أكاذيب راغب السرجاني … الوهّابية تجدّد جلدها 2 / 3
في قصته التضليليّة عن حزب الله .. استعان راغب السرجاني بكل ما وصل إلى يده من كتابات عن الشيعة .. و على عادته كان عليه أن يبحث في الملتبس .. و كان أن بغى على كتاب الدكتور مصطفى السباعي ” السنّة ، و مكانتها في التشريع الإسلامي ” ثمّ ، و على عادته قام بتركيب التاريخ كما يريد لا كما تريد الحقيقة حيث كان نبراسه في الهجوم على الشيعة كتاب ابن باز ” وجوب العمل بسنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كفر من أنكرها ” .. و كان السرجاني يضرب على وتر حسّاس .. فشيوخ الشام هم زهرة شيوخ المسلمين .. و هم الأقرب إلى أماكن تواجد الشيعة العرب ، و خصوصا شيعة لبنان ..و قد نال هؤلاء الشيوخ على يد كتّاب المنتديات الوهابية على الشيكة العنكبوتيّة ما لم يناله ” شارون ، و اولمرت ” اثناء حرب ( الكيان الصهيوني ، و السعودية ، و مصر ) على حزب الله عام 2006 بداءة من تكفيرهم ، و نهاية بقبولهم الرشوة من النظام الإيراني بحجّة سكوتهم عن نشر التشييع في سوريا .. و قد حفل موقع السرجاني بالكثير من هذا الهجوم .. و يبدوا أنّ السرجاني كان يكتب قصة حزب الله لهؤلاء .. حتى يشبع عندهم عقدة النقص في القيام بواجب الجهاد التي وضعهم بها النظام الوهابي .. من خلال تعامله مع الكيان الصهيوني .. و تجنيد شيوخه للدعوة إلى الجهاد حيث تقتضي المصلحة الأمريكيّة .. و حيث يقف هؤلاء عاجزين تماما أمام حالات ثلاث بلدان مسلمة ، و هي افغانستان ، و العراق ، و فلسطين .. و حيث بدا هؤلاء الشيوخ بنبش الآثار ، و الحديث عن لباس المسلم التي يجب أن يظهر عليها .. و خذلوا دعوة الجهاد في بلدان مسلمة يجتاحها الحليف الأول للسعوديّة .. و محطّ إعجاب راغب السرجاني …..” أمريكا النصرانيّة ” ، و على طريقته الاصطفائية ، و الاستنسابيّة مرّر الكذبة التالية : (ولقد حاول العلاّمة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله -مراقب الإخوان المسلمين في سوريا أثناء حرب 1948م أن يقرِّب بين السنة والشيعة، وأن يدفع الشيعة إلى الاشتراك مع السنة في تحرير فلسطين، لكنهم رفضوا وتمنَّعُوا، حتى أُحبط الدكتور مصطفى السباعي، وكتب في كتابه (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) أن التقريب بين السنة والشيعة معدوم، حيث إنهم يفهمونه على أنه تحويل للسنة إلى شيعة، وليس الالتقاء على أرضية مشتركة ) .
1 – حاول السرجاني في هذا النصّ المكثّف ، و الذي يضيع فيه الزمان ؟؟ و تظهر فيه ألفاظ لها دلالاتها في التسويق لأكاذيبه و على طريقته في تزوير الحقائق .. حيث يعلم تماما جهل الكثيرين من قرّاءه بالتاريخ العربي المعاصر ، و أحداثه المفصليّة .. و حراكه أثناء توسّع المدّ القومي .. و الذي يعاديه الوهابيّة ليس لأنّه ( ضد الاسلام ) ، و انما لأنّه حركة قامت أمام المدّ الاستعماري الذي كان آل وهاب احد أعمدته .. و رأس حربته .. و حيث قال شيوخهم بأنّه ضد الإسلام ..
