المقاومة و المفاوضات
لماذا سربت واشنطن أخبار مفاوضاتها مع المقاومة ؟
خالد عزيز الجاف – برلين –
عندما جاء بايدن إلى العراق مبعوثا من قبل اوباما لغرض إتمام “المصالحة الوطنية”، وهو في الطريق لمح إلى إن المصالحة يجب إن تشمل الجميع بما فيهم البعثيين وطبعا لم يخبره بأنهم قد اجتمعوا مع بعض فصائل المقاومة في تركيا لقد جعلوا هذا الأمر سرا حتى أتمام نهاية المفاوضات وإعلان المبادئ التي لم يتفق لحد ألان عليها الطرفان ، طبعا انزعج المالكي وحزبه الطرش من هذا التصريح ، لأنهم لا يتصالحون مع من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين لان أيادي العملاء في المنطقة الخضراء نظيفة بالإيمان ،هكذا يقولون ! . . وأضاف المالكي “لن تكون هناك محادثات بين الحكومة الأمريكية واي من ممثليها وبين هؤلاء القتلة” وفق منطقه الخائب ، تعقيبا على هذه التصريحات في حضرة سيدك اوباما والتي تقول فيها بأنك لن تتفاوض مع ألقتله.. طبعا كنت تعني قتله جنود الاحتلال وعملائه الخونة ،هنا أود أن أقول بأنك القاتل الرئيسي وأتباعك وليس غيركم.. انك قاتل في وضح النهار وفي عمليه قتل ضد الأبرياء من الشعب العراقي الذين تعتقلهم كل يوم وترفض بإطلاق سراحهم وتتهمهم بالارهابين بدون تقديم الأدلة والوقائع والإثبات سأثبت لك بالدليل القاطع بأنك متهم بالقتل بنظر القانون وليس في نظري ويجب أن تقدم للمحاكمة عاجلا أم أجلا وسبق إن تفه المالكي بأكاذيب وأباطيل حاول من خلالها تشويه الحقائق ووصفه لرجال البعث بـ (العقول الملوثة) بينما هم الذين يحملون تلك العقول الملوثة بجراثيم التشيع ألصفوي الطائفي المذهبي القائم على أساليب اللطم والبكاء والنواح على حدث مضى عليه 1400 سنة والبعيد كل البعد عن روح التشيع الإسلامي الجعفري الصحيح . أننا لسنا بصدد الرد على هذه العقلية البائسة وهذا الوصف الذي ينم عن تخلف قائله المعتنق لفكر طائفي بغيض وماذا جنينا من الطائفية غير المحاصصة التي جلبت لنا الانقسام والتشرذم في كل مرافق الحياة ، من فساد وسرقات وشهادات مزورة ، ووزراء حرامية وقتلة ، مدراء لا يصلحون أن يكونوا موظفي في دائرة البلدية ، حيث شهدت الكثير من الوزارات نهباُ منظماً للأموال العامة وتفشيا غير معهود للرشاوى مما زاد من بؤس وحرمان الطبقات الفقيرة وعمق مشاعرها بخيبة الأمل بسبب هؤلاء الخونة في الحكومة الطائفية بمنطقه السوداء من أمثال وزير التجارة العراقية وفضيحة الكاسيت الجديدة وغيره من الوزراء المفسدين الذين لا ينتمون إلى العراق في الأصل .
والسفارة الأميركية في بغداد أرسلت إلى مكتب نوري المالكي نسخة أصلية من بروتوكول التفاوض بين وكالة الاستخبارات الأميركية والمجلس السياسي للمقاومة العراقية، برعاية وضمانة تركية. الأمريكان أيضا سربوا إلى وسائل الإعلام أخبار عن اجتماعهم مع قادة بعض فصائل المقاومة ثم أعلنوا الخبر بصورة مباشرة على فضائية قناة الجزيرة مما أثار الرعب في صدر المالكي وحاشيته من زيباري والحكيم وقادة الأكراد ويؤكد مصداقية مقدمات لقاءا علنيا مع احد قادة المقاومة وهو يعلن بأنه قد تم توقيع بروتوكول “سري” مع الأمريكان !، كلمات تثير الشك فعلا !، مما جعلت أقدام المالكي ترتجف والعرق يتصبب من جبينه واختفى الدم من وجهه,ماذا يفعل والعرش يوشك أن يسحب من تحت مقعده ، بظهور المقاومة فجأة على الفضائيات وهم يتكلمون بكل طلاقة ولا يخشون قانون المالكي ضد الإرهاب والارهابيين ماذا يقول وأحلامه توشك أن تنهار على رأسه بعد إن شعر ألهالكي بوجود اجتماعات بين المقاومة والحكومة الأمريكية وان عقد مثل هذه الاجتماعات في تركيا دليلا ملموسا على اعتراف أمريكا بالمقاومة العراقية ورجالها الإبطال وهذه الاجتماعات قد أربكت الوضع في حكومة المليشيات الطائفية في المنطقة الخضراء وقد احتج وهو يرتجف خوفا من شروط المقاومة وموقفها الصلب في طرح هذه الشروط . فقد دلت المباحثات بين الطرفين وبدون علم حكومة المنطقة الخضراء وعصاباتها الطائفية ، وقد أثبتت سرية هذه الاجتماعات كذب ماقاله سامي العسكري النائب واحد مساعدي المالكي عندما ذكر :” لا اعتقد بان هناك أية اجتماعات، والأميركيون لايستطيعون التفاوض بشيء من ذلك بدون وجود الحكومة العراقية “.
