أرشيف - غير مصنف

لماذا يفشل الحوار الفلسطيني باستمرار؟

لماذا يفشل الحوار الفلسطيني باستمرار؟

بقلم: زياد ابوشاويش

بات واضحاً بعد هذا العدد الكبير من جولات الحوار أن طرفي الخصومة الداخلية متفقان على عدم الوصول لحل يعيد الوحدة لصفوف الشعب الفلسطيني ومؤسساته القيادية على مختلف المستويات بسبب من تضارب هذا الهدف مع مصالح كلا الطرفين وإلا بماذا يمكن تفسير العودة لنقطة الصفر كلما اقترب الطرفان من الوصول للحل النهائي؟

كانت الخلافات تتركز في العادة على البرنامج السياسي الذي ستنتهجه حكومة وحدة وطنية أو وفاق وطني، وهل مطلوب من حماس الالتزام بما وقعته المنظمة والسلطة أم احترام ذلك، كما الخلاف حول صيغة الانتخابات نسبية أم مختلطة، وأخيراً حول أجهزة الأمن وكيفية تشكيلها ومهماتها في الضفة وغزة. اليوم تعود قصة الاعتقالات لتتصدر لائحة التعطيل وتعيد طرح قصة الدجاجة والبيضة وهل نفرج عن المعتقلين لدى الطرفين قبل الاتفاق لتسهيل الحوار أم بعد الحوار حيث سيكون ذلك تحصيل حاصل للمصالحة؟ وقد تكرر الأمر عدة مرات رغم تعهد مصر الدولة الراعية بالضغط لحل هذه النقطة ومع ذلك فقد فشلت الجولة الجديدة التمهيدية لحوار الخامس والعشرين من الشهر الجاري لهذا السبب، فما الذي نستنتجه من ذلك؟

الواضح أن الطرفين مرتاحان لسلطتهما الراسخة في الضفة وفي غزة وأن الرأي قد استقر لديهما على خلق صيغة تنسيقية ليس أكثر لأن البديل الوحدوي سيكلفهما التنازل عن بعض المكاسب لمصلحة وحدة وطنية تمنح الآخرين مساحة أكبر في القرار الوطني الأمر الذي قد يلزمهما ببرنامج سياسي يمثل القواسم المشتركة مما يعني تنازل يجب أن يقدمه الطرفان ويؤدي إلى ضغوط لا قبل لهما بها، وكذلك ببرنامج تنظيمي إصلاحي يفقدهما بعض امتيازاتهما الحالية.

ربما نكون مخطئين فيما ذهبنا إليه من أسباب الفشل المستمر لكن الصراحة تقتضي القول أنه لا يوجد تفسير آخر وإن وجده أيَ من الطرفين فليسمعه لنا…ولم لا يشارك الجميع في الحوار دائماً؟   

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى