أكاذيب راغب السرجاني … الوهّابية تجدّد جلدها 1 / 3
إنّك حتى تحدّد شكل مقاومتك لأيّ مشروع ..فإنّ عليك أن تدرس مكامن الضعف ، و القوّة فيه .. و أن تحدّد عناصر قوتك .. و عليه فإنّ تسويق الأكاذيب على أي مشروع مناهض لك .. أو فهمه بطريقة خاطئة ..سيؤدي إلى استهتار بقدراته .. و بالتالي هزيمة مشروعك المقاوم .. و هذا ما حدث في حنين حين كانت تقديرات المسلمين خاطئة .. و هذا ما حدث في حرب 1967 حين روّج الإعلام المصري لضعف العدو الصهيوني .. و لسهولة الانتصار عليه .. فوقعت النكسة .. و لربما هذه الطريقة في التعاطي مع العدوّ هو ما دأب عليه الإعلام العربي خلال كل فترات الصراع مع العدو الصهيوني .. مرةً تحت ضغط النظام العربي المتصهين ، و مرّة تحت ضغط المال ، و رشوة رؤوس هذا الاعلام .. و أبواقه .. و هذا هو الفخ الذي سنظل نقع فيه طالما أنّ هناك دولة وهابيّة .. تجد في الكيان الصهيوني ، و من فوقه أمريكا سببا لبقائها .. فتروّج لمختلف الأكاذيب بدءا من مبادرة السلام العربيّة ، و ليس انتهاءا بحوار الأديان .. و عليه فمالها المسروق أصلا ، و إمكانياتها كانت في خدمة الصهيونيّة ، و حليفتها أمريكا .. و لعلّ من هذه الأبواق حالة الطبيب المصري راغب السرجاني .. و قصته المزوّرة عن حزب الله ، حيث يحتّل بجدارة صفة كبير المروجين للأكاذيب عن عدوّ الإسلام الجديد ( المقاومة اللبنانيّة ) .. و على فرض أنّ هذا العدوّ .. هو عدوّ خطير .. فإنّ راغب السرجاني سيجعلنا نواجه خطورته بنشر الأكاذيب .. و تحوير المقالات .. و اجتزاء الأحاديث .. و الفرز .. و الاستنساب .. مستعينا بكمّ هائل من الحقد ، و كمّ هائل من التحريض الطائفي .. و مفترضا مواقف خاطئة يحاول من خلالها ، و اعتمادا على جهل المواطن العربي ببواطن الأمور أن يمررها … وهذا مثال على تسويق كذبة .. يقول السرجاني : ( وعندما قامت حرب 1967م لم يحرك الشيعة الملاصقون لشمال فلسطين ساكنًا، بل إن موسى الصدر أعلن شعاره الشهير في مارس 1973م “السلاح زينة الرجال”، ومع ذلك لما قامت حرب أكتوبر 1973م بعد هذه المقولة بستة أشهر فقط ما تحرك شيعيٌّ واحد لحرب اليهود!!! في فلسطين ).. فما هي هذه الفرضيّة التي تختصر الزمان بحادثتين منفصلتين لكّل منها ظروفها ، و حقائقها .. و طبيعة مواجهتها
1 – حرب 67 كانت مفاجئة لثلاث دول عربية ( دول الطوق ) .. و كانت على درجات مختلفة من قوّة السلاح الدفاعي و الهجومي .. و قد كانت حرب سريعة فاصلة حاسمة انتهت بـ 6 أيام .. حيث أن الجيوش النظاميّة العربيّة كانت قد سلّمت بها ، و لم تطلق رصاصة .. فماذا كان باستطاعة الشيعة المهمّشون في ذلك الوقت أن يفعلوا .. طبعا كان عليهم أن يتسللوا إلى فلسطين بالسكاكين ، و العصي .. ( هذا حتى ، و إن فعلوا .. فإنّ السرجاني سيجد لها مخرجا ) …
