أرشيف - غير مصنف

قطر والمعسكر الايراني… علاقات خطرة!

داود البصري
إصطفاف القوى والتوجهات السياسية في الخليج العربي يشكل واحدا من أكبر تحديات ألأمن القومي لدول الخليج التي تواجه مخاطرا أمنية وسياسية وحتى إجتماعية ذات جوانب خطيرة تلقي بكلكلها على مستقبل الأوضاع السياسية خصوصا وأن حركية الاوضاع و إحتمالات تطوراتها المستقبلية في إيران وهي أكبر دول الإقليم باتت اليوم تشكل هاجسا مضاعفا للمهتمين بأمن المنطقة والإقليم, فإيران تعيش اليوم تحاذبات حادة لتقرير شكل صيرورتها السياسية النهائية في ظل التراجع الملموس لشعبية نظام الحكم الديني وفقا لنظرية الولي الفقيه التي ماعادت نقطة جذب بعد أن إنحسرت عنها هالات القدسية! خصوصا وإن التغيير المنتظر في إيران لن يتم بسهولة وإنسيابية كما كانت الحال مع نظام الشاه بل إن إحتمالات تطورات دموية ساخنة للأوضاع هي احد الخيارات الطبيعية والممكنة في نظام لن يتنازل بسهولة ولن يتزحزح أبدا أمام إرادة الشارع الإيراني مهما كانت النتائج وثمة رؤوس إيرانية كبيرة ستسقط في ظل حالة الإنقسام داخل المؤسسة الإيرانية الحاكمة مضافا إلى ذلك حجم الضغوط الدولية والغربية بشأن الملف النووي الذي سيشهد هو الآخر تطورات دراماتيكية محتملة قد تنهي هذا الملف إلى الابد ولمرة واحدة, ومع غموض الصورة المستقبلية للوضع الحرج في العراق وحيث يتصاعد الصراع الداخلي في ظل إحتمالات مريعة لإدارة الصراع المحتدم, وفي ظل إختلاط الصورة العامة للأوضاع الإقليمية في الخليج العربي تبدو توجهات السياسة القطرية تسير على أنغام مختلفة عن العزف والألحان السائدة وبشكل يثير علامات التعجب والإستفهام أكثر مما يطرح من الأسئلة, فالتنسيق العسكري القطري- الإيراني والذي كان محور الزيارة والمفاوضات الاخيرة لرئيس الاركان القطري في ايران يبدو من غرائب ومتناقضات وأعاجيب السياسة القطرية التي تغامر للمراهنة على أوضاع إيرانية غير مستقرة بالمرة, بل أنها تحاول وفي لعبة خطرة مداعبة ثعابين الحرس الثوري الإيراني في مناطق نفوذه! وتتغاضى عن حقائق ستراتيجية مهمة أبرزها الموقف الإيراني الثابت والمناوىء بالكامل لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة منذ عام 1971 في رأس الخليج العربي؟ فضلا عن الصمت التام عن نشاطات المنظومة السرية الإيرانية في الخليج والمنطقة العربية وهي نشاطات حقيقية وفاعلة وليست سرية ولا سيما إن لتنظيم “حزب الله” اللبناني وجوداً فاعلاً ومؤثراً في قاموس السياسة القطرية وفي أجندتها العاملة ولا نكشف سرا اذا قلنا ان لتنظيم “حزب الله” أدواته التجارية وواجهاته الإستثمارية ورجالات أعماله الذين يحظون بالقرب الشديد من مراكز القرار المؤثرة في الدولة القطرية! وإن تلك الواجهات الإستثمارية هي من تفتح حوارات التقارب والتعاون الامني والعسكري مع إيران وحلفائها في الساحة العربية والخليجية, وطبعا لا تتم تلك الامور بعيدا من رصد ومراقبة جهاز الموساد الإسرائيلي الذي تجري كل الأمور والعلاقات والزيارات وحتى المشاريع التجارية والاستثمارية تحت بصره ومراقبته وعيونه التي لا تنام؟ ثمة أمور خطرة تجري في الخليج وعلاقات الدوحة الخطرة مع إيران ومعسكرها وحلفائها ليس سوى الصورة ألأمامية لحالات صراع خفية ليست واضحة للرأي العام, فبين خبراء الحرس الثوري والتفاهمات مع نظام الولي الفقيه الحائر والطاير في هذه الأيام والعلاقات الخاصة جدا مع طبقة رجال الاعمال المرتبطين بالواجهة الاستثمارية لـ”حزب الله” اللبناني تدور السياسة القطرية في ملفات غامضة ستتوضح حلقاتها تدريجيا بكل تأكيد, ولكن في مطلق ألأحوال فإن ما يدور اليوم هو عبارة عن لعبة إقليمية خطرة بكل المقاييس.
كاتب عراقي 
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى