أرشيف - غير مصنف

حكومة المالكي تشن حرباً لا هوادة فيها في معسكر أشرف لإثبات ولائها لملالي طهران

عادت المواجهات مجددا الى منطقة اشرف الاربعاء بين قوات الامن الحكومية وانصار مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، غداة اشتباكات دامية اودت بحياة اثنين من الشرطة فضلا عن مئات الجرحى من الطرفين. وقال المقدم ابراهيم الكروي مدير مكتب قائد شرطة ديالى “تم افتتاح مقر جديد للشرطة وسط مدينة اشرف، وما تزال المواجهات دائرة بين الطرفين”.
 
واكد عدم معرفته بـ”وقوع خسائر حتى الان”.
 
واضاف “رفعنا العلم فوق المقر الجديد في اول المدينة” مؤكدا ان “الشرطة تسيطر على 75 بالمئة من المدينة وما تزال المواجهات مستمرة”.
 
من جهتها، اعلنت مصادر طبية وفاة اثنين من الشرطة اثر اصابتهما بجروح امس الثلاثاء.
 
وقال الطبيب عبدالله التميمي من مستشفى الخالص قرب معسكر اشرف، ان “اثنين من عناصر الشرطة توفيا اليوم متاثرين بجروحهما”.
 
واضاف “احدهما تلقى ضربة في رأسه ادت الى نزيف في الدماغ، في حين تلقى الاخر طعنة من حربة في رقبته اسفرت عن قطع شريان كبير”.
 
الى ذلك، اشارت مصادر عراقية الى مفاوضات تولاها قائد شرطة محافظة ديالى اللواء عبد الحسين الشمري ليل الثلاثاء الاربعاء للتوصل الى اتفاق يقضي بانسحاب قوات مكافحة الشغب بعد المواجهات التي دارت امس ليتولى الجيش المسؤولية.
 
لكن لم يتسن التاكد من التوصل الى ذلك.
 
من جهته، افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية قرب الموقع ان الشرطة والجيش لا يزالان داخل اشرف التي تبعد اكثر من مئة كلم شمال بغداد.
 
ويقيم حوالى 3500 ايراني من انصار المنظمة في معسكر اشرف في ناحية العظيم (100 كلم شمال بغداد) بينهم نساء واطفال.
 
من جهة اخرى، اكدت المصادر ارتفاع حصيلة جرحى اشتباكات الامس الى ثلاثمئة ايراني بينهم 25 امرأة و110 من عناصر قوات الامن العراقية من شرطة وجيش.
 
كما اشارت الى اعتقال حوالى الخمسين من انصار المنظمة الايرانية المعارضة.
 
وتم اجلاء الجرحى الايرانيين الى مستشفى اشرف فيما تلقى جرحى قوات الامن العراقية العلاج في مستشفيات حكومية في المحافظة، وفقا للمصادر.
 
لكن المتحدث باسم مجاهدي خلق شهريار كيا اعلن “مقتل ستة اشخاص واصابة 385 اخرين بجروح”. ونفت المصادر العراقية الرسمية ذلك.
 
ويعرب المسؤولون من مجاهدي خلق عن “الخشية من قيام السطات العراقية بتسليم المعتقلين للنظام الايراني”.
 
وكان مصدر امني عراقي اكد اصابة مئتي ايراني وعدد من عناصر الامن العراقي عندما اقتحمت قوات من الجيش والشرطة معسكر منظمة “مجاهدي خلق” المقيمة في العراق منذ 22 عاما .
 
وادى اقتحام قوة قوامها الف عسكري الثلاثاء الى اندلاع مواجهات بالسلاح الابيض.
 
و اعلن مصدر عسكري عراقي انه “بعد فشل المفاوضات التي استمرت ساعات مع مجاهدي خلق للسماح لنا بالدخول سلميا، اقتحمت قوة قوامها فوجين من الجيش المخيم عنوة وباتت تسيطر حاليا على منافذه وداخله”.
 
وتابع ان “الفوجين اللذين دخلا المخيم بناء على اوامر من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي وصلا من ديالى والبصرة”.
 
وتضم القوة حوالى 800 عسكري و200 شرطي.
 
يذكر ان القوات الاميركية اقدمت بعد الاجتياح العام 2003 على نزع اسلحة مجاهدي خلق وتم نقل السلطات في محيط المعسكر الى القوات العراقية قبل ثلاثة اشهر.
 
