قَفَزَات ابو اللطف والوقت الضائع”نظرة وتحليل “
في اللحظات الاخيرة قد يكون الحسم مهما ً ، وقد تكون الخسارة المطلقة او ربما تكون تعديل في الموقف او في النتيجة .
جاء موقف الاخ امين سر اللجنة المركزية متأخرا ً بل كاد ان يكون الموقف كمشية السلحفاء منذ توقيع اتفاقية اوسلو وربما كان موقف ابو اللطف من البداية ثقته العالية بالأخ ابو عمار مما جعله يتريث في اخذ اي موقف صدامي مع تيارات الفساد في داخل حركة فتح ، واذا كان ابو اللطف على قناعة من حنكة الرئيس عرفات في ادارة الصراع والامساك بموازين القوى في داخل حركة فتح الطالح منها والصالح ، فلقد عرف عن ابو عمار اجادته فن صياغة المرحلة والتعامل معها .
فهل هذا هو مبرر مطلق لأبو اللطف وبعد مضي ما يناهز العقد ونصف ان يتخذ موقف تفجيري باعلانه عن محضر اللقاء مع القوى التي عملت ضد عرفات في السنوات الاخيرة واعتبرته حاجز بين برنامجها السياسي المتوافق مع الطرح الاقليمي والدولي وبين شارون والمندوب الامريكي والتي سبقته عدة وعود من وزير الشؤون المدنية والامن دحلان الذي ارسل رسالة يتعهد فيها بتصفية نهج عرفات ماديا ً ومعنويا ً .
حملات تشكيك في صحة الوثيقة من عدمه وابو اللطف يقول ان لديه من الوثائق والبراهين التي تدعم صحة هذا المحضر الذي يتهم فيه بشكل مطلق ابو مازن ودحلان بتصفية ياسر عرفات .
بعد التفجير كنا نتوقع من جماهير ابو عمار ومئات الآلاف التي خرجت في جنازة ابو عمار ان تخرج وتعيد الكرة من جديد ليس لدفن ابو عمار في مثواه الاخير بل لتجديد احياء ابو عمار بشكل جدي وحماية رمزية هذا الرجل الذي اصبحت محل متاجرة من اطراف مختلفة وربما القاتل الذي يمشي في الجنازة هو احد اطراف هذه المتاجرة بل اهمها ، حيث اعلن عن انعقاد ما يسمى المؤتمر العام الحركي السادس في بيت لحم في ذكرى ميلاد بو عمار ، استخفاف بجماهير ابو عمار وبالشعب الفلسطيني وبالعقول الفلسطينية.
من هنا نقول اتت ضربة ابو اللطف في الوقت الضائع وبعد ايام قلائل خفتت الاصوات رويدا ً رويداً التي تطالب بفتح تحقيق جاد دولي وعربي وفلسطيني في مسببات الوفاة ووضع النقاط على الحروف .
ضربة ابو اللطف في الوقت الضائع التي كانت يمكن ان تحرز هدفا ً ترجيحيا ً لصالح قوى الكفاح المسلح في حركة فتح ما لبثت ان دخلت عليها عوامل التهدئة واطفاء النيران بل اخماد الرماد والآثار ، وكثير من الاعلام الفلسطيني والعربي تصرف على قاعدة انها زوبعة في فنجان وستنتهي كموجة صاخبة يمكن ان تهدأ ويقتل حراكها وضجيجها ، وربما اتى هذا السلوك الاعلامي والسلوك في المواقف على عوامل متعددة اقليمية وربما تهديدات للأخ ابو اللطف لعدم مواصلة مشواره وتسجيل الهدف ، وربما ايضا ً اتى هذا السلوك على نظرية المقايضة التي دفعت بها حماس كشروط لحضور اعضاءا المؤتمر الممثلين لغزة في بيت لحم ، تلك الشروط التعجيزية لتيار مرتبط لا يمتلك قراراه بالنسبة لشروط حماس ولأنها تدخل في المضمار والمضمون الامني لوجود السلطة وارتباطاتها الامنية ومواقفها من فصائل المقاومة، ربما راهن تيار التهدئة بين ابو اللطف ومحمود عباس على عامل افشال المؤتمر لعدم حضور ممثلي غزة ، ومن هنا الخطورة والوقوف في منتصف الطريق يعني الهزيمة ويعني ايضا ً ان التيار الآخر الاوسلوي قد حقق انجازات تهديئية لها انعكاسها على صحة ما قاله ابو اللطف وكثير من كوادر الحركة وقبل ان يعلن ابو اللطف عن تلك الوثيقة والمحضر .
ابو اللطف في منتصف الطريق يعني ذلك الضربة القاضية لأبو اللطف ومسانديه ، وكثير من مسانديه الذين يجيدون فن لعبة شد الحبل واللعب على التوافقيات والتناقضات احياناً بدأت ان تحول عجلتها الاعلامية من دائرة الاتهام الاولى والتي يمثلها الرئيس الفلسطيني الى دائرة الاتهام الثانية والذي يمثلها محمد دحلان في حين ان الرئيس الفلسطيني وبحكم المراكز القيادية في حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة هو المسؤول الاول عن كل مظاهر التآمر على الرئيس عرفات ، اما التيار الثالث فجميع اللجنة المركزية متهمة بالتواطؤ والتقاعس في حماية رئيسها ورئيس اطرها وسلطتها ، اما التيار الرابع وهو ذات جذور وامتدادات برمجية هو الزعماء والرؤساء والملوك العرب، ايضا ً نفس دائرة الاتهام والسكوت والصمت على جريمة طالت رئيس عربي وعضو في الجامعة العربية وفي الامم المتحدة ، وهناك سابقة لسكوت تلك الانظمة على تصفية صدام حسين رئيس دولة عربية ومن احد مجذري فكرة القومية العربية والوحدة العربية .
ابو اللطف ” فاروق القودمي ” اذا كان يؤخذ عليه هو مشيته في حسم القضايا بشكل متأخر وكالسلحفاء ، فكان لأبو اللطف ان يستثمر الوقت وعجلة الزمن في صياغة معادلة مهمة بينه وبين كوادر حركة فتح في الخارج وفي الداخل وهذا مالم ينتبه اليه ابو اللطف بالاضافة الى انه اخطأ تكتيكيا ً ومرحليا ً في التعامل مع الرئيس الفلسطيني والتيار الفاسد وبذلك اخذ عليه ترشيحه لأبو مازن لقيادة السلطة ومنظمة التحرير ثم نقول الآن ان من رشحه ابو اللطف هو متواطئ ومتعامل مع الصهيونية ومع برمجياتها ، وهنا المفهوم الطامة الكبرى .
اتى تفجيرابو اللطف بدون مظلة رسمية عربية وشعبية وكادرية فتحاوية باستثناء بعض من قادوا العجلة الاعلامية من كوادر فتح وانصار الكفاح المسلح ولذلك اللعب في الوقت الضائع هل يحقق هدفا ام لا ؟؟واذا لم يحقق فهو مزيد من الظروف الصعبة للكادر المحافظ ومزيد من الآلام للشعب الفلسطيني ومزيد من الاقصاءات لكل العناصر الشريفة في داخل حركة فتح ، فهل اتقن ابو اللطف لعبة الوقت الضائع ام لا ؟
فلننتظر
بقلم/ سميح خلف