسة بحثية أمريكية متخصصة في الأمن الإلكتروني تصنف إيران على أنها من بين أكثر خمس دول تمثل خطرا إلكترونيا في العالم، بفضل إمكانات إيران الكبيرة في هذا الشأن والتي تضاهي إمكانات دول مثل الصين وروسيا، بحسب الصحيفة الأمريكية.
 
وفي ضوء ذلك، تحاول إسرائيل في الأزمة الإيرانية الحالية الدخول على خط الحرب الإلكترونية، فقد تأسست مئات الصفحات الإسرائيلية على موقع تويتر الاجتماعي الشهير للمساهمة في تأجيج الاضطرابات الإيرانية التي أعقبت انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة.
 
عقب إعلان فوز محمود أحمدي نجاد بمنصب الرئيس الشهر الماضي، شككت المعارضة الإيرانية، خاصة أنصار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في نتائج الانتخابات، وبدءوا يعبئون الشارع الإيراني ضد نظام نجاد من خلال مواقع الإنترنت مثل “فيس بوك” و”تويتر” التي اخترقت التعتيم الإعلامي المفروض على الأزمة الداخية الإيرانية.
 
ضربة إلكترونية
 
وعلى صعيد متصل، لفتت الصحيفة الأمريكية إلى تقرير مفصل نشرته وكالة رويترز للأنباء يوم 6 يوليو الجاري حول إمكانية استخدام إسرائيل لسلاح الهجمات على المواقع الإلكترونية الإيرانية أو على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمواقع الإيرانية الإستراتيجية لوقف التقدم النووي الإيراني وتوجيه رد موجع على الهجمات الإلكترونية الإيرانية التي اخترقت حصون المواقع الإسرائيلية الحكومية.
 
ورأت مصادر إسرائيلية أن احتمال استخدام ذلك النوع من الحرب “باتت فرصه متزايدة في ظل تواجد المواقع النووية الإيرانية في مواقع حصينة بعيدة جدا في العمق الإيراني مما يقل من احتمالية نجاح ضربة جوية ضد هذه المواقع”.
 
وأضافت المصادر أن إسرائيل تفكر جديا في توجيه ضربة إلكترونية لأنظمة المعلومات الإيرانية على الإنترنت، بسبب معارضة الولايات المتحدة لقيام حرب مفتوحة في الشرق الأوسط.
 
وفي هذا السياق، نقلت رويترز عن أن أحد المسئولين المتقاعدين في وزارة الأمن الإسرائيلية رفض الكشف عن اسمه لحساسية القضية قوله: “لقد اكتشفنا العديد من نقاط الضعف الإيرانية في مجال المعلومات الإلكترونية وجار العمل في هذا الاتجاه”.
 
وتعكف إسرائيل على تدريب فرق في مجال الحرب الإلكترونية والذين يعملون في وكالات التجسس الإسرائيلية، بحيث يكون لديهم خبرة كبيرة في اختراق المواقع الإلكترونية التي تحيطها السرية والرقابة الصارمتان.
 
وعن كيفية استهداف إسرائيل إيران إلكترونيا قال سكوت برج أحد أكبر الخبراء الأمريكيين في مجال الأمن الإلكتروني إنه من خلال استخدام إسرائيل (البرامج الخبيثة) يمكن إفساد وإعطاب النظم المعلوماتية لبعض المواقع الشديدة الحساسية مثل المواقع الخاصة ببرنامج تخصيب اليورانيوم مشيرا إلى أنه في حال نجاح إسرائيل في الوصول إليها فسوف تتمكن أيضا من التحكم فيها.
 
غير أنه أوضح قائلا: “إن المعلومات الإيرانية الخاصة بأشياء حساسة مثل برنامج تخصيب اليورانيوم تكون بمعزل عن أي أجهزة كمبيوتر خارجية لذا فإن المخترقين لتلك الأنظمة (الهاكرز) لن تكون لديهم القدرة على اختراقها بطريقة مباشرة”.
 
ومضى يقول: “ولكن يستطيع العملاء الإسرائيليون التحايل على ذلك من خلال إخفاء مثل تلك الأنظمة الضارة في السوفت وير الخاص بأحد الإيرانيين العاملين هناك أو من خلال وضعها في (هاردوير) متنقل خاص بأحد التقنيين بدون علم منه”.
 
وعلى ذلك الصعيد، تطرق التقرير لكتاب “حالة حرب” الذي صدر عام 2006 وتحدث مؤلفه جيمس ريزن الصحفي في جريدة (نيويورك تايمز) عن خطة لم تدم طويلا وضعتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وجهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) لتدمير خطوط الكهرباء لإحدى المنشآت النووية الإيرانية باستخدام جهاز مهرب للذبذبات الكهرومغناطيسية.
 

زر الذهاب إلى الأعلى