إن المقاومة قد فندت أكاذيب ألهالكي بأن المقاومة العراقية على وشك الاندحار من شدة ضربات قوات الأمن وجيشهم المهزوز ، وأكد المالكي ضمنا انه تحدث بهذا الأمر مع سيده اوباما ، وأوضح انه تلقى الضمانة ولكن فقط للاستهلاك المحلي كما أعلن بايدن في رده على تصريحات علي الخطيب بأنه في حال حصلت محادثات مع متمردين فهي ستترافق مع شروط وطبعا لم يلعن إن هذه الشروط هي وفق ماتطلبه المقاومة العراقية وليس وفق شروط عملاء الاحتلال ، لأنه أصلا إن رجال المقاومة ليسوا معنين بالمفاوضة مع حكومة المنطقة الخضراء السوداء . وأضاف ألهالكي أن الحكومة الأمريكية والرئيس باراك اوباما قالا لنا إنهما لن يتساهلا مع أولئك الذين يقتلون جنودا عراقيين وجنودا أمريكيين ومواطنين عراقيين، فهل أمريكا تريد إن تتفاوض مع مقاومة سلمية فأين هذه المقاومة السلمية ؟ إذن لتذهب أمريكا وتتفاوض مع جحوش المهدي وقائدهم المختبئ في قم إيران فهم الذين قتلوا الشعب العراقي في المساجد واختطفوا المواطنين العراقيين من أهل السنة في الشوارع ثم قتلهم وإلقاء بجثثهم في المزابل والطرقات ، فلا حاجة لأمريكا إن تتفاوض مع المقاومة الحقيقية التي قدمت الشهداء من اجل تحرير العراق من براثن الاحتلال ، وإذا لم يذعن اوباما إلى شروط المقاومة فعليه إن يردد قوله عندما استقبل المالكي في واشنطن وهو يحذره من ( أيام صعبة أمامنا ) مشيراً إلى أنه « ستكون هناك هجمات على قواتنا والقوات العراقية وبعد إن شعر من خطورة هذا ألقاءات بين الطرفين احتج على الأمريكان كأن الأمر بيده وهو الأمر والناهي فراح يلمح للأمريكان بأنه سيترك الباب مفتوحا أمام استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق إلى ما بعد الموعد النهائي الذي حدده البلدان لانسحاب أخر جندي أمريكي من البلاد بموجب الاتفاقية الأمنية التي وقعها البلدان فقد قال رئيس حكومة المضيعة الخضراء إنه من الممكن أعادة النظر بهذا الاتفاق. مع العلم إن فصائل أساسية في المقاومة العراقية رفضت ما أعلنه علي الجبوري الناطق باسم المجلس السياسي للمقاومة وعدته غير مخول للتفاوض باسمها في وقت فوضت 13 جماعة مسلحة حارث الضاري أمين هيئة علماء المسلمين التفاوض باسمها وترفض الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية التباحث التفاوض مع واشنطن داخل شروط العملية السياسية وتطالب بإلغائها وما ترتب عليها.
