قضت محكمة أمريكية بحق مسلم أمريكي من أصول عربية في الحصول على تعويض مقداره 200 ألف دولار من جهة سيادية يعمل بها، لأنها “لم تتحرك لمحاسبة رفاق له في العمل تعرضوا له بعبارات عنصرية، من بينها وصفه بالإرهاب”، فيما أقرت قاضية أمريكية بحق أئمة مسلمين في مقاضاة شركة طيران أنزلتهم من على متن إحدى رحلاتها بسبب أدائهم الصلاة، معتبرة ذلك “تمييزا ضدهم على أساس الدين”.
وقضت محكمة مقاطعة ديربورن بمدينة شيكاجو بولاية إلينوي بأحقية إبراهيم ياسين في الحصول على 200 ألف دولار تعويضا، ضد مكتب الشريف بمقاطعة كوك بولاية إلينوي الأمريكية الذي يعمل به ضابطا بقسم التصحيح، بسبب تعرضه لعبارات مهينة ومضايقات عنصرية من جانب موظفين آخرين بالقسم. بحسب وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك السبت 25-7-2009.
وتعود أحداث الدعوى إلى ديسمبر 2004 عندما بدأ أعضاء القسم في ملاحقة ياسين بإهانات عنصرية مثل وصفه بـ”الإرهابي” و”قاذفة قنابل الأحذية” و”حسين” و”بن لادن” و”راكب الجمل”.
ويعد القسم خامس أكبر جهة معنية بتعزيز سيادة القانون في الولايات المتحدة، كما تُعد مقاطعة كوك ثاني أكبر مقاطعة من ناحية عدد السكان في الولايات المتحدة بعد مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا.
وقال ياسين الجمعة إنه “بعد معاناتي كل هذا الوقت، يمكنني أن أحس بشعور بالراحة، وصحة الموقف. لقد خدمت بلدي بكرامة وشرف وشعرت أنني تعرضت للغدر، أن أتعرض لقاء خدمتي لإهانات عنصرية من بعض رفاقي”.
وأضاف ياسين في بيان صحفي: “ليس هذا ما يليق ببلدنا، وانتصار اليوم ليس انتصارا لي فقط بل للعدالة والنزاهة، والمساواة دون النظر إلى العرق أو النوع أو المعتقد”.
وقال كيفين فوداك كبير محامي منظمة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير” الذي حرك الدعوى: “كان هذا قرارا غير مسبوق لهيئة المحلفين بولاية إلينوي، والقضية تبرز كسابقة قانونية ورمز للأمل بالنسبة للعرب الأمريكيين كي يتوقعوا التحرر من المضايقات في أماكن عملهم”.
واعتبر فوداك أن “هيئة المحلفين بعثت رسالة واضحة مفادها أن لا أحد فوق القانون في هذا الشأن وفيهم مكتب الشريف بمقاطعة كوك”.
ويعاني المسلمون بالدول الغربية عامة وبأمريكا بشكل خاص مما يسمى بظاهرة “الإسلاموفوبيا” أو “معاداة الإسلام والتخوف من مظاهره”، التي تجلت بقوة عقب أحداث 11 سبتمبر عام 2001 ، وكان من أبرز وآخر أحداثها، مقتل سيدة مصرية محجبة مقيمة بألمانيا على يد متطرف ألماني طعنها في قاعة إحدى محاكم ألمانيا، عقب حكم القاضي لصالحها في دعوى أقامتها ضده على خلفية مشاجرة بينهما تهجم فيها عليها وعلى حجابها بألفاظ نابية.