أرشيف - غير مصنف
أبو اللطف.. هل كنا بحاجة لجورج جلوي ليُعلمنا ..!!؟
بقلم : منذر ارشيد
أبو اللطف هكذا عرفته منذ أربعين عاماً أخاً وأباً وقائداً بكل ما تعنيه الكلمة ” تعرفت عليه مع إخواني في قوات العاصفة ونحن نفترش الأرض في معكسر الهامة يعطينا المحاضرات بجانب غرفة أبو علي اياد حيث كان يُطل علينا بعينه الوحيدة رحمه الله رغم جراحه .
أبو اللطف كان في ذلك الوقت شابا جميلا ً مثقفاً ثوريا ً سياسياً محنكا
ربما أنه لم يبرز كأبو عمار أو حتى أبو جهاد أو أبو إياد ولكنه كان معروفاً في الدنيا كلها.. كثوري وناطق بإسم فلسطين في كل المحافل الدولية والإقليمية والعربية ” ولم يكن بنظر العالم بأقل مكانة من أي قائد عسكري لأنه كان القائد السياسي الذي ينقل رأي البندقية الثورية “ والتي تزرع الحياة والأمل والكرامة من خلال شهدائها في وجدان وضمير العالم أجمع .
أبو اللطف أثبت حضوراً لفلسطين أين ما ذهب وأين ما وقف وتحدث ”
ربما أن وجود قائدا ً كبيراً ورمزاً عظيماً ك أبوعمار ربما حجب الرؤيا ليس عنه لوحده فقط لا بل عن كل قادة الشعب الفلسطيني وأهمهم أبو جهاد وأبو إياد رغم شخصيتهما القوية ومكانتهما في قلوب الفتحاويين
فما عدنا نرى قائداً ولا رائداً إلا أبو عمار ..
أبو اللطف كنت علماً كبيراً وكنت اسماً عظيماً , ولكنك كنت مغموراً ولم تكن تطلب الكثير” فكان لديك أكثر مما تتمنى من حظوة واحترام في العالم
كنت تسافر عبر العالم ومواعيدك ممتلئة من الشرق إلى الغرب وزعماء العالم كانوا يتمنون لقائك ..لأنك فتح .. وفتح كانت فلسطين
ورغم هذا فلم تكن إلا واحداً من أعضاء المركزية” مثلك مثل غيرك
فالقمر كان يأخذ كل الأضواء,والنجوم لم تكن تجلب الأنظار فهي كثيرة
ولكن وبعد أن غاب قمر فلسطين وما عاد نوره يتفرد في سماء الوطن فتكشفت النجوم
والشعب يبحث بينها عن قمره القادم وكنت أنت النجم الأكثر بهرجة وضياءً
فصدق يا أبا اللطف أنك كنت القمر الذي ينتظره الناس بعد عرفات
..! أتعرف لماذا ليس لأنك كنت صلاح الدين..ولا صلاح الدنيا ” ولكن
ولكن لأنك كنت الأصلح والأقرب والأجدر والأطهر
هذا في نظر الناس أتعرف لماذا..! <لأنك كنت بعيد ..بعيد ولم يعرفك فالناس من قريب , لم يُجربوك والكل كان مجرباً
لم يعرف عنك أحدا ً كذباً أو نفاقاً أو خداعاً, لأنك كنت أمام العالم كذلك”
تدافع عن فلسطين وشعب فلسطين في كل المحافل بكل صدق وعزيمة
ولم تثنيك وترهبك الدول العظمى ولم تغريك الدول الأغنى
فبقيت في عزيمتك وتصميمك على الحق والثوابت التي أقرته حركة فتح.
فقلت ( الحق أحقُ أن يُتبع والباطل.. أبطلُ من أن يَنتَزِع)
اتعرف لماذا أيضاً ..! لأنك لم تتلوث لا بأوسلوا ولا بما بعد اوسلوا
لم يُعرف عنك الفساد المالي أو الأخلاقي رغم محاولة البعض أن يتهموك بالسكر ونَشهد أننا ما رأيناك سكيراً ولا فاقداً لوعيك بل كنت جبلا شامخاً ورجل مواقف صلباً كالجبال
ابتعدت ونأيت بنفسك بعيداً “لم ترد أن تدخل غمارها ”
..أهو الخوف..! أم عدم الرغبة ..ّ! أهو..البعد عن الشر.. وغني له
طبعا نحن ندرك الظروف الدولية.. وأنك غير مرغوب بك أمريكيا
(ولكن الشعب أهم ..فلماذا تمسكت بالمهم وتركت الأهم ..!!
