أرشيف - غير مصنف

غالب السرجاني .. تهافت التاريخ ، و الجغرافية …..1 / 3

غالب السرجاني .. تهافت التاريخ ، و الجغرافية …..1 / 3

مصيبتنا نحن المسلمون في عالم ضاقت فيه المساحة تحت ضغط العولمة.. أنّ كل من حفظ جزءا من القرآن ، و بضعا من أحاديث رسول الله .. أصبح عالما في الدين ، و خفاياه ، و أصوله ، و فروعه ، و زواياه ..سواء كان خريج كليّة التجارة .. أو الهندسة .. أو الطبّ ..أو اللغة العربيّة ، و أمامنا الكثير من النماذج  تفضل أن تسميها ” الداعية الاسلامي ” منها على قناة الرسالة ” عمرو خالد ، و طارق سويدان  ، و عمر عبد الكافي ، …. و القائمة تطول ” .. ليصفعك في آخر فلتات قناة اقرأ تحوّل رئيسها ، و رئيس مجموعة قنوات art   إلى ” مفكر إسلامي ” … و يستثنى هنا  ” د . راغب السرجاني  ” على قناة  الحوار .. حيث يفضّل هذا الشيخ أن نسمّيه  ” داعية تاريخ إسلامي ”

في قصته عن الإسلام .. يهاجم ( د . سرجاني ) جمهوريّة الصين الشيوعيّة .. و يدافع عن أمريكا المسيحيّة تحت عنوان تفضيل إحداهما عن الأخرى  .. و من منهما يخدم المسلمين أكثر .. و بتحليل ساذج يعتمد مفردات ” السلفيّة الوهابيّة بحذافيرها ” ينخرط السرجاني في تقديم مبرراته لمهاجمة الصين ” الشيوعيّة .. البوذيّة .. الكونفوشوسيّة ” و لأنّه عالم بالتاريخ الإسلامي من وجهة نظر ” السيوطي ” .. تسطّحت أمامه الجغرافية .. فاعتبر منغوليا التي أخرجت ” هولاكو ” هي الصين .. و لأنّه فقط ” داعية تاريخ إسلامي ” لم يخوض في تاريخ الصين ” البوذيّة – الكنفوشوسيّة ” ليعرف كيف كانت السطوة لهولاكو .. و كيف تختلف قبائل منغوليا ، عن الشعب الصيني الذي يغرق في حضارة تمتد لآلاف السنين .. طبعا كانت العولمة في أوجها في تلك الأيّام .. و بذلك فإنّ الجغرافية انعدمت بواسطة اتصالات ” الحمام الزاجل “..و طبعا لم تكن ممالك الدنيا قاطبة في تلك المرحلة تتوسع بالحروب .. ثم يتكئ السرجاني على مقولات ابن باز ” في شرعنة احتلال أمريكا لشبه جزيرة العرب ” .. فيجعل من ” آلم .. غلبت الروم ” قطبا للتفضيل .. و يدخل في حرتقات المفسرين .. متناسيا أنّ المسيحيّة الأمريكيّة التي تنكل بالمسلمين الآن هي المسيحيّة الصهيونيّة .. و أنّ نظام ” المصالح الماليّة النفطيّة  و تجارة السلاح ” لا علاقة لها بدين ، أو مذهب .. ثمّ و من باب المقارنة التاريخيّة بهولاكو .. لم يذكر السرجاني كيف أباد أجداد هؤلاء المسيحيين .. شعبا بكامله كان يدعى الشعب الأصلي .. و لكن يبدو أنّ باب المقارنة لن يكون في صالح هذا الشعب .. فهو شعب وثني ، و أجداد هؤلاء المسيحيين كانوا من النصارى الذين قال فيهم القرآن ” وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى المائدة: 82... و طالما أن السرجاني جزم بشكل كامل ، و بخطّ يده .. و نقلا بالحرف عن ابن باز ” ، لكن تبقى قلوب النصارى بصفة عامة أقرب إلى الإسلام من قلوب المشركين، وتبقى قلوب النصارى أرحم من قلوب الملحدين”  .. و قد قالها ابن باز حين كانت السعوديّة منخرطة في مشاريع الحرب الباردة .. و لا ادري ، و هو العالم في ” التاريخ الإسلامي من وجهة نظر الوهابيّة ” كيف كان قلب رامسفيلد ؟؟؟ في أبو غريب

على ضوء قصته عن الإسلام ..و التي يحلل في التاريخ ، و الجغرافيا فيها.. كما يحلل ” ابن باز ” في الفلك  ، و دوران الأرض .. ينطلق السرجاني في تحليل قصته عن حزب الله  … و هو بهذا يمتلك ناصية الهجوم لاعتماده مفردتين وهابيتين تكفيريتين ” شيعة .. و رافضة ” و مفردة سياسية سعوديّة – مصريّة ” إيران ” .. و على اعتقاده هذا انخرط في سرد تاريخي نحن اقرب إليه زمنيا ، و مرّة أخرى خلط التاريخ بالجغرافية بالملوخيّة ….

