أرشيف - غير مصنف

التزوير: تهمة جاهزة لتبرير الهزيمة

التزوير: تهمة جاهزة لتبرير الهزيمة

بقلم: زياد ابوشاويش

رغم أن عملية تزوير نتائج الانتخابات ليست بالأمر المستحيل في كل الدول وخاصة دول العالم الثالث، ورغم شواهد التاريخ المتعددة حول ثبوت وقوع حالات تزوير عديدة في أكثر من بلد، إلا أن المسألة لم تعد في الوقت الراهن أمراً هيناً في ظل رقابة دولية وشعبية داخلية وفي ظل تطور تقنيات عملية الاقتراع والفرز التي أغلقت كثير من الثغرات التي يمكن النفاذ منها لإجراء عمليات التزوير وتغيير النتائج.

الملاحظ أن تهمة التزوير تكررت في آخر انتخابات جرت في بلدين مسلمين، وفي بلد ثالث أثيرت شبهة من هذا النوع هي اندونيسيا. البلدان هما إيران وموريتانيا التي أخذت فيهما التهمة صفة الجزم بوقوعها مما أدى لحدوث اضطرابات احتجاجية أوقعت ضحايا في إيران، وهي على وشك أن تثير احتجاجات مشابهة في موريتانيا.

الملفت في هذين البلدين ونتائج انتخاباتها الرئاسية أن الفائز فيهما قد تفوق على منافسيه أو خصومه بشكل كبير ومن الجولة الأولى رغم وجود عدة متنافسين في كليهما، وقد تحدث هؤلاء الخاسرين قبل ظهور النتائج، بل حتى قبل إجراء الانتخابات عن توقعهم لعملية تزوير تغير النتيجة لمصلحة الفائز وبالاسم، ومن ثم عادوا بعد ظهورها ليؤكدوا التهمة الجاهزة لتبرير هزيمتهم.

المشكلة هنا أن الخاسرين لا يلجأون للوسائل الدستورية للطعن في الانتخابات، بل لاستثارة أنصارهم بطريقة خطرة تؤدي إلى تهديد السلم الأهلي وقد تحدث انقسامات يصعب تجاوزها، وبالتالي تتحول الانتخابات من وظيفتها لترسيخ الحرية والديمقراطية وتداول السلطة سلمياً إلى عملية تستغل للتشهير بالطرف الذي يحظى بثقة الناس واحترامهم، وهذا واضح في كل من إيران وموريتانيا، ومع ذلك فإن نتائج واضحة بهذا الشكل لن تترك المجال للتشكيك بالعملية الديمقراطية وضرورتها لاستقرار الحياة السياسية في أي مكان وفي أي نظام.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى