راغب السرجاني .. تهافت التاريخ ، والجغرافيا …3 / 3
أكاذيب السرجاني عن حرب تموز 2006 : على عادته في تداعيه الإنشائي ( الأسلوب الوهابي في تسويق الحجج ) البعيد عن المنطق .. ينطلق راغب السرجاني في تمرير أكاذيبه .. و قد عنون هذا الفصل من ” قصة حزب الله ” بـعنوان ” مأزق حزب الله ، و حرب تموز 2006 ” حيث تشمّ فيه رائحة الكيديّة ، و الغيْض ، و اتهام العاجز :
أ – تحدث السرجاني عن الاتفاق الرباعي .. و قد مرر بين اعتراضيتين اتفاق حزب الله مع تيار المستقبل ، و جنبلاط بـ ” مع عدائه ” .. ثم استمرّ بذات التحليل الإنشائي مع تمرير ” لقد ضغط على نفسه ، و شارك السنيين ”
ب – قرر أيضا أن حسن نصر الله لا يحضر الاجتماعات الوطنية .. و يتعامل ” مع الجميع بفوقية ” تمهيدا لزعامة قادمة مع الجميع
ج – استدّل على تمهيد حسن نصر الله للزعامة بـ ” عملية اسر الجنديين ” دون الرجوع لا من قريب ، و لا من بعيد للدولة
د – قرّر أنّ هذه العمليّة جّرت الدولة اللبنانيّة ، و ليس حزب الله لحرب الكيان الصهيوني
هـ – و على عادته في سلق الحقائق ، و تمرير الأكاذيب مرّ على إحداث الحرب ” بإطلاق الصواريخ ” ، و فشل إسرائيل في صدّها حيث قرّر أيضا . انّ فقط ” موضوع الصواريخ ” جعلت حزب الله يقرّر أنّه قد انتصر
و – ختم فصله هذا .. بأنّ الحرب انتهت .. ليواجه المجتمع اللبناني وضعا مؤسفا من الدمار الذي شمل جميع الوطن ..ثمّ ليواجه هذا المجتمع تضخما شيعيّا ..و ليشعر الجميع أنّ البلاد تتجه لقيادة شيعيّة خاصة .. مع تعاطف اسلامي عام مع حزب الله في حربه مع اليهود
إذا بهذه الجمل المبتورة ، و المركزّة ، و التي استقاها من ” الصحف الصهيونيّة “ .. و صحف الدولة الوهابيّة .. و التي خرجت بهذه العناوين أثناء الحرب ، و ما بعدها .. يقرأ السرجاني حقائقه ” التي تظهر فعلا أنّ الساكت عن الحقّ شيطان اخرس ” .. فماذا في تحليل هذه الأكاذيب :
1 – كان الاتفاق الرباعي ضرورة لتلافي وضع لبناني كان على كفّ عفريت بعد اغتيال الحريري .. و لم يكن مع عداء من حزب الله … و أنا أريد أن أنبه لموضوع دقيق ، و حسّاس .. إنّ الذي يخطط لموضوع سيطرة .. عليه أنْ يدخل في اللعبة السياسيّة هذه منذ انتظام الحياة السياسيّة في لبنان غداة اتفاق الطائف .. فلماذا لم يكن قبل عام 2000 نوّاب أو وزراء لحزب الله في الدولة …ثم أين السنّة الذين كانوا في صفوف 8 آذار ؟؟؟ .. أم أن لا حيثية لهم .. و الحيثية السنيّة فقط لمن يدور في فلك ” الدولة الوهابيّة ” و ينفذ مشاريع سرقة لبنان بمشاريع ” كالسوليدير ” و كل المصائب ، و الفساد التي غرق فيها اتباع تيار المستقبل من كلّ الطوائف و التي اكتشفت تباعا بعد حرب تموز ..طبعا كان على ” قطب السنّة الشيخ القباني ” أن يرى قبلات جاك شيراك على خدود نساء الحريري في واجب العزاء ليثبت للسيد السرجاني أنّه سني عليه خطر من حزب الله !!!
2 – كذب السرجاني في موضوع حضور السيد حسن نصر الله للإجتماعات .. و يكاد المريب أن يقول خذوني .. حيث أنّ السيد حسن قد حضر جميع جلسات الحوار الوطني قبل حرب تمّوز و ( على شاشات المرئي ) .. و أنّ إرساله لمندوبيه فيما بعد .. كان بسبب الدواعي الأمنيّة .. و عليه أن يشرح السرجاني لي كيف استطاع سعد الحريري أن يقابله الشهر الماضي من اجل تشكيل الحكومة ..
