تحليل شامل لما يدور في فتح
حقيقة ظاهرة دحلان هي ظاهرة مركبة ولو تابعتم مقالاتي السابقة لوجدتم ان ظاهرة دحلان هي امتداد لاختراقات كبيرة في داخل حركة فتح منذ سنواتها الاولى ودحلان ليس هو الجسم المادي بل هو الجسم البرمجي الاقليمي والدولي لاختراق اكبر حركة تحرر عرفها الشعب الفلسطيني طوال حياته ولذلك عندما يكون الاهتمام بشخصية دحلان ليس الاهتمام المادي بقدر هي عملية تقييم لمراحل متعددة دفعت فيها الثورة الفلسطينية كثير من شهدائها وفي مرحليات لكل مرحلة شهدائها للخوض في تنازل جديد وتهتك جديد لمفاهيم النضال في حركة فتح .
حقيقة كثير من كوادر حركة فتح الذين يتحدثون الآن في عصر الانترنيت لم يكن هو كلامهم الاول والمستجد ، لقد تحدثنا كثيرا ً منذ اوائل السبعينات ومن الذين تحدثوا حددت الخيارات لهم ليذهبوا بعيدا ً في عملية اقصاء اجبارية والا ……..ولذلك حدثت الانشقاقات تحت هذا المسمى او ذاك وآخرها انشقاق هام في مجموعات الامن الوقائي بقيادة الاخ ابو هلال ، ما علينا ، حقيقة ايضا ً اننا في حركة فتح وككوادر لم نبكي يوما ً ماضينا بل نحن ننظر للماضي في عملية تقييم جادة للحاضر وما يحدث لم نكن كثيرا ً متفقين مع الشهيد ياسر عرفات لمسببات داخلية ومؤثرات ان شئنا ام ابينا قد اثرت على البنية الداخلية ليس لحركة فتح بل على الفصائل الاخرى ونحن نتحدث عن عملية استشهاد قائد لحركة تحرر ولسنا بصدد تقييم اداء الاخ ياسرعرفات في الماضي الا ان هناك قضيتين قضية استشهاد ياسر عرفات بالسم ومقدماتها والتصريحات المأخوذة من هذا او ذاك من بعض المتهمين بشهور ، ولسنا هنا معتمدين فقط على ماجاء في وثيقة دحلان موفاز او محضر عباس دحلان شارون ، فهناك ادلة لعملية تواطؤ كبرى يجب ان تكون دعامة لعملية التكوين الاولي للاتهام ،ففي حدوث اي جريمة يؤخذ دائما ً المشبوهين تحت اجراء التحقيق وهذا لم يحدث في الثورة الفلسطينية وفي فتح رغم انها دفعت كثير من قادتها شهداء وربما تكون محطة تسمم ياسر عرفات ستكون هي المفجر لكل الملفات الأخرى لأنني قلت ان ظاهرة دحلان ليست هي وليدة مرحلة بل هي تواصل .
تفجير قضية المحضر من الاخ امين سر اللجنة المركزية فاروق القدومي كانت ناتجة عن ضغوط داخلية من كوادر حركة فتح ولاعتبارات فرضتها المرحلة ولأن الصمت بعد ذلك سيؤدي الى تشويه في عملية الفرز الحقيقة بين تيار اختراقي وبين شرفاء حركة فتح الذين تم محاصرتهم منذ عقود عن دوائر القرار وعن المال والنفوذ والعلاقات الاقليمية وكان هناك التوافق بين التيار الاختراقي لتآلفه مع البرنامج العربي وما يطرح وفي المحصل كان هو ضد شرفاء حركة فتح وضد المبادئ والمنطلقات والاخلاق .
ربما الاخ ابو اللطف قد فجر الورقة الاولى وهناك اعتقد مازال هناك عدة اوراق االا ان الاخ ابو اللطف الآن وكما اعتقد يتعرض لعملية ضغط كبيرة جدا ً من خلال وسائط اقليمية واخرى دولية لكي لا يكمل مشوار التفجير وينهدم المعبد على برنامج سياسي ائتلفت فيه دول اقليمية وقوى دولية والا ماذا يعني ان تساند الانظمة رئيس منتهية ولايته ومتجاوزا للنظام وماذا يعني ان تساند تلك الدول رئيس قد قدم استقالته من حركة فتح ويتحدث باسمها وماذا يعني ان تساند تلك الدول قيادته ورئاسته لمنظمة التحرير وهي فاقدة الشرعية بناء على النظام واذا تجاوزنا ذلك فإن النصاب لانعقاد اللجنة التنفيذية غير قانوني في حكم غياب كثير من اعضاء اللجنة التنفيذية وماذا يعني ان تساند تلك الانظمة قرار لما يسمى المجلس المركزي وهو فاقد الشرعية بتنصيب محمود عباس “رئيس لفتح ولمنظمة التحرير” في حين ان كل تلك الاطر فاقدة للشرعية ، اذا ً اين الديمقراطية واين حقوق الناس والشعب التي تتبجح دول كثيرة بها فالاجراءات التي تم فيها تنصيب محمود عباس هي تشابه كثير الاجراءات الملكية وليست كحركة تحرر تعتمد على المركزية الديمقراطية ونظامها الداخلي .
اذا ً المشكلة امام كوادر حركة فتح انهم معزولون اقليميا ً لصالح عباس ومنظومته الاقليمية ويفتقرون الى المظلة الحامية ومثلما قال ابو عمار في حصار بيروت ” يا وحدنا يا وحدنا” العرب يريدون ان يتخلصوا من القضية الفلسطينية بأعبائها بأي حل تزج به قيادة فلسطينية ولو بالتضليل او تنصيب تلك الزعامات التي تتوافق مع برامجهم التي تصبوا الى التخلص من اعباء التاريخ والمستقبل لقضية اللاجئين وقضية وطن قد احتل بالكامل .
العرب يريدون ان يتخلصوا من عقدة الذنب من هزيمة احتلت فيها كل الارض العربية وليقولوا للتاريخ تزييفا ً اننا ارجعنا جزء من الحق للفلسطينيين وهم يرتكبون كارثة بحق الشعب الفلسطيني والامة العربية والقدس والارض التاريخية .
لماذا نحن نفجر مواقف متعددة ولأننا نتحدث عن التاريخ ولأنه هو الحكم في النهاية ولسنا متوقعين ان يتنازل حكام الانظمة العربية عن رؤيتهم التحالفية مع التيار الاختراقي ونعلم ايضا ً ان شرفاء حركة فتح ليسوا بالقوة لعوامل اقليمية ودولية بأنهم قادرين على هزيمة التيار المضاد والخاطف للمبادئ ولحركة فتح وتاريخها وشهدائها ، ومن الملاحظ ان الذي يستثمر الماضي هو من ارتكبوا الجرائم في حق حركة فتح وتاريخها وهم الذين يلبسون ثوب شهادة ياسر عرفات وهم الذين مشوا في جنازته وهم المتواطئون ، معادلة صعبة ومهمة اصعب امام كوادر حركة فتح والله المستعان .
بقلم/ سميح خلف