مسامير وأزاهير ( 86 ) … رسالة مفتوحة لفتح عشية انعقاد مؤتمرها السادس!!.
استهلال …
واهماً كان … وسيبقى!!… من اعتقد بأن فتحاً ملك وحكر وضيعة من ضياع ( البعض القليل ) ممن انضوى تحت لوائها فرأى أن لا شأن لغيرهم فيما يجري في مشهدها وساحتها ، ونقول لهذا ( البعض ) من ضيقي النظرة والبصيرة بأن فتحاً بتاريخها العريق والممتد لعقود ( كانت ومازالت وستظل ) على الدوام ملكاً لكل أبناء فلسطين بكافة مدنها وقراها ، بجبالها وسهولها ، بل هي ملك لجميع أبناء العروبة النشامى من خليجها حتى محيطها، وهي حينما أطلقت رصاصتها الأولى عام 1965 فإنما قد كانت إنبعاثاً جديداً من ركام نكبة ألمت بالأمة جمعاء ، وهي حين انبعثت من قمقمها كالمارد الجبار فإنما كان انبعاثها أملاً جديداً قد راود أبناء امة اعتصر فؤادها نكبة فلسطين وهزيمتها في التصدي لعصابات صهيون فكانت ( فتحاً ) مبيناً وانعطافة حقيقية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، وحين جاءت ولادتها في تلك العسرة من تاريخ أمتنا فإنما كانت قد ارتكزت على ضمير هذه الأمة ورفضت الانزواء في دائرة اليأس والقنوط فانطلقت من جديد لتحمي وتنافح عن مصالحها ولتدافع عن ثوابتها الوطنية والقومية ، ومن هذا المنطلق تحديداً وحصراً فهي تمثل ولا ريب ضمير هذه الأمة كما وأنها حاضنة آمالها وأحلامها وتراثها النضالي المتمثل بالكفاح المسلح وجذوة شعلته ، ومن باب أولى بنا أن نرد عنها كيد من يعبث بها وبتاريخها المشرف ونعيد لها إشراقتها وطابعها التحرري وننتزعها من براثن أيد ( داخلية ) خبيثة تحكمت بها وبمقدراتها منذ منتصف تسعينات القرن المنصرم بفعل إملاءات العدو واشتراطات عدوة البشرية أمريكا وإغراءاتها وتلويحها بطعم التسوية المميت!!!…
ولهذا كله …. فمن اقتنع بهذا التنويه فأهلاً به وطاب لقاؤنا وإياه عبر أسطر مقالنا هذا … ومن لم يقتنع فهذا والله شأنه وشأن شاكلته ممن ارتأى أن يتلاعب بتاريخ ومصير هذه الحركة الناصعة ، والأيام بيننا … والتاريخ سيقضي بيننا طال الزمان أو قصر.
وبذا نكون قد رفعنا العتب وانهينا فصل الملامة بذلك الاستهلال..
طال الحديث وتشعب الكلام في شأن فتح ومؤتمرها الحركي السادس الذي سيأتي انعقاده في الرابع من شهر آب / اغسطس الحالي بعد طول انتظار لولادته التي تعسرت ( قسراً وترصداً ومماطلة وتسويفاً ) لأكثر من عشرين عاماً ونيف منذ انعقاد مؤتمرها الحركي الخامس عام 1989 ، ولقد انصب الحديث مؤخراً في تداعيات ما فجره السيد أبو اللطف وما رُدّ عليه بطريقة الاحتقان والتشهير والتعنيف دون أن يطالب بفتح تحقيق أصولي لمعرفة من تسبب في استشهاد من صفقنا وهتفنا له !!، يضاف لذلك ما ردد وقيل من آمال وأمان وأحلام لانتشال فتح مما ألم ّ بها وما تعانيه من أزمة تنظيمية داخلية كانت قد انعكست على أدائها وانكفاء عطائها لاسيما بعد المحاولات الحثيثة والمستميتة لإبعادها عن النهج الذي انطلقت عليه وسارت به مما كان له انعكاسات حادة وخطيرة على مجمل القضية الفلسطينية!!.