وتحاول الحكومة العراقية منذ مدة طويلة اغلاق المعسكر والتوصل الى حل للمقيمين بداخله اما بعودتهم الى ايران او عبر نقلهم الى اماكن في عمق الصحراء او الى بلد ثالث لكن الامور بقيت على حالها.
 
وقد شطبت منظمة مجاهدي خلق اواخر كانون الثاني/يناير الماضي من لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية ودانت الحكومة الايرانية بشدة هذا القرار.
 
وتأسست مجاهدي خلق في 1965 بهدف اطاحة نظام شاه ايران، وبعد الثورة الاسلامية في 1979 عارضت النظام الاسلامي. وتتهم السلطات الايرانية مجاهدي خلق بالخيانة لتحالفها في الثمانينات مع نظام صدام حسين خلال الحرب بين البلدين.
 
والمنظمة هي الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في ايران، ومقره فرنسا، الا انها اعلنت تخليها عن العنف في حزيران/يونيو 2001.
 
نفت الحكومة العراقية الأربعاء أن يكون أي منفيين ايرانيين قد قتلوا في اشتباكات مع قوات أمنية عندما سيطروا على معسكرهم ولكن سكانا قالوا إن ثمانية قتلوا ووزعوا صورا للجثث.
 
وقال بزهد سفاري وهو من سكان أشرف ويعمل محاميا إن القوات داهمت المعسكر وأطلقت النار على الكثير من الناس أو ضربتهم مما أسفر عن مقتل ثمانية وإصابة 500. وأضاف أنه ألقي القبض على كثيرين آخرين.
 
وتقول الحكومة العراقية إنها ستغلق المعسكر وتعيد 3500 هم سكان المعسكر إلى إيران أو إلى دولة ثالثة.
 
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة “التقرير الصباحي لهذا اليوم الاربعاء هو لا يوجد اي قتيل بين افراد منظمة مجاهدي خلق”.
 
وأضاف أن بعض السكان هاجموا الشرطة بمدي وحجارة. وأردف قائلا “الشرطة عندها أوامر ان لا تضرب بإي اطلاق حي ولا تستخدم أي شيء”.
 
وبدت تصريحات الدباغ مثيرة للسخرية بعد الصور التي وزعتها وكالات الانباء حول المجزرة التي ارتكبتها القوات الحكومية.
 
وقال سكان معسكر أشرف إن القوات العراقية اقتحمت الثلاثاء المعسكر حيث كان يمنح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حق اللجوء لمعارضين للحكومة الإيرانية. وفي وقت لاحق من المساء قالوا إن قوات الأمن فتحت النار على محتجين وضربت آخرين بالبنادق.
 
وأظهرت لقطات تلفزيونية وصور حصلت “وكالة رويترز” عليها من أحد سكان المعسكر ثلاث جثث أصيبت بطلقات نارية واضحة وسكانا آخرين مصابين بجروح شديدة بالرأس.
 
وفي مؤتمر صحفي عقد ببغداد قال قائد القوات الأميركية في العراق اللفتنانت جنرال تشارلز جاكوبي إنه لم تكن هناك قوات أميركية قرب المعسكر وإنه لم يعلم أن القوات العراقية كانت تخطط لشن عملية هناك.
 
ورفض علي غيدان قائد القوات البرية العراقية استدراجه إلى مسألة وقوع قتلى في معسكر أشرف قائلا إنه سينتظر تقريرا من قادته.
 
وترتبط حكومة المالكي التي يقودها احزاب دينية – وتضم كثيرا من المعارضين السابقين لصدام الذين كانوا يعيشون في بإيران – بعلاقات وطيدة مع طهران ولا تتعاطف مع جماعة مجاهدي خلق.
 
وبدأت منظمة مجاهدي خلق نشاطها كجماعة يسارية مناهضة لشاه إيران لكنها اختلفت مع رجال الدين الشيعة الذين تولوا السلطة في الثورة الإسلامية عام 1979 .
 
وفي حين أن مسؤولين عراقين يصرون على أنهم يحترمون حقوق هؤلاء المعارضين يتهم سكان المعسكر القوات العراقية بفرض حصار عليه ومنع دخول الأطعمة والأدوية إليه أحيانا.

زر الذهاب إلى الأعلى