3 – عملية اسر الجنديين لم تكن هي سبب الحرب .. و السرجاني يعرف ذلك .. و هو ساكت عن الحقّ في سبيل تمرير اكاذيبه .. و أنّ جميع التقارير أظهرت أنّها حرب مخطط لها قبل ذلك بشهور .. و انّ ( السعوديّة ، و مصر ) متواطئتان فيها مع الكيان الصهيوني .. و أنّ تقرير فينوغراد اخفي الأسماء اللبنانيّة المشتركة في هذا التخطيط لضرورات الكيان الصهيوني ” الأمنيّة ” و أنّ ” فؤاد السنيورة ” السني ” ذو الميول الاقتصاديّة الوهابيّة ” كان يقبّل ” كونداليزا رايس على درج ” مجلس الوزراء ” و هي ، و دولتها من يأمر الكيان الصهيوني بإطالة الحرب .. و لماذا خرس السرجاني عن ذلك و لماذا لم يتحدث عن ” مشروع الشرق الأوسط الجديد ” الذي تحدثت عنه كونداليزا رايس جهارا نهارا .. طبعا فهذه أمريكا ؟؟ و ما أدراكم ما أمريكا عند السرجاني ؟؟؟ ثمّ ما هذه البدعة الجديدة التي يسوّق فيها لأكاذيب .. تيار المستقبل الوهابي في موضوع الحرب ، و السلم ؟؟ الم تثبت التحقيقات أنّ الكثير من عملاء الكيان الصهيوني .. الذين سقطت بعض شبكاتهم في الشهور الماضية .. هم ضباط ، و رتباء .. ألم يكن فيهم ( أشهر رموز تيار المستقبل في الشمال )
4 – لماذا تحدث السرجاني عن الدمار بعد الحرب بهذه الطريقة ( الفجائعيّة ) و هو الذي يتحدث عن الحروب الصليبيّة في بلاد الشام .. و يتحدث بهذه العظمة عن ( أبطال خاضوا الحروب ) دون الاكتراث بالدمار ، و الخراب .. .. الم يقصف صلاح الدين اسوار القدس بالمنجنيق ؟؟؟ وكم عدد الذين ماتوا من المسلمين ، و ماذا حدث لجميع المدن التي كان يسكنها المسلمون .. اليس كل ذلك مقابل شيء بسيط اسمه الكرامة ، و التي في سبيلها يهون كل شيء .. أم أنّ كرامة السرجاني كانت في بقاء قصر الحريري سالما في قريطم .. و أن تبقى ” منطقة السوليدير ” حيث الاستثمارات الوهابيّة – الحريريّة .. و ما الذي دُمّر في لبنان ؟؟ أليس بيوت ، و أماكن عيش القاعدة الحاضنة لحزب الله في الجنوب ، و الضاحية .. الم تكن هناك انتقائية في القصف ؟؟ .. و من الذي استشهد في هذه الحرب .. أليس أطفال ، و نساء ، و شيوخ و عاجزوا هذه القاعدة ؟؟.. و ما الذي فعله السنّة التابعون لمشروع الدولة الوهابيّة في لبنان .. و أين السنّة الذين تشدق عنهم السرجاني في تحرير الجنوب عام 2000 .. و ماذا فعل الحريري لآلاف أبناء وطنه من غير الشيعة ( الساكنون في جنوب لبنان ) و الذين هجّروا نتيجة القصف ؟؟؟ الم يشارك في عملية التضييق عليهم لينقلبوا بسبب ( أوضاعهم السيئة ) على مقاومتهم .. و ماذا كان يفعل عناصر عصابته من تيار المستقبل في عوكر ، و كونداليزا رايس تشتمهم ، و توبخهم .. من الذي غطّى عملية تقديم ( الشاي ) للجنود الصهاينة ؟؟؟ أليس احمد فتفت ( السنّي ) الذي كان وزير داخلية في النيابة .. هل يتم الحديث عن حرب تموز بهذه الكيفيّة التي قدمها الساكت عن الكثير الكثير من الحقّ !!!
لقد أخفى السرجاني عن عمد ، و عن إصرار .. حلقة التآمر على حزب الله من راعية ” دعوته ” الدولة الوهابيّة ، و من يعيش ، و يعمل على أرضه ” النظام المصري ” .. و كل ذلك في سبيل أن يقدم صورته في أطماع أبناء الجنوب اللبناني .. في أرضهم .. أليس ذلك قمّة التهافت ؟؟؟ أليسوا هؤلاء ” الشيعة “ الذين يتحدث عنهم بهذا الحقد هم عرب لبنانيون ؟؟؟ وهم أصحاب هذه الأرض .. ما هذه الهرطقة الوهابيّة التي يحاول أن يسوّق لها ربيب أفكار ابن باز ؟؟؟؟
لقد تركت للحديث عن حرب تموّز كما قدمها ” د . راغب السرجاني ” هذا القسم من المقال .. و سأتحدث عن بقيّة قصته في مقال كامل .. قريبا أن شاء الله
رشيد السيد احمد