وحيث أن جميع شرفاء أمتنا من المحيط إلى الخليج قد بات يترقب بشغف مشوب بالحذر والتوجس والخيفة مما سيسفر عنه المؤتمر من مقررات قد تأتي وبالاً على الحركة أولاً وعلى القضية برمتها ثانياً، فإن الكرة الآن قد باتت في ملعب كوادر فتح ( وتحديداً ) ممن لم يرتهن قرارهم بعد أو يـُجـَيـّر لصالح الارتهان لخط التسوية الذي اعتبر بأنه ( الخيار التاريخي والستراتيجي والوحيد !! ) كي يتحرك سريعاً لانتشال القضية الفلسطينية من براثن نفر على عدد أصابع اليد كان قد انحرف بتلك الحركة العملاقة وحشرها بقصد وسوء نية في زاوية ضيقة مما جعلها في وضع صعب وشائك محفوف بالمخاطر والمطبات والتي إن لم نتدارك الموقف الآن وسريعاً فإننا نكون كمن يجني على قضيته ويدخلها في مرحلة الموت السريري وعند ذاك … فلات ساعة مندم!!!.
وكي نحدد ما نريده من هذا المؤتمر الهام تحديداً والذي جاء ليكون مفترق طرق خطير ، فأرى لزاماً علينا أن ننطلق بالحديث أولاً من مقررات مؤتمر فتح الحركي الخامس لنعرف أين كنا ولنحدد ثانياً خطوتنا التالية وأين سيكون مسيرنا ومصيرنا ، وبذا سنحافظ على ألا يكون هناك نكوص أو تراجع في منجزات ما اتخذ من قرارات آنذاك ، وإنعاشاً للذاكرة أقول بأن ديباجة البرنامج السياسي للمؤتمر الحركي الخامس والذي أكد على جملة حقائق وثوابت وطنية هامة قد جاء فيها وأقتبس نصاً (( ان حركتنا “فتح” صمدت للتحدي ونجحت في المحافظة على الوحدة الوطنية والقرار الوطني الفلسطيني المستقل، وقد تجلى ذلك في قدرتها على عقد المجالس الوطنية المتتالية مما عمق الوحدة الوطنية وزادها تماسكا ومهد الارضية امام الانتفاضة الفلسطينية المباركة التي اندلعت في الثامن من (ديسمبر 1987)، وما زالت تتعاظم من اكثر من عشرين شهرا حيث احدثت شرخا عميقا في الكيان الصهيوني الهمجي ولفتت انظار العالم بقوة لعدالة قضيتنا وفرضت واقعا سياسيا جديدا كان ذا اثر كبير في كافة المجالات الفلسطينية والعربية والدولية.))…انتهى الاقتباس، فيما جاء في ذاك البيان من أهداف مستقبلية لعل أهمها وأدرجها حسب تسلسلاتها كما وردت :
.2التمسك الحازم بالحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير دون تدخل خارجي، واقامة دولته المستقلة وعاصمتها “القدس الشريف”.
.5مواصلة تكثيف وتصعيد العمل المسلح وكافة اشكال النضال لتصفية الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني لارضنا الفلسطينية المحتلة وتأمين حق شعبنا في الحرية والاستقلال.
.6تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية على مختلف المستويات السياسية والعسكرية وتأكيد الدور القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية وتصعيد الانتفاضة الشعبية الهادفة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني.
8رفض ومقاومة مشروع الحكم الذاتي والمشاريع التصفوية الاخرى التي تهدف الى تكريس الاحتلال الاستيطاني الصهيوني.
12مواصلة الحوار مع القوى الديمقراطية الاسرائيلية التي ترفض الاحتلال وتساند حقوق شعبنا الوطنية الثابتة بما في ذلك حق العودة وتقرير المصير واقامة دولة فلسطين المستقلة، وتعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.
