أظهر استطلاع أمريكي للاتجاهات العالمية أُجري في 25 دولة أن ما يقرب من نصف المصريين يتوقعون مستقبلا سيئا لأبنائهم، وجاءوا هم واللبنانيون في ذيل القائمة فيما يتعلق بنسبة الرضا عن أوضاعهم المالية الشخصية، فيما احتل الفلسطينيون المرتبة الأولى عربيا في الرضا عن حياتهم.
وقال الاستطلاع، الذى أجراه مركز “بيو” الأمريكي لقياسات الرأي العام: “إن المصريين هم الأقل ميلا إلى الاعتقاد بأن المستقبل يحمل شيئا إيجابيا بالنسبة لأبنائهم”؛ مشيرا إلى أن نحو نصف المصريين (54%) رأوا في عام 2008 أن معيشة أبنائهم سوف تكون أفضل من معيشتهم، فيما عبر 21% فقط عن هذا في العام 2009.
وفي سؤال عن الأوضاع المالية الشخصية جاء المصريون في المركز الأخير، وفقا للاستطلاع الواقع في 203 صفحات، والذى أجري خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، بحسب تقرير لوكالة أنباء “أمريكا إن أرابيك” اليوم الأربعاء 29-7-2009.
وبينما قال سبعة من كل عشرة مصريين تقريبا (69%) إن وضعهم الاقتصادي الشخصي سيئ، قال 30% فقط إن وضعهم الاقتصادي جيد، تلاهم في ذلك اللبنانيون.
في المقابل، جاء الهنود في المركز الأول عالميا فيما يتعلق بالرضا عن الوضع المالي الشخصي؛ حيث قال 91% منهم إنهم راضون عن أوضاعهم الاقتصادية. وجاء في المركز الثاني من حيث الرضا عن الوضع المالي الشخصي الكنديون ثم الصينيون ثم الأمريكيون.
الفلسطينيون
وعربيا كان الفلسطينيون أيضا الأكثر رضا بين الدول العربية الأربع في الاستطلاع –وهي مصر وفلسطين والأردن ولبنان- عن وضعهم الاقتصادي؛ حيث قال أكثر من خمسة من كل عشرة فلسطينيين (53%) إن وضعهم الاقتصادي جيد، في مقابل 47% قالوا إن وضعهم الاقتصادي سيئ.
وجاء الأردنيون في المركز الثاني عربيا؛ حيث قال 63% منهم إن أوضاعهم الاقتصادية جيدة، في مقابل 37% قالوا إنها سيئة.
وجاء اللبنانيون في المركز قبل الأخير (قبل مصر) عربيا وعالميا؛ حيث قال 67% منهم إن أوضاعهم المالية الشخصية سيئة، وقال 32% إنها جيدة، وجاءت مصر في المؤخرة بنسبة 69% من عدم الرضا قالوا إن أوضاعهم الاقتصادية سيئة. كما قالت نسبة 65% من الكينيين إنهم غير راضيين عن أوضاعهم المالية.
المصريون الأكثر سخطا
وفيما يتعلق بمستوى الرضا عن الحياة تصدر المصريون أيضا قائمة الشعوب غير الراضية عن حياتها؛ حيث قال ستة من كل عشرة مصريين (60%) إنهم غير راضين عن حياتهم، في حين كان الهنود أيضا الأكثر رضا عن حياتهم؛ حيث عبر 94% منهم عن رضاهم.
ووفقا للاستطلاع، فقد جاء الأردنيون في المركز الثاني بعد مصر من حيث عدم الرضا عن حياتهم بنسبة 56% (أي أكثر قليلا من خمسة بين كل عشرة أردنيين)، سبقهم الكينيون بنسبة 49%.
يُشار إلى أن الفلسطينيين كانوا هم الأكثر رضا عن حياتهم بين الدول العربية الأربع التي شملها الاستطلاع، حيث قال حوالي سبعة من كل عشرة فلسطينيين (68%) إنهم راضون عن حياتهم، في مقابل 32% قالوا إنهم غير راضين.
وجاء اللبنانيون في المركز الثاني عربيا، حيث قال 65% منهم إنهم راضون و35% غير راضين.
وشمل الاستطلاع أسئلة عن الأوضاع الاقتصادية العامة، غير الشخصية، حيث أظهر الاستطلاع أن حوالي ثلاثة أرباع المصريين (73%) يعتبرون كذلك الوضع الاقتصادي في مصر عموما “سيئا”، في مقابل 27% فقط من المصريين يرون الوضع الاقتصادي “جيدا” أي بنسبة انخفاض 17 نقطة عن العام الماضي حين قال 44% من المصريين إن الوضع كان جيدا.
الأقل تفاؤلا
كما كان المصريون من أقل الشعوب التي شملتها الدراسة تفاؤلا بشأن تحسن الوضع الاقتصادي على المدى القريب.
حيث قال 41% (أي أربعة من كل عشرة) من المصريين إنهم يعتقدون أن الوضع الاقتصادي “سوف يزداد سوءا” في مصر على المدى القريب، في مقابل ربع المصريين تقريبا (26%) ممن عبروا عن تفاؤلهم بتحسن الوضع الاقتصادي على المدى القريب، وقال 32% إن الوضع الاقتصادي “سوف يظل كما هو”.
يُشار إلى أن الاستطلاع أُجري على عينة شملت أكثر من 26 ألف شخص في 25 بلدا هي الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وبولندا وروسيا وتركيا ومصر والأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل والصين والهند وإندونيسيا واليابان وباكستان وكوريا الجنوبية والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وكينيا ونيجيريا. وقد تم إجراء الاستطلاع في مصر من خلال مقابلات مباشرة مع عينة تضم 1000 مصري.