2 – حرب 73 : قفز السرجاني فوق التاريخ ( و هو داعية تاريخ ) .. ليصل إلى 6 شهور فاصلة عن حرب تشرين .. و يومها كان على الشيعة المسلحين ( بالبواريد ) أن يقتحموا شمال فلسطين .. و كان على الرئيسين السوري ، و المصري أن يخفيا خطّة الهجوم .. لأنّه كان هناك جاسوس ( سنّي ) من سلالة النبي .. يوصل الأخبار طازجة إلى الكيان الصهيوني .. إذا العمليات العسكريّة قامت بسرعة .. و عندما كانت إمدادات الجيش العراقي تصل الى سوريّا كان في هذا الجيش عناصر من المقاتلين من الشيعة العرب الذين حذاء المقاتل فيهم بلحى كل سلالة آل سعود الذين يعمل في خدمتهم السرجاني
3 – و لقد اعتبر السرجاني أن 73 هو نصر .. و لكن لم يقل لنا لماذا تقوم الحروب .. بل لماذا قام بها أنور السادات .. هل كانت من اجل تحرير ( فلسطين ) ؟؟؟.. أم من اجل تحريك المسار التفاوضي مع الكيان الصهيوني .. للخروج من حالة اللا سلم ، و اللا حرب .. و ماذا استفادت فلسطين منها .. أو حتّى مصر.. طبعا طالما أنّ الراعية أمريكا .. و المخطط الصهيوني كيسنجر ( الذي لم يكن يسوّق الأكاذيب .. بل كان يعرف كيف يتنفس أنور السادات ) فإنّ على مصر أن تنسحب من دورها الاستراتيجي العربي .. و أن تنخرط في كامب ديفيد .. لنصل إلى حالة حصار الفلسطينيين في غزّة و التي يقوم بها رئيس مسلم صهيوني … يروّج لأكاذيب الاتفاقات الدوليّة للمعابر حتى يبقى الفلسطينيّون في هذا الحصار و طالما أنّ شيوخ الزهر يختلفون على ( السنّي ، و الشيعي ) و يقبّل البعض منهم حذاء بيريز.. و طالما أنّ السيد السرجاني يخاف من تشييع مصر ( الذي لم ، و لن يحدث ) .. و يرتاح لأمريكا ( النصرانيّة ) .. و لانهيار مصر بعد انكماش دورها الإقليمي نتيجة اتفاقيات كامب ديقيد ، و تحوّلها إلى متسول على أبواب المعونات الأمريكيّة ، و الوهابيّة … و طالما أنّ هناك سلالة مستنسخة عن كل المساطر الوهابيّة من ابن باز ، و ابن عثيمين ، و ابن …… يمتطي أفكارها السرجاني .. و يأكل من مالها ، و يضرب بقلمها …
4 – كانت السعوديّة قبل 67 – و بعد 73 العدو الأوّل لمشروع المدّ القومي .. و محاربة مصر ، و عبد الناصر .. و سنحت لها الفرصة في عهد أنور السادات ، و خليفته حسني مبارك … لتفعل في مصر الأعاجيب … انطلاقا من سرقة الأزهر ، و تحويله إلى مفرخة شيوخ ينادون بظلاميّة الوهابيّة .. و تعهير كل شيء يخص ( المواطن المصري .. أنثى أو ذكر ) .. من الفنّ إلى التاريخ إلى الموسيقا ، و استعباده في عقود العمل ( و جلده على السنّة الوهابيّة ) … و الشيخ السرجاني يعطينا خلاصة فكره عن الحروب الصليبيّة … و بتزوير في الحقائق التاريخيّة أيضا .. حيث ينكر دور ” الدولة الفاطميّة “( و أقولها فاطميّة نكاية بالسيوطي ، و ابن باز ) .. كما أنّ ذات السعوديّة كان فيصلها كاذبا في كلّ شيء يخص العرب ، و يعادي الصهونيّة ( كان من أفضل أسماء كسينجر الصهيوني عنده ” العزيز هنري ” ) كما أنّ (الحظر النفطي ) عام 73 كان من اكبر الأكاذيب.. حيث استمر بيع النفط السعودي في السوق الفوريّة ….
رشيد السيد احمد