والتساؤل الملح بعد ذاك … هل ستكون مقررات المؤتمر السادس وبرنامجه السياسي بأقل مما جاء في البرنامج السياسي للمؤتمر الخامس آنف الذكر أم ستكون موازية لها أم ستتجاوزها وتتقدم عليها خطوة ، !!؟، هذا إذا ما أخذنا بالحسبان تطورات الأحداث الخطيرة التي جرت في أعقاب المؤتمر السابق والمتمثلة في :
1. غياب ختيار الثورة بعد جريمة تسميمه وإبعاده المبيت والقسري عن مسرح الأحداث!!.
2. ما يعانيه الصف الفلسطيني من تشتت وتمزق وانقسام مما أربك المشهد الفلسطيني برمته وأضعف نسيجه.!!.
3. هجمة صهيونية ممنهجة ومنسقة تدعو لطرد أبناء فلسطين من ديارهم والتي تجري بالتزامن وخطوة بخطوة مع ممارسات اتساع الاستيطان وقضم الأراضي العربية في الضفة الغربية وتهويد حثيث لمدينة القدس والدعوة لضمها بشكل نهائي لتكون عاصمة لكيانهم الدخيل واجتياحات متكررة لمدن الضفة الغربية واعتقال أبنائها !!.
4. الفشل الذريع والمدوي للخيار ( الستراتيجي والتاريخي !!) المتمثل بالمفاوضات الثنائية الذي طالما بُشرنا به وانتظرنا نتائجه!!.
5. استمرار فرض الحصار على أبناء غزة جراء غلق المعابر الحدودية لاسيما بعد المجزرة الوحشية التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني بحقهم !!.
6. غياب وتحجيم دور المقاومة التي طال ترديد عبارات التمجيد بها وبعطائها في ديباجة وفقرات البرنامج السياسي للمؤتمر الخامس!!.
لا أتجنى ولا أمارس مهنة قراءة الفنجان حين أنوه إلى تخوفي مما سيجري في المؤتمر القادم ، وحين أكتب عن انحرافات وممارسات باتت حقيقة ملموسة راح يمارسها من تنفذ في السلطة وأمسك بخناق فتح وجعلها حزباً مهادناً للسلطة وقفازاً حريرياً لها، وخير دليل على ذلك ما صدر من تصريحات خطيرة كانت قد نشرت في دنيا الوطن بتاريخ 24/8/2008 جرت على لسان قادة كبار لفتح كالسيدين عزام الأحمد وسليم الزعنون ونحت عنوان (( عزام الأحمد: انقلاب بطيئ يجري في الضفة يعيد بناء السلطة والمنظمة وفتح على المقاس الأميركي))… حيث وجهت اتهامات خطيرة بالعمل على اختطاف منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة وحركة “فتح” والعمل على إعادة صياغتها على المقاس الأميركي، وتركيز الصلاحيات بيد حكومة سلام فياض المدعومة اميركيا واسرائيليا،
وحين توجه الاتهامات علناً من داخل كوادر فتحاوية لها وزنها وتاريخها النضالي لتؤشر على وجود تقصير في فتح بفعل نفر بات يتحكم لحسابات غير وطنية … وحين تسلط الأضواء من داخل فتح ذاتها وبهذه الحدة عن تركيز الصلاحيات بيد حكومة سلام فياض المدعومة اميركيا واسرائيليا فتلك والله مؤشرات تبعث على التفاؤل رغم سوداوية المشهد ، كما وأنها دلائل عافية ينقصها رد فعل سريع من كوادر وأبناء فتح الشرفاء الأباة للوقوف والعمل على تفعيلها والاستمرار والضغط في ذلك الاتجاه كي تعود نضارة وبهجة فتح لوجهها وكما عرفناها وعهدناها حين انطلقت وثارت على واقع الأمة ونكبتها ، وحين نتحدث عن فتح فإنما يشمل حديثنا منظمة التحرير في سياق حديثتنا باعتبار أن فتح هي كبرى الفصائل في الساحة الفلسطينية وذات التأثير القوي والفاعل في مصير وعمل وتركيبة المنظمة، ولقد أتيحت الفرصة الآن بانعقاد المؤتمر السادس كي يتحرك شرفاء فتح لتصحيح الأوضاع !!!.