ألم تكن التضحية تستحق ..!؟
أهو أهو أهو …!!! لا ندي لأي سبب وتركت الأمور تنزلق إلى ما انزلقت إليه وخاصة بعد استشهاد رفيق دربك وهل عملت بالمثل القائل
(طلعت نزلِت طلعِت خِربت عِمرت .. حادت عن ظهري…. بسيطة ))
فعلا إنها بسيطة وما أبسطها يا أبو اللطف وأنت تترك مسؤولية تاريخية وشعب مكلوم بفقدان قائده ورمزه وكنت ترفض المشاركة تحت حجة اوسلوا والإحتلال , ولا تعترف باوسلو
طيب يا أبو اللطف كرامتك الشخصية لم تسمح لك …عنفوانك لم يسمح لك.. ماشي …ولكن ألا يستحق الشعب الذي حملك طيلة نصف قرن وهو يعترف بك انك ممثله الشرعي والوحيد لمنظمة التحرير التي كنت أنت رئيساً لدائرتها السياسية..!.
ألا يستحق هذه الشعب الذي أنت تعتز به ويعتز بك أن تتنازل عن كبريائك وكرامتك وتتوائم معه خاصة أن الظرف كان ظرفاً استثنائياً بعد رحيل ياسر عرفات..!
طلب منك الجميع في اللجنة المركزية وحتى في اللجنة التنفيذية أن تتفضل وتستلم مسؤوليتك ..إلا أنك رفضت وقلت …(هاكُمْ أبو مازن. وهو قدها) )
يا أخ أبو اللطف… لا نريد أن ننكأ الجرح ولكن نقول بكل صراحة
وأنت تعرض وثيقتك سواءً كانت حقاً أو باطلاً ” فكل شيء سيظهر وقريباً فوالله أنك وبكل مبرراتك التي وضعتها وستضعها لا تعفيك من مسؤولية تهربت منها
.! وانت تُخفي ما تعرفه تحت حجة التأكد أو إنتظار الظروف
أما أن الظروف التي لم تكن مواتية , وكنت تخشى على حركة فتح من الضياع والتشرذم “
وهل الآن ليس هناك خشية عليها من ذلك..! وهل برأيك وضع فتح الآن أفضل مما كان عليه بعد حادثة أبا عمار ..!
الأخ أبو اللطف يقول المثل (قبل ما تغيص قيس ) واعتقد اني قلته لك يوم إطلاق القنبلة وسألتك العديد من الأسألة وانت تعرف الحالة التي كنت بها والغضب قد إعترى كل كياني
ولم يكن بعد أي صدى لقنبلتك سواءً في الإعلام أو في الشارع
ودعني أقول لك أمراً ربما لم تسمعه من قبل
وقد سالتك أين مستشاريك ..ولماذا لم تستشر أحداً ..أو من شار عليك..!
أليس هناك قاعدة شرعية تقول
(وشاورهم في الأمر وإذا عزمت فتوكل على الله )
إليك الأمر ..هل تعلم أنك أضعت فرصة تاريخية على نفسك وهي لن تتكرر, كما أضعت فرصاً قبل استشهاد ياسر عرفات ومع إستشهاده
والفرصة التي أضعتها مؤخراً هي.. أنك لو عملت ومنذ أعوام وبطريقة حكيمة وبهدوئك المعهود لجيشت معظم الفتحاويين معك لا بل الشعب برُمته
ولعل الهجوم عليك رغم أن ما قمت به مجرد نشر وثيقة ولم تُعقب عليها بأن تؤيد الإتهام بان تقول ..نعم هم من قتلوا …
رأينا كيف بدأ الهجوم عليك من خلال أصوات وصراخ كل ما يراد منه طمس الخبر بالتحريض عليك وكانك انت من ألف ووضع السيناريو
وكل ما طلبته أن يثبتوا عكس ذلك
كل هذا كان بسبب أنك وأقولها بكل صدق لم تُحسن إدارة الأزمة منذ البداية
تركت الأمور عائمة والسلطة تسير في مفاوضاتها العبثية كما تقول
والإستيطان والقدس والجدار والقتل ” وكما قلت تنازل وراء تنازل
أما ما جرى في غزة من انتهاك لأبسط حقوق الإنسانية ” وحلس وما ادراك مع حلس.. وأبو النجا وأحمد نصر وأبو علي مسعود ..ناهيك عن صديقك الدكتور زكريا الآغا, ولم تتخذ موقفاً متميزاً لكبح جماح أصدقائك في دمشق أو حتى التوسط وأقلها أن تقول لهم ( كفى )
أنت تقول دحلان كان السبب ..! طيب وهل دحلان الآن في غزة.!
