الولايات المتحدة تبحث عن مرتزقة لتسليمهم الملف الأمني في أفغانستان

تدرس الولايات المتحدة التعاقد مع شركات أمنية خاصة (مرتزقة) لإدارة الخطوط الأمامية للحرب في أفغانستان، بحسب ما كشفت عنه صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الأحد، وذلك في وقت يرى فيه عدد من الخبراء أن حركة طالبان عازمة على توسيع دائرة هجماتها من أجل عرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية.
ونشرت وزراة الدفاع الأمريكية على موقعها على الإنترنت مناقصة لتلقي عروض من متعاقدين محتملين يضعون خططاً أمنية لعمليات في أكثر من خمسين قاعدة على الخطوط الأمامية ومراكز في أفغانستان، بحسب الصحيفة الأمريكية.
 
وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي سبق أن تعاقد مع شركات أمنية خاصة لحماية الأفراد والقواعد العسكرية وغيرها من المرافق في العراق وأفغانستان، فإن من شأن العقد المطلوب حاليًّا منح الشركة التجارية المطلوبة صلاحيات غير عادية وسلطات واسعة في تأمين الحماية من خلال عمليات متقدمة في منطقة الحرب.
 
ونقلت الصحيفة عن الإشعار المنشور على موقع الوزارة أنّ الشركة الخاصة “ستكون مسئولة عن توفير الخدمات الأمنية، ووضع الخطط وتنفيذها وتأمين العدد الكافي من الموظفين وإدارة البرنامج الأمني، ويكون متاحًا على مدار الساعة طوال الأسبوع”.
 
ويأتي هذا الإعلان على الرغم من قول وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس: “إنّ البنتاجون تريد الحدّ من استخدامه للتعاقدات الأمنية” في أفغانستان.
 
ويتعاقد الجيش الأمريكي حاليًّا مع 72 شركة تؤمن 5600 عنصر حماية معظمهم من الأفغانيين في قواعد في أفغانستان.
 
وأوضحت المسئولة الإعلامية للعمليات الأمريكية في أفغانستان كريستين سايدنستريكر أنّ الهدف من الإعلان هو “توحيد العقود الأخرى ضمن عقد واحد يؤمن إدارة شاملة لمسرح الحرب الأفغانية إلى جانب القوات الأمريكية”.
 
رسالة من طالبان
 
ومن جهة أخرى، يرى عدد من الخبراء أن حركة طالبان عازمة تماما على عرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، من خلال توسيع دائرة العنف الدائر في البلاد، حيث تضاعفت الهجمات وبلغ عدد القتلى من الجنود الأجانب رقما قياسيا قبل أسابيع من الاقتراع.
 
وقال الأميرال جريجوري سميث المتحدث باسم قائد القوات الأمريكية في أفغانستان ستانلي ماكريستال “منذ البداية قلنا إننا نتوقع أن يغتنم المتمردون فترة الانتخابات ليمرروا رسالتهم، إنهم لا يريدون لهذه الحكومة أن تنجح، ولا يريدون أن ينتخب الناس”، على حد تعبيره.
 
وقبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 20 أغسطس، بلغت أعمال العنف مستويات قياسية منذ الإطاحة بنظام طالبان نهاية 2001 على يد تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.
 
وعلى الرغم من وجود نحو 90 ألف جندي أجنبي في البلاد، ما زال مقاتلو طالبان قادرين على تنفيذ هجمات توقع خسائر فادحة بين المدنيين والعسكريين.
 
وأعلنت السلطات الأفغانية نجاة محمد قاسم فهيم مرشح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لمنصب نائب الرئيس اليوم من هجوم مسلح كان يستهدف اغتياله بإقليم قندوز في شمال أفغانستان.
 
وذكر متحدث باسم حكومة إقليم قندوز للصحفيين أن مسلحين مجهولين هاجموا موكب قاسم فهيم مستخدمين القذائف والأسلحة الرشاشة، وأكد المتحدث أن قاسم فهيم لم يصب بأذى جراء هذا الهجوم المسلح إلا أن أحد حراسه أصيب بجروح.
 
كما أعلنت وزراة الدفاع الأفغانية مقتل 16 مسلحا وجنديين أفغانيين في مواجهات مختلفة أمس في شرق أفغانستان، وأصيب 4 جنود أيطاليين أيضا إثر انفجار قنبلة زرعت على حافة طريق في ولاية هراة (غرب)، كما أعلنت الشرطة ومتحدث باسم القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي.
 
وكانت حركة طالبان قد شنت السبت سلسلة من هجماتها في خوست جنوب شرق البلاد.
 
وقتل مدني وجرح 17 في هذه الهجمات التي تعد الثالثة من نوعها في خمسة أيام في بلد يعاني منذ عقود من الحروب، وأشار الخبير في المركز الأفغاني للأبحاث والدراسات السياسية هارون مير في كابول إلى “تجدد مشاكل الأمن المستعصية في جنوب أفغانستان وشرقها”.
 
وقال: إن هذه الهجمات تشير إلى أن “عناصر من القاعدة أو طالبان يريدون تعطيل الانتخابات” خسائر غربية وبحسب موقع مستقل مختص بإحصاء الخسائر العسكرية في العراق وأفغانستان فإن 67 جنديا أجنبيا قتلوا في أفغانستان منذ مطلع يوليو، وهو المعدل الأكبر منذ عام 2001، وقتل معظم الجنود بقنابل يدوية الصنع.
 
وأقر المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك في كابول بصعوبة المهمة وبأن تنظيم الانتخابات سيكون “بالغ الصعوبة”.
 
وقال: إن “تنظيم (الانتخابات) صعب في كافة الظروف، وصعوبته خلال الحرب استثنائية، (…) لا يمكن لأي انتخابات أن تكون كاملة، وهذه الانتخابات تواجهها تحديات عديدة معقدة”.
 
وحتى في المناطق التي نجحت قوات التحالف بإخراج عناصر طالبان منها، فإن إجراء الانتخابات لن يكون أمرا سهلا.
 
وضرب الوزير الأفغاني المكلف بشئون مكافحة المخدرات الجنرال خديداد منطقة غارمسير (ولاية هلمند) مثالا على ذلك أثناء تجوله فيها “هذه المنطقة كانت لمدة طويلة تحت سيطرة حركة طالبان”.
 
وأضاف “ليس لدينا متسع من الوقت (…) أعتقد أن جعل الناس يشاركون في الانتخابات سيكون أمرا صعبا، خصوصا في المناطق المضطربة”.
 
وتعتبر هلمند التي تشن فيها قوات حلف شمال الأطلسي عمليات عسكرية واسعة، من المصادر الاقتصادية لحركة طالبان إذ تزدهر فيها زراعة الأفيون.
 
وقال هارون مير: “سيكون هناك 7000 مركز انتخابي في أفغانستان، لكني أظن أنه لا الحكومة الأفغانية ولا قوات التحالف لديها العدد الكافي من العناصر لضمان أمن كل هذه المراكز”.
 
وكالات
Exit mobile version