أرشيف - غير مصنف
التغير الفتحاوي
بقلم/محمد أبو علان
وزعت رسالة عبر البريد الإلكتروني حمل مرسلها اسم “التغيير الفتحاوي”، تحوي الرسالة على ملف عبارة عن رسالة لوزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي في حينه “شاؤول موفاز” ادعى مرسلها أنها موجه من “محمد دحلان” عضو المجلس التشريعي الحالي، ووزير الأمن الداخلي في حكومة أبو مازن في العام 2003.
ليس بالأمر الغريب أن ترسل رسالة من وزير الأمن الداخلي الفلسطيني لوزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي على اعتبار أن العلاقة القائمة بين الطرفين ليست شخصية وإنما هي علاقة تأتي نتاج لاتفاقيات سلام( قبلنا بها أم لم نقبل) موقعة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بغض النظر عن حجم ومستوى الالتزام بها من قبل الطرف الإسرائيلي.
ولكن الغريب في الرسالة هو موضوعها، حيث حملت مسألتين أساسيتين، الأولى تخوف وزير الأمن الداخلي الفلسطيني في حينه “محمد دحلان” من قيام الرئيس الفلسطيني “أبو عمار” من حل الحكومة بعد تجنيد أعضاء المجلس التشريعي لجانبه.
وأوضح وزير الأمن الداخلي الفلسطيني “لموفاز” أن هناك محاولات للضغط على أعضاء التشريعي أحياناً بالترغيب وأحياناً بالترهيب لعدم التجاوب مع الرئيس “أبو عمار” في موضوع حل الحكومة، ويطالب الوزير الفلسطيني من وزير دفاع جيش الاحتلال بتعريض الرئيس الفلسطيني لضغوطات تمنعه من القيام بمثل هذه الخطوة.
والمسألة الثانية وفق إدعاء الرسالة سعي الوزير في حينه “محمد دحلان” لإفراغ مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من محتواها وفق ما ورد في الرسالة الموجة ل “شاؤول موفاز”، طالباً منه منع المنظمة من عقد اجتماعات لأي من مؤسساتها في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة لما فيه مصلحة الطرفين.
لا أحد يمكنه الحكم على مثل هذه الرسائل ومدى صحتها، فعالم الانترنت بات أوسع من أن يتمكن أحد السيطرة عليه في منع نشر أية معلومة صحيحة كانت أم مزورة، لكن الأمر يحتاج لتوقف ولو بسيط عنده خاصة من ناحية عنصر التوقيت، كون الأمر يسبق انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح بأيام قليلة.
فالأمر من الممكن أن يكون نوع من الصراع الداخلي الفتحاوي الذي أخذ يطفو على السطح شيئاً فشيئاً مع اقتراب موعد المؤتمر السادس، وهو صراع داخلي مباح ما دامت وسائله وسبله شرعية، ولكن التسريب لهذه الرسالة يوحى بأن البعض قد يلجأ لقاعدة “الغاية تبرر الوسيلة” لتحقيق أهدافه وطموحاته القيادية في الحركة.
أو قد يكون الأمر عبارة عن دخول جهات غير فتحاويه على خط الصراع الداخلي في الحركة لخلق مزيد من التوترات والمواجهات داخلها بهدف يخدم مسربي مثل هذه الرسائل التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني بغض النظر إن كان فحواها صحيح أو مزور.
وضع كهذا يتطلب من قيادات حركة فتح أن يكنوا على درجة عالية من اليقظة والحرص ومتابعة كل ما يقال أو ينشر لكي تتضح الصورة، ولكي لا تبقى الساحة الفلسطينية عرضة لمزيد من الإشاعات والأقاويل يصبح المواطن العادي قبل العنصر الفتحاوي غير قادر على التفريق بين الغث والسمين في كل ما يقال أو ينشر عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
بالتالي إن كانت هذه الرسائل غير صحيحة فهي مصبية أن تنشر وفي مثل هذا التوقيت بالذات، والمصيبة الأكبر والكارثية إن كانت هذه الرسائل فيها ولو شيء من الصحة.
وبغض النظر عن كل ما يقال وينشر، كل فلسطيني يأمل أن تكون فتح بعد المؤتمر السادس غير فتح قبل المؤتمر ولكن بالمفهوم الإيجابي للأمل.