وهل أبو النجا وحلس وأحمد نصر والآغا وكلاء دحلان في غزة..!
(لا أدافع عن أحد هنا ….فوالله إنه تئآمر على أبو عمار) ومن المعيب أن يبقى يلعب في الميدان الفتحاوي بعد ما حصل في غزة ..!؟
يا رجل بالله عليك هؤلاء إخوانك من القادة النبلاء وقد تعرضوا لكل ما تعرضوا له ولم تقم بما يجب القيام به لكبح جماح
هؤلاء المسعورين الذين انتهكوا كرامة خيرة قادتنا الفتحاويين.!
يا أبو اللطف أنت تعرف أننا عندما وقفنا بجانبك وقفنا بشهامتنا وكرامتنا
ولم نسألك مالاً أو غنيمة فأنت ومعروف عنك أنك لم تكن لتُعطي أيام العز والجاه والسلطان” فكيف لك أن تُعطي وقد جُفِفَت مواردك المالية ..
ولا تنسى أننا نُعطي ولا نأخذ …نعطي الموقف بكل شرف
إذاً وقفنا معك خالصين لوجه الله ولفلسطين “وعندما تم التطاول على مقامك وإخراجك من مقرك القديم تركك كل الناس وبقينا معك وحولك ..
ورغم الضغوط إلا أننا قلنا لهم
لن نتركه لأنه والدنا وقائدنا وتاريخنا الذي نتشرف به
ونحن اليوم نقول لك أنك لم تعمل للغد ..لأن ما أطلقته كان يجب أن يؤسس لغدٍ مشرق هذا إذا كان صحيحاً “وصحته لا تكون بكلام هنا أو هناك ولا ورقة هنا أو هناك ” بل بتحقيق من هيئة صاحبة اختصاص موثوقة تعمل دون تأثير من جهة أو أشخاص”
والصحيح الذي لا غبار عليه أن أبو عمار أغتيل وبالسم ومن إسرائيل “وهناك يد فلسطينية تعاونت معهم
ولكن نحتاج إلى أدلة قاطعة وليس مجرد تفسيرات وتأويلات وماقاله فلان وعلان ولا حتى بسام أبو شريف “للعلم بسام أبو شريف يبيع نفسه من أجل مصالحه ولا ننسى الماضي ” ومن الممكن أن ينقلب في أي لحظة ويفسر ما قاله بتفسيرات أخرى “وما في داعي لفتح الدفاتر والكتب .
فالحقيقة كانت بحاجة لأكثر من اوراق
وهذا كان من الممكن أن يحدث لو أنك اشتغلت بمهنية وحرفية السياسي المحنك ” وبمستشارين كفء وليس كمستشاريك الهُزء
كان يجب أن تعمل وبصمت لجمع المعلومات والأدلة على مدار السنوات التي خلت وتؤطر حولك كل الشرفاء وتطلع ما لديك كل صاحب عقل وحكمة من أصدقائك العرب والفلسطينيين (النخبة) وليس (الندبة).! )
ولكان خرج الشعب الفلسطيني تأيداً لك من جنين حتى رفح
الأخ أبو اللطف معذرة من كل احبائك وممن سيحمل علي لأني اقول ما اقول..ولا يهمني بشر من الغوغائيين الذين همهم فقط الصراخ والعويل
وهؤلاء منهم من اتهمك قبل أشهروسنوات حول تعيناتك للسفراء وعندي ما هو موثق من كتاب اليوم يتغنون بك ويمجدوك “
فوالله لا أقول إلا ما يوحيه ضميري وأنت أعرف الناس بي وأقبل شهادتك أنت مع كل طرحي القاسي عليك
فالمسألة ليست شخصية , ولا أريد شهادة من كائن على وجه الأرض .
ولكن ما أجبرني هو أني صاحب رسالة ولو أني كنت صاحب همالة ,
لما قلت حرفاً واحدا ًولعملت بالمثل(طلعت نزلت حادت عن ظهري بسيطة
لكنها على ظهري أمانة ولا أستطيع أن أثقل نفسي بها
ربما كان لك مبرراً في صمتك طيلة السنوات بأن تقول اليوم ليس كلأمس
أمس كان بوش السفاح المجرم واليوم أوباما الوديع المسالم
ذاك شيطان مخيف…. وهذا ملاك وديع.!
