هل دحلان هو المشكلة ؟
هل دحلان هو المشكلة ؟
بداية هل دحلان هو الحلقة الضعيفة ام الحلقة القوية في داخل حركة فتح ؟!
اذا حددنا الاجابة على هذا السؤال فإننا بالقطع نستطيع ان نفهم التحول في الخطاب الاعلامي الذي اتسم بالتهدئة من قبل مؤيدي ومساندي امين سر اللجنة المركزية تجاه محمود عباس وتفجير الموقف تجاه دحلان .
وعلى كل الاحوال ومنذ ايام وبعد تفجير القنبلة ذات المؤقت الزمني التي فجرها امين سر اللجنة المركزية وبساعات فقط كانت الحملة الاعلامية متسهدفة نهج بكامله استولى على حركة فتح ، هذا النهج له برنامج سياسي وامني وذو بعد اقليمي ودولي وتلا ذلك تحول في الخطاب الاعلامي وفي عجلته وفي تسارع تجاه شخص واحد يسمى دحلان وعلى رأي المثل ” هو المصيبة وهو البلوى التي احاقت بالعمل الوطني وبحركة فتح وبالمشروع الوطني “وهو المتهم رقم واحد بقتل وتسميم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، في حين ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو رئيس الوزراء وامين سر منظمة التحرير وعضو لجنة مركزية لحركة فتح هو من قاد الاجتماع مع دحلان وكان بإستطاعة ابو مازن ان يطلق التحذيرات لأبو عمار بنية اسرائيل وشارون بتسميمه ولو كان ابو مازن من الوفاء للقيادة ولرفاقه في الدرب لفعل ذلك .
اذا ً لماذا التحول في الخطاب نحو دحلان نرجع للسؤال الاول هل دحلان يمثل الحلقة الضعيفة ام القوية ؟ ، ام ما يحدث هي عملية موائمة بين ما تم تفجيره مع الحفاظ على الاحد الادنى الذي اعتمد عليه الاخ ابو اللطف في علاقته مع تيار اوسلو ومع ابو مازن ، هل نفهم من ذلك ان هناك تراجعا ً من الاخ ابو اللطف في حملته ضد منهجية وتيار بكامله ؟ ، وماذا يفسر ما تقوم به العملية الاعلامية في تحديد وتشخيص الاتهام نحو شخص فقط والمتستر على الجرمية اكثر جرما ً من الذي قام بها لو حدث ، وهنا لا نخفي البراهين والادلة التي اتت من محمد دحلان ومحمود عباس ومنهجية كاملة في حركة فتح ومركزيتها ما قبل اجراء عملية التسميم .
مركزية فتح كثير منها يكن العداء لأبو عمار وهذا ليس بالتصريح بل بالتلميح وبالممارسة بدء من الطيب عبد الرحيم الى كبار اللجنة المركزية وأنا في غنى ان اسمي اسمائهم ومنهم من كان انتهازيا ً في مواقفه ، ابو عمار الذي لديه السر المالي لحركة فتح والادلة لكل الاختراقات المالية التي تقوم بها اللجنة المركزية وقادت الاجهزة الامنية ، فهل من المعقول ان نترجم محضر اللقاء بين الاطراف المتهمة وشارون والمندوب الامريكي بشخصية دحلان فقط ، فهذا ظلم وتحايل ووضع مظلة من التستر على المجرمين الاكبر والمتمترسين في حركة فتح من قبل دخول محمد دحلان في حركة فتح .
ليس دفاع عن محمد دحلان بل في البحث الموضوعي للمشكلة ، هل محمد دحلان هو من اقتنع بالنقاط العشر ؟ ، وهل محمد دحلان هو من قام باتصلات مع شخصيات صهيونية وغير صهيونية في وقت مبكر من عمر الثورة وهل محمد دحلان هو من قدم معلومات لوجستية لاغتيال ابو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر وابو شرار وشيخ الشهداء ابو جهاد وابو اياد وهايل عبد الحميد وكثير من قادة فتح ؟ ، اذا ً المشكلة هي مشكلة تصفيات قامت بها اسرائيل بتقديم كم نوعي من البيانات لكي تتم عمليات التصفية ، من هي تلك الجهة التي قامت بدعم الكم اللوجستي الامني للصهاينة ليرتكبوا جرائمهم .
تبسيط المشكلة يعني اننا لن نخرج من دوامة البحث عن قاتلي قادة التحرر الوطني الفلسطيني وهل قرر الرافضي لأوسلو وعلى رأسهم الاخ فاروق القدومي بسياسة بوس اللحى نتيجة اتصالات عربية واخرى اقليمية لعدم التصعيد على ابو مازن والاكتفاء فقط بتضييق الحلقة فقط لتكون على محمد دحلان ، هذا استهتار ومتاجرة في مواقف شرفاء حركة فتح .
لقد ذكرت بعض المصادر ان هناك اتصالات اقليمية مع امين سر اللجنة المركزية المعارض لأوسلو والذي مازال معتنق فكرة الكفاح المسلح والمقاومة لحدوث تهدئة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتضييق حلقة الخلاف ليباع دحلان من اجل مصلحة اقوى واكبر وهو الحفاظ على شخصية الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس ، في حين ان القرار في يد عباس وليس غيره واذا قلت عباس يعني ذلك دول اقليمية بما فيها اسرائيل وقوى دولية وهي امريكا التي قبلت ان تعطي مظلة لمن انتهك حرمة المقاومة ومقاتليها وبرنامجها .
هل المصالحة والضغوط على ابو اللطف تأتي في مذمار محاذير فتح ملف ياسر عرفات ؟ الذي له امتدادات ليست فلسطينية فقط بل امتدادات عربية وغربية وامريكية ،فتصفية ياسر عرفات كانت مطلب امني وسياسي لمجموعة الدول التي تنادي بالارض مقابل السلام واليوم التطبيع مقابل وقف الاستيطان فقط .
اذا ً هناك علامات استفهام على ما تقوم به الاجهزة الاعلامية في تفسير الخطوة الهامة التي قام بها ابو اللطف في فك شفرة اغتيال ياسر عرفات وتسميمه .
يقول حسين الشيخ اليوم لقناة الجزيرة بما معناه ان المؤتمر سيعقد في بيت لحم سواء حضر مندوبي غزة ام لم يحضروا ، ونحن لم نبقى اسيري موقف حماس وتحكمها في الكادر الفتحاوي في غزة على حد قوله ، اذا من الذي يقرر انعقاد مؤتمر بيت لحم اهو دحلان ؟ ام نهج وبرنامج يقوده الرئيس الفلسطيني ومن خلفه قوى اقليمية ودولية .
اذا لماذا الاجحاف ؟ ، اذا اتهمنا فيجب ان نكون عادلين في مفاهيم الاتهام وحججه وموضوعيته ، فكثير من لهم مصحلة ايضا من التخلص من ياسر عرفات لدواعي امنية ومالية ايضا ً وسياسية كل هؤلاء ائتلفوا او اغمضوا اعينهم عن خطة اغتيال ياسر عرفا ت وهي حالة تواطؤ مباشرة يجب ان يركز عليها المخلصون ذو الامانة والرسالة الاعلامية والسياسية والمهتمين بالشأن الفلسطيني وقضية ياسر عرفات .
بقلم / سميح خلف