أرشيف - غير مصنف
بالكويز.. مصنع إسرائيلي ينتهك حقوق عمال بالأردن ويتاجر بالبشر
رصد تقرير لمنظمة عمالية أمريكية “انتهاكات” بحق عمال أجانب في مصنع منسوجات مملوك لأحد المستثمرين الإسرائيليين في الأردن، ويدخل ضمن المصانع المستفيدة من اتفاقية “الكويز” الموقعة بين أمريكا والأردن وإسرائيل.
ونقلت وكالة أمريكا إن أرابيك الأحد عن “اللجنة القومية للعمل”، وهي منظمة أمريكية دولية تعنى بحقوق العمال في العالم، قولها إن: “مصنع موسى للملابس المملوك لإسرائيلي يدعى موسى بمدينة الحسن الصناعية الأردنية يشهد أوضاعا سيئة لحقوق الإنسان تشمل: الاتجار بالبشر، والإجبار على العمل وقتا إضافيا، وأوضاع إسكان بدائية، وسجنا وترحيلا للعمال الأجانب”.
وتقع مدينة الحسن الصناعية في مدينة إربد الأردنية، ضمن نطاق ما يُعرف بـ”المناطق الصناعية المؤهلة” بعد اتفاقية (الكويز) التي وقعت عام 2005 بين الولايات المتحدة والأردن وإسرائيل.
وبحسب تقرير المنظمة الأمريكية فإن المصنع يضم حوالي 209 عمال، من بينهم 181 عاملا أجنبيا، 132 منهم من بنجلاديش، و49 من الهند، بينما يوجد حوالي 27 عاملا فقط من الأردن.
وقال التقرير إن: “الانتهاكات تبدأ يوميا بمجرد وصول العمال الأجانب إلى المصنع؛ حيث يتم تجريدهم من جوازات سفرهم، التي تصادرها الإدارة وتحتفظ بها”.
ويمثل احتجاز جوزات سفر العمال الأجانب أمرا غير قانوني وجريمة حقوقية دولية، بحد قول المنظمة التي طالبت وزارة العمل الأردنية باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه الانتهاكات.
أوضاع “بدائية”
وفيما يتعلق بالأوضاع السكنية “البدائية” للعمال قال التقرير إن: “العمال يشتكون من ازدحامهم في غرف صغيرة مساحتها 12 × 14 قدما لكل 10 عمال.. ولا يوجد أماكن للاستحمام”.
ويضيف التقرير أن: “الوضع يزداد الأمر سوءا، خاصة أن المياه التي تتوفر لمدة ساعة أو ساعتين كل ليلة غير صالحة للشرب.. دورات المياه قذرة.. ولا يوجد بها أبواب أو أنوار”.
وبحسب التقرير لا يوجد مطابخ للعمال، وهو ما يدفعهم لإعداد الطعام في غرفهم الصغيرة، كما لا يتوفر مصدر للتدفئة أو مياه ساخنة في أماكن مبيتهم رغم درجة الحرارة التي قد تصل أحيانا إلى درجة التجمد.
وعندما طالب العمال بوجود مصدر منتظم للمياه حذرهم أحد المشرفين بالمصنع من أنهم “إذا ظلوا يتحدثون هكذا فإنه سيقوم بقطع أعضائهم التناسلية”.
ضرب وترحيل
ورصد التقرير إجبار العمال الأجانب على العمل سبعة أيام في الأسبوع، وتترواح عدد ساعات العمل اليومية ما بين 12.5 و 13.5ساعة، إضافة إلى إجبارهم على العمل أيام العطلات الرسمية دون مقابل مادي.
ودفعت الأزمة المالية العالمية إدارة المصنع إلى زيادة الإنتاج على حساب العمال، والعامل الذي يخفق في الوصول إلى المعدلات العالية يتعرض للضرب والتهديد على أيدي المشرفين، وعند الشكوى تستدعي الإدارة الشرطة الأردنية التي تهدد العمال بالسجن في حال عدم مواصلة العمل، وفقا للتقرير.
وذكر التقرير أن بعض العمال البنغاليين تعرضوا للضرب والسجن على أيدي الشرطة، التي قامت بترحيل آخرين دون تمكينهم من الحصول على متعلقاتهم الشخصية، بينما لم تساعدهم سفارة بلادهم.
واتفاقية الكويز التي وقعتها الأردن عام 2005 ومصر 2004 مع إسرائيل والولايات المتحدة تمكن منتجات الدولتين العربيتن من الدخول إلى السوق الأمريكية دون تعريفة جمركية أو حصص كمية، شرط أن يتضمن المنتج مكونا إسرائيليا لا يقل عن 8% وقد يصل إلى 17%، وأيضا نسبة أخرى من المكونات الأمريكية قد تصل إلى 15%.