ولك أن تقول أنك كنت خائفا من بوش الذي ما كان ليسكت لك لأنه أكبر مشارك في قتل ياسر عرفات , وهو الذي اجتاح العراق لمجرد أن داس الناس على صورة والده بوش الحقير على مدخل فندق الرشيد وحول بغداد إلى بحر من الدم
يا ليتك تقول ( أنا كنت خائفا من بطش بوش اللعين ) )
نعم أنت كنت خائفاً ..واليوم بعد أن أيقنت أنك مودعاً وقد طال العمروالأعمار بيد الله ( أطال الله في عمرك )ما عاد ما يهمك ولكن كيف.!
ألأخ أبو اللطف من منا ليس مودعاً ,…ومن منا يستطيع أن يعقد صفقة مع عزرائيل..!
كان الأجدر بك أن تقلها في وقتها … لأنك ميت لا محالة
أبو اللطف أقول هذا والقلب يكاد ينفطر من شدة الألم وحال حركتنا العظيمة كحال اليتيمة التي يتلقفها هذاوذاك بحجة التبني وكل واحد يريدها للنكاح
وربما سنرى فتح طفلٌ جديد من عملية سِفاح
فهل ستكون أنت مرتاح ..!
فقط ”نعم يا أبا الطف اذا كان هناك من أجرم بحق فتح اليوم فهو أنت
وهل تعتقد أن الناس سيسألون أبو مازن إن ضاعت فتح.! .
وهل تعتقد أن الفتحاويون سيلاحقون أبو مازن إن تفسخت فتح .!
لا يا أبا اللطف أبو مازن وأبوماهر وأبو الأديب ربما يكونوا من القيادة التاريخية
ولكن الناس تعرف أنك أنت الأكبر و الأكثر قدرة والأكثر قوة لأسباب كثيرة
تركت الأمور ورضيت القعود في افريقيا ….وفلسطين في آسيا
وكأنك تريد لفسيطين أن تأتيك طائعة إلى تونس
لك مبرراتك ربما …لا أريد الدخول تحت الحراب الاسرائيلية (خيانه )
ولكن هل كان ممكناً أن تُنجِس من دخل الوطن ..هل تنَجس أبو علي مصطفى ..هل كان خائناً .! هل تنَجس الالاف ممن دخلوا.!
( هل تنَجسَ أبا عمار …أم خرج طاهراً كما ولدته أمه .! (شهيداً)
أبا اللطف أخطأت وسأقولها أخطأت أخطأت حتى ينقطع النفس
أقولها والألم يعتصرني لأنك الأغلى ,ولا أقول هذا مرائاةً ولا محاباة
فالبعد عنك هذه الأيام غنيمة لمن يحب الدنيا
فمحدثك هو إبن فتح الذي لم يخون ولم يسرق ولم يرتشي ولم يستغل الناس بل ساعد شعبه وقاوم الظلم والفساد وتصدى لكل انواع الشر وقاوم الإحتلال “ دخل الوطن تحت الحراب الإسرائيلية ولم تمنعه تلك الحراب أن يكون فلسطينياً ولا فتحاوياً ولا مؤمناً ولا طاهراً ” خرجت نعم ولكن هل رأيت في اعوجاجاً أو انحرافاً عن مبادئي..!
أبو اللطف قال جلوي وهو النائب البريطاني المعروف بتأييده لقضايا العرب وفلسطين
قال يجب أن تُشكل محكمة دولية …لكشف حقيقة من دس السم لأبو عمار لماذا لم تقلها أنت من قبل.!!
لماذا الآن يأتي الغريب ويقتحم علينا ضمائرنا وكأننا بلا ضمير ..!!
لماذا تركنا الحبل على الغارب وكان بإمكانك لو تفانيت وضحيت ولو حتى بكرامتك الشخصية …أليس الوطن أغلى يا أبو اللطف ..!!
أعانك الله على الثبات وأعاننا على كشف الحقيقة ” أتعرف يا ابو اللطف ما يخيفني اليوم ” أننا في زمن الدجال وزمن الردة وزمن الانقلاب
فلا تستغرب أن تفاجئنا بتقارير تجعل منك انت قاتل ياسر عرفات
وبكل بساطة انك أعدت الجواب بمغلف يحتوي على المادة المسممة
لا تستغرب ..ألم يفبركوا تقريرا عن سلاح الدمار الشامل ودمروا العراق .!
لعن الله أمريكا الدولة الصهيونية ولعن الله أعوانها من المتصهينين من بني جلدتنا الذين يريدون طمس تاريخنا المشرف
الأخ أبو اللطف الذي استشهد ياسر عرفات
والخطر الآن على ما ترك وفات
الخطر كل الخطر على فلسطين وأرض الرباط
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسالك اللطف به