وتعتبر هذه الطريقة هي الأخيرة التي لجأ إليها المدرسون، بعد أن قاموا بالاعتصام لمدة عشرة أيام أمام مستشفى الحسين، ولكنهم اضطروا لفض الاعتصام بعد خضوعهم لضغوط أمنية كبيرة.
ووصف المعترضون عدم استجابة طنطاوي لحكم القضاء بأنه قرار غير مبرر، وأنه لا يجب أن يظل في منصبه لأنه لا يحترم أحكام القضاء، وأنه بذلك “لم يكن قدوة للمسلمين” الذين من المفترض فيهم احترام أحكام القضاء، كما عبّر المعترضون.
يُذكر أن منصب شيخ الأزهر يقوم باختياره رئيس الجمهورية، ويكون لصاحبه مدى الحياة، وفي حالة تغييره يقوم بهذا أيضا رئيس الجمهورية، ويلقى الدكتور طنطاوي دائماً هجوماً عليه من تيارات مصرية، خاصة من الليبراليين الذين لا يجدون فيه أكثر من “موظف ينفذ أوامر السلطة”، على قولهم، وأنه دائماً ما يحاول أن يجد الغطاء الشرعي لتسريب هذه الأوامر، لدرجة أن بعض مشايخ الأزهر يناقضون ما يقوله ويفسره أو يحلله ويحرمه الشيخ طنطاوي، أما الإخوان المسلمون فهم لا يعترفون به هو والمفتي الدكتور علي جمعة، ويرجعون في فتاواهم إلى مفتي الجماعة، وهو بالطبع لا ينتمي للأزهر.
أما على مستوى عامة الشعب المصري، فإنهم يعتبرون الأزهر فقد ريادته الدينية، ولم يعودوا في حاجة كبيرة إليه، بسبب ما توفره الفضائيات من مشايخ أصبحوا نجوماً، ولا يحتاج التواصل معهم لأكثر من مكالمة تليفونية. من هنا فإن غالبية الناس البسطاء ترى في نجوم الفضائيات من الدعاة الجدد بديلا من أي مؤسسة دينية أخرى يرون أنها بعيدة عنهم ومن الصعب التواصل معها.