في قسمه الأول من قصّتة  عن حزب الله .. و خلافا لأسلوبه الذي يشير فيه ” الى العودة للجذور لتحليل كل شيء “  ضرب الجغرافية ، و اعتمد خارطة سايكس- بيكو التي اعتمدتها بريطانية ، و فرنسا في خديعة ” الشريف حسين ” لتوصيف الكيان اللبناني منذ 1920 .. متناسيا أنّ هناك منطقة كان اسمها بلاد الشام ، و أنّ لبنان اقتطعت من سوريّا التي اقتطعت بدورها من ” إقليمها الجغرافي ” مع فلسطين ، و الأردن .. و أنّ التاريخ يتحدث عن امتداد إمارات مسيحيّة ، و درزيّة في ظل الدولة العثمانية .. تجاوزت هذا الإطار .. كما أنّ التركيبة السكانيّة هي ذاتها امتداد للتركيبة السكّانية في سوريّة .. و على صعيد الطوائف ذاتها .. مارونيّة ، أو سنيّة ، أو شيعيّة .. كما و لكي يلوي عنق التحليل الجغرافي لصالح أكاذيبه التاريخيّة  اعتمد التركيبة السكانيّة ، و توزيعها صبيحة قيام الحرب الأهليّة اللبنانيّة .. و هو توزيع لا يعتمد على أي معلومات إحصائية دقيقة .. و إنّما هو واقع توصيف ” سياسي ” انتشر على صفحات جرائد الطوائف اللبنانيّة المتقاتلة ….. و زيادة منه في التضليل التاريخي .. اعتمد على وجود المناطق الجبليّة في هذا الكيان .. ليصفها بملجأ كلّ أصحاب المذاهب المخالفة للحكم ” و أظنه يقصد العثماني ” من مسيحيين ، و شيعة ، و دروز .. و متناسيا أيضا أن هناك من غير أهل المذاهب من خالف الحكم العثماني .. فجرّد إليه جيش ” محمد علي باشا ” لمحاريتهم .. و اقصد الدولة الوهابيّة التي يستقي من مصادر شيوخها ” تاريخه الإسلامي ” …

و في قسمه الأول .. و ضمن سيطرة الشيعة .. و ضعنا ” شيخ التاريخ الوهابي ” أمام ( الدولة البويهيّة ) ، و الدولة العبيديّة  ” المسماة زورا الفاطميّة ” على توصيفه … و الذي تناسى أنّ هذه الدولة على خلاف قرار ” السيوطي ” في كتابه تاريخ الخلفاء .. هي التي بنت ” قاهرة المعزّ ” و ” جامع الأزهر ” الذي أصبح ” وهابيا شريفا “  .. و الذي سلّم آخر ملوكها الولاية ” لصلاح الدين الأيوبي ” الذي أصبحت حروبه ضد الصليبيين ” مادة لشهرة السرجاني “ 

و في قسمه الأول … و في تخبطه ” الشيعي – السيني ” .. عنون  احدى فقراته بـ ” الشيعة ، و محاربة الحكم السنّي “  وفيها أيضا قفز على التاريخ ، و اعتبر أنّ : “  مذاهب الشيعة في الأساس ما هي إلا ثورات على النظام الحاكم ” وهنا لم يحدّد أي نظام حاكم .. بل ، و مسخ الثورات الشعبيّة العربيّة التي كانت تقوم ضدّ طغيان الحكّام .. ليحولها إلى شكل يعتمد الطائفة في الوصول إلى الحكم  هذا مع العلم ” أنّ إيران كانت في ذلك الوقت سنيّة ” حتى لا يتلبس هذا التضليل التاريخي القارئ.. بل ، و ما زاد الطين بلّة .. انّه في عجالته التاريخيّة هذه لم يمرّ على مرحلة نشوء الدولة العبّاسيّة ، و من كان نواة انقلابها على دولة بني أميّة .. و لكن طالما أنّها ” دولة سنيّة ” فلا بأس من أن تقوم بانقلاب على الحكّام ، و لا نعتبره في الأساس ثورات على النظام الحاكم .. حتى لو اعتمدت في انقلابها هذا على قاعدة شيعة علي  و الذين هم في كل الأحوال عرب ، و مسلمون .. و في ذات التخبّط يجزم أنّ ” اللوبي الشيعي ” !!! كان يخطط لقيام  دولة في إحدى ثلاث دول ( إيران ؟؟؟؟ العراق ، و لبنان ) ، و إن جيّر موضوع العراق لبحث آخر .. فإنّه عاد إلى إيران و لبنان ( ضرورة تحليله التاريخي ) .. و في إيران بالذات ، و لكي يشتم ” الخميني ” .. مرر زلّته الأولى عندما اعتبر أنّ هذا ” الخميني ” الشيعي.. هو الذي انقلب على حاكمه ” شاه ايران ” !!! و لا بأس من البكاء قليلا على هذا الشاه ضرورة  ” شتم الشيعة ”  حتى ، و لو كان شاه إيران شيعي و جذوره تمتد للحكّام الصفويين ، و يقدّم طن من الكافيار لضيوفه في عيد ” إيران القومي “  فطالما انّه كان ( حبيب امريكا ) التي هي أقرب ” مودة للمسلمين ” ، و بسطارها الذي يدوس به على دول الخليج .. و الداعم الأوّل لإسرائيل في حرب تشرين التي قتل فيها ” من المصريين ” بالسلاح الأمريكي ” الكثير .. و الذي انتصر بها سلاح روسيا ” الملحدة – الشيوعيّة ” و عبر بها أبطال مصر ” قناة السويس ”

