أرشيف - غير مصنف
بين ووترغيت ونيوجرسي تاريخ طويل من الأعمال القذرة
نزار السهلي
ووترغيت الاسم الأشهر لأكبر فضيحة سياسية هزت المجتمع الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في نهاية ستينات القرن الماضي بعد إلقاء القبض على خمسة عملاء فيدراليون يتجسسون على مقر الحزب الديمقراطي أثناء حملة التجديد لولاية ثانية للرئيس الجمهوري نيكسون ونتج عن تلك الفضيحة استقالة الرئيس نيكسون بعد توجيه أصابع الاتهام له بالوقوف وراء تلك القضية مما فجر أزمة سياسية كبيرة هزت أركان المجتمع الأمريكي
بعد الكشف عن اكبر عملية فساد ورشا اليوم في المجتمع الأمريكي بتاريخ 23 تموز 2009 واعتقال العشرات من حاخامات يهود ورجال أعمال وسياسيون ورؤساء بلديات في ولاية نيوجرسي الأمريكية نتيجة تحقيقات استمرت عشر سنوات كان مسرح عملياتها بين الولايات المتحدة وسويسرا وإسرائيل وتنشط في أعمال غسل الأموال وجمع التبرعات عبر جمعيات خيرية وهمية ونصب واحتيال طالت الآلاف من الأمريكيين بحماية من سياسيين يتربعون في مناصب عليا في نيوجرسي واللافت في قضية نيوجرسي هو التركيز الإعلامي على قضية الفساد والرشى بحدود ضيقة كون من بين المتهمين حاخامات يهود حتى لا تشمل التحقيقات الدولة العبرية بصفة رسمية وهي التي ترعى وتسهل عمل تلك الشبكة وفروعها في إسرائيل وهو ما أغفله الإعلام الأمريكي نتيجة ضغط اللوبي الصهيوني الذي حول الإعلام الأمريكي في التعاطي مع قضية نيوجرسي إلى قضية فساد وهي في الحقيقة ” قضية إرهاب ” حسب التصنيف الأمريكي إذا كان الأمر مرتبط بجنسية من يقف خلف هكذا عمليات
والأمر المثير لهكذا تصنيف إذا وضعنا بدل الحاخامات المتهمين بتجارة الأعضاء البشرية وغسل الأموال ونقلها إلى جمعيات دينية متطرفة في إسرائيل عبر الجمعيات المسيحية الصهيونية واستبدلنا الأشخاص برجال دين مسلمين من بلدان عربية وغير عربية ستكون الصورة مختلفة ومقلوبة رأسا على عقب و ستبرز الماكينة الإعلامية الصهيونية الأمريكية خبر الإرهاب الإسلامي المتطرف في نقل الأموال لدعم الإرهاب و تهديد الأمن القومي الأمريكي و السلم الدولي وتدعو باقي بلدان العالم للتكاتف لملاحقة ” الإرهابيين ” وضربهم والحجز على أموالهم و تقديمهم ” للعدالة” تبعها حصار دول وضربها بالطائرات والصواريخ
تلك الصورة واحدة من آلاف الصور التي يجري التقاطها وإخراجها وإخفاء المتبقي منها بعد حادثة ضرب السفينة الأمريكية ” ليبرتي ” قبالة ساحل فلسطين المحتلة أثناء عدوان إسرائيل عام 67 ومنذ ذاك التاريخ تعاقب 8رؤساء أمريكيين على البيت الأبيض منذ حادثة ضرب السفينة ليبرتي ومقتل 34 أمريكيا لم يجرؤ ليندون جونسون ولا نيكسون ولا فورد ولا كارتر ولا ريغان ولا بوش الأب والابن ولا كلينتون ولا اوباما أن يفتحوا تحقيقا عما جرى في قضية العدوان على ليبرتي التي قتل فيها جنود أمريكان بينما يجري العمل على ملاحقة كل من تتهمه ماكينة الإعلام الإسرائيلي بالإرهاب لقرض الحصار والعقوبات عليه
التغاضي الأمريكي والغربي عن جرائم وإرهاب إسرائيل لن يفلح ولن يستمر طويلا ومسلسل الفضائح الأخلاقية والسياسية مستمر في حالة العدوان التي يشهدها العالم بين القطبين ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وشعوب العالم عبر الابتزاز والعمليات القذرة التي تغذي وتنمي الإرهاب الدولي وصولا إلى الإبقاء على سيطرة اللوبي الصهيوني في دعم وإذكاء الحروب والفتن في المنطقة لخلق واقع أسهل للسيطرة المستعصية على الشعب الفلسطيني رغم الجهود المبذولة التي اجتهدت الحركة الصهيونية عبر عصاباتها المنتشرة في تجديد عملياتها القذرة العابرة للقارات عبر التحالف مع فاسدين وإرهابيين بينما تمنع وتحاصر شعب بأكمله وتمارس إرهاب الدولة المنظم ضده والعالم ” المتحضر” يغض الطرف عن سياسات الإرهاب التي تنتهجها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة رغم استطلاعات الرأي الأوربية التي أظهرت خلال السنوات الماضية إن إسرائيل وسياساتها تشكل الخطر الأكبر على السلم الدولي الذي يتشدق العالم الحر ببذل الجهد لقبول إسرائيل بإعادة إطلاق العملية السلمية التي تدمر إسرائيل كل جزئية تدخل في تفاصيلها وتضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية و تمارس سياسة الاستعلاء والاستهزاء بكل شعوب المنطقة ودولها
آن الأوان ليقف العالم العربي متحدا أمام الإرهاب الإسرائيلي ويفضح جرائمها برفض كل محاولات الإيحاء والاستمالة نحو التطبيع التي تروج له ضحيته الأخيرة أمريكا رغم محاولة دفن ما جرى في نيوجرسي من قذارة الأيدي الصهيونية وإلحاقها في مدفن ليبرتي إلا أن افتضاح الأعمال القذرة لإرهاب الدولة الصهيونية لن تجعل من شعوب المنطقة سوى سدا منيعا أمام محاولات التطبيع الصهيونية مع العالم العربي رغم فداحة العدوان
وهذا يظهر بشكل واضح إن ما تقوم به إسرائيل على ارض حليفتها الكبرى الولايات المتحدة من أعمال إرهابية
وعمليات خداع ونصب تدمر المجتمع الأمريكي فكيف بالتطبيع الذي تحلم به مع العالم العربي ومجتمعاته سؤال يجب أن تكون إجابته لدى كل عربي يقرا واقع القذارة الصهيونية .