ففي الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة الذي شارك فيه الدكتور خضير ألمرشدي كممثل للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية ذكر بعدم التفاوض مع المحتلين مطلقا إلا بعد اعترافهم بجريمتهم الكبرى في احتلال العراق وتدميره وبعد إعلان استعدادهم لتنفيذ حقوق العراق المعلنة في برنامج التحرير والاستقلال وفي مقدمتها الانسحاب الكامل والشامل وغير المشروط من العراق ومن أن المقاومة العراقية المسلحة وغير المسلحة هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق إضافة إلى الحقوق الأخرى ، وتقول صحيفة حزب الدعوة أن الأمريكان يدبرون انقلاباً للإتيان بالمجلس السياسي للمقاومة إلي الحكومة . ومن مهازل أقزام إيران في جحورهم في المنطقة الخضراء إنهم يتشدقون بالسيادة والاستنكار ماتقوم به واشنطن من تجاوزات ضد العراق المحرر ومن خلف ظهر حكومتهم السيادية الموقرة ، فهذا واحد من أقزامهم وهو رئيس لجنة الأمن والدفاع النائب هادي العامري كما يدعون كشف بعد فوات الأوان أن هنالك وثيقة مثلت من قبل ما يسمى بالمجلس السياسي للمقاومة من السفارة الأمريكية في بغداد وان هنالك لقاءات مع المدعو علي الجبوري المنسق ما بين المقاومة والسفارة. وان هذه اللقاءات كانت بواسطة الحكومة التركية ونحن نأسف لهذا الأمر ، معتبراً ذلك بمثابة تقلباً على سيادة الحكومة العراقية، “.على حد قوله وأكد المحروس من عين الحساد والارهابين إن المالكي سيناقش مع الجانب الأمريكي حول هذا الموضوع لكونه تدخل سافر من الأمريكان بالشأن العراقي” والظاهر حسب ماتبين من الصور المعروضة له انه ذهب لوضع الزهور على قبور شهداء التحرير من الجيش الأمريكي .
وكانت نغمة العملاء وحال لسانهم وتصرفاتهم التي أصابها الخوف والهلع والفزع عندما وصلت لهم الإخبار حول هذه اللقاءات التي لم تثمر لحد ألان عن نتيجة تذكر حتى إن قائد فصيل هذه المقاومة الذي يغرد خارج السرب اتهم واشنطن بنكث موعدها في عقد الاجتماع الثالث الذي كان مقررا عقده في حزيران الماضي فقد صرح الكردي هوشيار زيباري إن هذا الاجتماع كان له وقع الصدمة على الحكومة العراقية لذلك استغربنا في الحكومة العراقية كيف يلتقي ممثلون من الجانبين الأميركي والتركي بممثلين عن هذه المجموعات”. وأوضح زيباري أن الحكومة العراقية ستقدم اعتراضات إلى كل الأطراف التي شاركت في هذا الاجتماع بعدما أثارت هذا الأمر مع الجانب الأميركي ، اعتقادا منه إن واشنطن ستهتم بطلب المالكي وزيباري وباقي الأيتام وتوقف من طرف واحد مثل هذا اللقاءات وان المقاومة ستخصر نصرها وتفقد هيبتها وقيمتها وتخسر مشاركتها في الحياة السياسة الحالية في العراق المحتل وهم يعلمون أن القوات الأميركية كانت ستبقى داخل المدن العراقية لسنوات طويلة جداً لكن عمليات المقاومة العراقية أجبرت الأميركيين على وضع خطط للانسحاب من المدن
وأخيرا انقل للقارئ الكريم ولحكومة العملاء مقتطفات من الرسالة الجوابية أرسلها المجاهد في سبيل الله والإسلام القائد عزة الدوري إلى صحيفة المجد قال فيها ( وأخيرا أملي أن تعلم وظني بك انك تعلم ، أن العناوين التي أشرت لها لو كانت حقيقية لما استطاع الحزب أن يبني هذا المجد الباذخ للأمة ، ولما صمد في ارض العراق ساعة واحدة ، ولأصبح هذا الحزب العظيم اليوم من الماضي البعيد، ولذهب العراق إلى المستقبل المجهول ولمدة طويلة من الزمن لا سمح الله ، واني أعدك أن هذه الحقائق ستراها بعينك قريبا يوم نلتقي على ارض العراق المحررة الأبية، لقاء النصر المؤزر الذي تنتظره الأمة وشعبها المجيد وكل الأحرار في الأرض ، وهو قد أصبح على قاب قوسين أو أدنى .. )) . إن ساعة النصر آتية حتى لو طال الزمن أن شاء الله ، ألا من يقول للهالكي ( ورهطه الإيرانيين ) أن يعطي لعقله المغسول حقدا – على النظام الشرعي السابق ورجال المقاومة المجاهدين الإبطال – إجازة و يستعمل قدميه في الركض المارثوني السريع وفي ممارسة الرياضة على هذا المنوال قبل أن يأتي اليوم الذي لأنفع فيه إلا من تدرب على الجري سريعا باتجاه نقطة النهاية حدود إيران معقل الرأس للأجداد ؟
ألا من يقول لخدم الأمريكان أن يستعمل قدمه ألان – و قبل فوات الأوان؟ اللهم احفظ العراق وانصر المقاومة على أحفاد القردة وأذنابهم – أمين يا رب العالمين –