و في قسمه الأول .. و ضمن مخططه التاريخيّ الذي يحدّد سيطرة الشيعة على لبنان … تطرّق إلى موسى الصدر حيث صدّر معلومته بأنّه ولد في قمّ سنة 1928 ..و كون السرجاني ” باحث دقيق في التاريخ ” فإنّه ، و بعد فقرة كاملة تمّ فيها تسفيه الشيعة ، و شتمهم ، و إظهار عداوتهم  لأهل السنّة .. قرّر أنّ اللوبي الشيعي أرسله إلى لبنان بسبب ” جذوره اللبنانيّة ” أي أنّ السيد السرجاني .. تحدث كثيرا عن وجوده في قمّ ، و ايران … ثم مرّر ” قصة جذوره ” أي أنّ الرجل عربي .. رغم انّه حاول الإيحاء بـ ” إيرانيته “  … ثم تحدث عن الرجل من ذات مصادر ” التوزيع الطائفي اللبناني ” … و لأنّ رجل تاريخنا هذا قد قال في بداية ثلاثيته أنّه يتحدث بذلك لأنّ (  الساكت عن الحقّ شيطان اخرس ) فإنّه لم يتحدث نهائيا عن دور النظام الليبي في إخفاء ” هذا الرجل ” لأنّ معمّر القذافي ” ملك أفريقيا حاكم .. سنيّ صالح .. يتفشى الطاعون على حدود ولايته ( فالسكوت يجعلنا ملائكة هنا ) .. و لا بأس من الغمز من قناة معاداة ” الصدر ” لحركة فتح .. في تمرير عابر لأحداث ” أيلول الأسود ” .. و حرام على فتح البقاء في الأردن ، و حلال عليها البقاء في جنوب لبنان .. حيث تحولت إلى ” دولة ياسر عرفات ” .. و طالما أننّا نعتبر الشيعة اللبنانيون ” محتلّون لجنوب لبنان ” ، و لا نعتبر السنّة اللبنانيون ” محتلّون لشمال لبنان “  .. او المسيحيون الموارنة ” محتلون لشرق بيروت ” ، و طالما أنّ المسيحيون النصارى هم ” أهل مودّة السنّة فقط ” فلا بأس أن يتفق ( سمير جعجع ، و آل الجميّل ) .. مع الكيان الصهيوني لوقف احتلال شيعة لبنان لجنوبه ، و لا بأس من أن يتفق ” الحريري السنّي الوهابي ” مع هذين التكتلين الصهيونيين لأنّ أمريكا الأقرب موّدة ( لسنّة السعوديّة ، و مصر ) يزعجها ، و جود حزب الله على حدود ” فلسطين المحتّلة ” ، و الذي صار ينغّص على إسرائيل مشروع توطين ” السنّة الفلسطينيين ” في لبنان .. و التي تنبّه إليه موسى الصدر .. و الذي شوّه تاريخه داعيتنا التاريخي تحت وطأة أزمته النفسيّة ، و إفلاس منطقه الوهابي في الحديث عن التاريخ ….

و اعزّ الله المسلمين ، و منهم حزب الله الأشدّ عداوة ” للكيان الصهيوني ” ، و أمريكا ، و الأكثر حبّا لفلسطين المحتلّة ، و مقاومتها …

رشيد السيد أحمد

زر الذهاب إلى الأعلى