2 – استعان السرجاني بوظيفة ( مراقب الأخوان المسلمين في سوريّا ) ليحرف تفكير القارئ إلى هذا القسم من الوطن العربي ، و القريب جدّا من لبنان ، و العراق .. و هو أسلوب المخابرات الغربيّة في منهجها لتزوير الحقائق .. و كان السرجاني يعلم انّ الكثيرين لا يعرفون أن الشيخ السباعي كان قد بدا دراسته في الأزهر عام 1930 ، و هو ابن 15 عاما ، و نال شهادة الدكتوراة من هناك برسالته المعنونة ( السنّة ، و مكانتها في التشريع الإسلامي ) و الذي كان الشيخ يردّ فيه على المستشرق اليهودي ( اجناد جولد زيهير ) بأسلوب علمي رصين .. و الذي لا علاقة له بشيعة ، أو سنّة
3 – كان الشيخ يدرّس المذهب الشيعي في دمشق .. و كان حديثه عن : ( أنّهم يفهمونه تحويل للسنّة الى الشيعة …..) في مصر ، و في معرض حملة شنّت في مصر في ذلك الحين على القائمين على ( دار التقريب ) التي افتتحت قبل 40 عاما من تاريخ شنّ هذه الحملة ، و التي كانت قد قامت من اجل التقريب بين السنّة ، و الشيعة … و قد شاركه في ذلك الهجوم الشيوخ ( عبد اللطيف السبكي ، و محمد البهي ، و محمد عرفة ، و طه محمد الساكت ، و علي الطنطاوي .) ومن دراستك لخلفيّة هؤلاء الشيوخ .. تعرف سبب هذا الهجوم حيث كانت مصر قد بدأت تعيش تداعيات الزواج المتبادل بين ( الملك فاروق و شاه إيران )
4 – خاض الشيخ السباعي حرب 1948 ضمن تنظيم ( أخوان مسلمي سوريّة ) حيث تجمّع على أرض فلسطين مع تنظيم ( العراق ، و الأردن ، و مصر ) .. و عندما وضعت الهدنة أوزارها .. اخرج الشيخ السباعي كتابه ( الأخوان في حرب فلسطين ) و الذي تحدث فيه عن كل خيانات النظام العربي .. و التي لم يذكر فيها الشيعة لا من قريب ، و لا من بعيد .. و الذي قال فيه ما لا يرضي السرجاني .. و كلّ لفيف الوهابيّة من أهل لحى الضلال الجالسون عن الجهاد ضد احتلال أمريكا لأرض تحوي قبلة الإسلام ، و قبر النبي صلى الله عليه ، و سلّم ، و كلّ جثامين صحابته رضي الله عنهم .. و الذين يدافعون عنهم أمثال السرجاني ، و من يحذوا حذوه ضدّ تخرّصات الشيعة عليهم !!! فماذا قال :
أ – شرحَ مهازل القادة العسكريين الذين كانوا تحت أمرة ( كلوب باشا الانجليزي ) قائد جيش الأسرة الهاشميّة في الأردن
ب – كشفَ قضيّة الأسلحة الفاسدة التي زُوّد بها الجيش المصري
جـ – فضح تصريحات العسكريين العراقيين حيث أصبحت ( ماكو أوامر ) مادة دسمة لحديث الشيخ السباعي
د – أكّد انّه لولا جهاد المتطوعين ( من فلسطين ، و سوريا ، و الأردن ، و مصر ) و خصوصا من الأخوان!!! لما كان هناك قتال حقيقي ضد اليهود .. بل هدنة ثمّ هدنة لتمكين اليهود من العرب ، و تزويدهم بالمرتزقة ، و السلاح الحديث
إذا من هنا عزيزي القاريء عليك أنْ تلاحظ كيف يحاول السرجاني .. أن يلوي عنق الحقيقة لتمرير كذبة ، و راء كذبة في بحثه عن قصّة حزب الله … و الذي يحاول ان يشوّه فيها صورة المقاومة فقط لأنّها ( شيعيّة ) .. و لأنّها قبل ذلك مقاومة تقف كالشوكة في خاصرة ( الكيان الصهيوني ) حليف الأسرة السعوديّة الوهابيّة …
رشيد السيد احمد