يا فرحتنا ، ثورنا يحلب وديكنا يبيض
وليد رباح
يوم كنا صغارا ، كان العامة يضعون في عقولنا ان الملك الانجليزي لم تلده امرأه .. وانما يحبل به ابوه ثم يولد من دبره .. ومن بعد ذلك تتبناه امرأة لكي ( تمسح ) له مؤخرته عندما يشطط على قطعة الحرير التي يحفظونه بها .. اذ لم يكن ( البامبرز) قد اخترع بعد ..أو ربما اخترع ولم نعلم به .. ثم تحتفظ الحاجبة المقيمة على خدمته ببرازه بعد تجفيفه ولفه بقطعة من حرير الكشمير لكي يتبرك به الرائح والغادي وليوضع في متحف القصر الملكي كي يراه المحكومون عندما يعتلي سدة الحكم .. وكنا نصدق او نتظاهر اننا نصدق خشية ان نتهم بالغباء أو قلة الفهم .. وعندما اصبحنا شبابا .. قالت لنا الكتب ان ملك انكلترا يولد من رحم امرأة ملكة أو اميرة .. ويتبناه فيما بعد رجل كي يمسح له برازه او يغير بمبرزه كلما اقتضى الحال .. وان برازه يلقى في المهملات من زبالة القصر ولا يحتفظ به كما كانوا يزعمون .. وانه ملك صورة لا يحكم ولا يرسم ولا هو في الثور ولا في الطحين .. وأنما هو هيكل يسير بين ردهات القصر مزهوا بثيابه واوسمته لا يهش ولا ينش ويظهر في المناسبات فقط .. هذا في انكلترا يوم لم تكن الشمس تغيب عن (ممتلكاتها) التي يمتلكها غيرها .. ويبدو اننا في ذلك الوقت اردنا الحط من (مركز) الملك الانجليزي لانه ( بعبصنا ) جميعا . فمن انكلترا صدر وعد بلفور .. ومنها وبها وعليها تم احتلال فلسطين ثم سلمت لليهود على طبق من فضة .. ولم نكن نعلم ان الملك الانجليزي لم يكن له يد في ذلك .. وكان علينا ان نحط من قدر رئيس وزراء الامبراطورية العجوز وليس الملك.
وعندما كبرنا ايها الساده .. وأخذ الشيب يدب في رؤوسنا .. اكتشفنا (نحن العرب ) ان الثور في حظيرتنا هو الذي يحلب .. وان الديوك التي نقتنيها تبيض مرة في كل سنة .. ثم تفقس بيضة القبان تلك ويورث الديك الصغير سدة الحكم في (القن) فيصبح السيد . او سي السيد على دجاجات لا تملك من امرها شيئا سوى ان تحني ظهرها وتطأطىء رأسها لكي يعتليها الصغير ( فيفر) البيض من استها ونتغدى او نتعشى او نعزم الجيران على طبق من العجة ذي بيضة واحدة وحيدة وفيه شوال من الطحين المصنوع من الذرة او الشعير .
وبما ان الثورات في هذا الوطن الكسيح تأكل ابناءها .. ويصبح مفجروها لصوصا وسارقين وقتله .. والمعارضة تولى وجهها شطر الاحتلال وتتقوى به وتجلس على مقدمة الدبابات التي ستبقيها في الحكم سنوات عجافا .. المخلص الوطني يصيبه العفن داخل السجون ثم يخرج من بعد ذلك ابله او مجنون او مجرم تبتعد عنه حتى امه .. اما اللص فيحكم رقابنا سنوات وسنوات ويثرى على حساب جوع الفقراء وعريهم .. وتصبح السيارات الفارهة ونعومة الحياة من نصيب النصابين والافاقين والقتله .. اما من تنتفع به الارض فيحجب عنه الخبز والطعام والماء حتى يركع ..
الجهلة هم الذين يحكمون اما من يمتلكون العقل فهم كم مهمل على مزابل التاريخ .. الصحافة والاعلام والكلمة غدت تطبل للديك الذي استولى على الحكم ايا كان شكله وعرفه .. والديمقراطية اصبحت كلمة ليس لها من معنى سوى انها وسيلة للقفز على السلطه .. الجيش في الوطن غدا للاستعراض فقط بل ربما اتجه الى الخصخصه .. ويسرح العدو ويمرح ويحتل سماءنا وارضنا وقوتنا ثم يصفق له الكل او البعض بحراره .. الوطنيون والثوريون مرشحون للاغتيال والموت سما او بفرقعة يسمع صوتها القصر الملكي او الجمهوري لا فرق .. أما العملاء فهم الذين يعيشون كي يشهدوا رفعة الوطن على الخوازيق التي تصنع من الفولاذ كيما تخترق الاست متجهة الى الرأس .. وان الدساتير في الوطن المشلول تفصل على مقاس الحاكم ثم تغير حسبما يرى البرلمان الصورة حسب الطلب .. وربما غيرت بنود الدستور او تغيرت في كل موسم .. ويصفق مجلس النواب او الامة او مجلس الشعب بحرارة لمن سيعتلي رقابنا لفترة حكم ربما دامت خمسين سنة حتى يأخذه الله اخذ عزيز مقتدر .. ومن المصيبة والقهر والاذلال أننا قد وضعنا في عقول الاجيال التي لم يزل عودها طريا أن المرأة في الوطن العربي اصبحت عاقرا لا تلد الا ذاك الممسوخ الذي يحكمنا ..ثم نجير كل ذلك لله سبحانه فنقول انها ارادة الله .. وأن ( المكتوب على الجبين لازم تراه العين ) وأن الله قد رسم لنا طريق الاذلال ويجب ان نرضى بما قسم لنا .. وكأنى بالله قد وضع احكاما لذلك القهر حاشاه .. وبانه كتب علينا ان نكون العوبة في يد من لا يخافه ولا يخشاه .. لذا يجب علينا ان نصمت وان نتحلى بالصبر والصلاة عل ربنا يزيل عنا الغمة ويأتينا بالنعمة .. تماما مثلما ندعو على عدونا بالكسر وندعو لانفسنا بالنصر فاذا بالعدو هو الذي ينتصر .. واننا المنكسرون ..
فان سألت احدهم ممن ( تعمق ) في فن الاصول الاسلامية يقول لك بملء فمه .. ذلك اننا لا نتقي الله .. ودعاءنا مجرد كلمات تطير في الهواء فلا يسمعها الناس فكيف يسمعها الله سبحانه .. مع ان فهم الاسلام على اصوله غير ذلك .. والخلاصة اننا نجير كل ما نحن فيه من قصر في الفهم او بلاء يفد الينا بان الله يريد .. وهكذا نبقى اغناما في حظيرة الحاكم يحمل السكين كي يذبحنا عندما يشاء ويبعدها عن نحورنا كيفما يريد .
من الواضح تماما ان حاكمنا (رعاه الله ) وايده بروح من عنده لم تلده امرأة على ما كنا نظن في طفولتنا .. او كما وصمنا الملك الانجليزي في المقدمه .. وانما ولد من شجرة مباركة كحبة من الرما ن يقطفها الحاكم الذي كان قبله لكي يعتلينا صبحا ومساء ..
ومن الواضح ايضا .. اننا ما زلنا حتى هذه اللحظة دجاجات نطأطىء عندما يريد اعتلاءنا لكي نصرخ ضارعين بان يبقيه الله على رؤوسنا جلادا وقاتلا ولصا محترفا .. فكيفما تكونوا يول عليكم .. ولله في خلقه شئون .
[email protected]
www.arabvoice.co.