وحين توجه الاتهامات علناً من داخل كوادر فتحاوية لها وزنها وتاريخها النضالي لتؤشر على وجود تقصير في فتح بفعل نفر بات يتحكم لحسابات غير وطنية … وحين تسلط الأضواء من داخل فتح ذاتها وبهذه الحدة عن تركيز الصلاحيات بيد حكومة سلام فياض المدعومة اميركيا واسرائيليا فتلك والله مؤشرات تبعث على التفاؤل رغم سوداوية المشهد ، كما وأنها دلائل عافية ينقصها رد فعل سريع من كوادر وأبناء فتح الشرفاء الأباة للوقوف والعمل على تفعيلها والاستمرار والضغط في ذلك الاتجاه كي تعود نضارة وبهجة فتح لوجهها وكما عرفناها وعهدناها حين انطلقت وثارت على واقع الأمة ونكبتها ، وحين نتحدث عن فتح فإنما يشمل حديثنا منظمة التحرير في سياق حديثتنا باعتبار أن فتح هي كبرى الفصائل في الساحة الفلسطينية وذات التأثير القوي والفاعل في مصير وعمل وتركيبة المنظمة، ولقد أتيحت الفرصة الآن بانعقاد المؤتمر السادس كي يتحرك شرفاء فتح لتصحيح الأوضاع !!!.
لقد حاولت هذه الدوائر الإمبريالية والصهيونية أن تجهز على قضيتنا مراراً فما استطاعت ، فكانت آخر حلقاتها ودسائسها محاولة الإجهاز على حركة فتح ( كبرى فصائل المقاومة وأكثرها عراقة وعطاءاً تاريخياً ) وإخماد جذوة وعطاء شبابها الثوري وشق الصف الوطني الفلسطيني لتكريس مكتسبات الكيان الصهيوني وتجذير أسسه على أرض فلسطين التاريخية اعتماداً على نفر معدود من داخل البيت الفلسطيني الذي أمدته بالمال والسلاح والإعلام واستطاعت بمسعاها ذاك أن تحرف حركة فتح عن نهجها الذي انطلقت من أجله كما تمكنت من تعطيل دور المنظمة وإلغاء بعض بنود ميثاقها الذي من أجله تساقط الشهداء، والأمر بات ملحاً الآن كي تتمكن كوادر فتح ممن يشهد لهم بثبات الموقف الوطني أن يستفيقوا من غفلة وأن يتحرروا من شللية في الأداء طالت فترتها لانتشال فتح من تلك البراثن المرتهنة بالإرادة الأمريكية والاشتراطات الصهيونية ، وبرغم المآخذ والمحاذير التي نراها في انعقاد المؤتمر تحت حراب ووصاية الاحتلال ، إلا أننا على أمل كبير في أن يستفيق من طال نومه ومن مازال في ضميره بعض وطنية فيكرس جهده مع رفاق الدرب كي تأتي القرارات بحجم المخاطر أولاً وما يتناسب ومكانة فتح وتاريخها النضالي المشرف ثانياً فتـُستنهـَض فتح من جديد وتـُرفع عنها حالة الترهل والضعف الذي أصابها فأبعدها عن أداء دورها الطليعي باعتبار أنها كانت محط أطماع العدو ومخططاته الرامية لتقزيم دورها بعدما كانت رأس الرمح في مواجهة تلك الأطماع !!.
المطلوب من هذا المؤتمر أن تأتي القرارات لتناغي وتتناغم مع مطالب الجماهير المتعطشة لرؤية فتح على حجمها الطبيعي غير المتقزم والمرتهن والمقيد باشتراطات أمريكا وجنرالها ( دايتون ) المتواجد والمهيمن على مقدرات الضفة الغربية ، فمفاهيم إستنهاض فتح إنما هي أسمى وأعظم من حسابات ضيقة لمصالح باتت فردية مكشوفة، من هنا … فإن المطلوب من المؤتمر السادس ألا تكون مقرراته بأقل فاعلية وإحساس وطني مما اتخذ في المؤتمر الخامس للحركة، بل عليه أن يبني عليه ويكون أساساً في تفعيل وتأكيد خط الكفاح والمقاومة واعتباره الخيار ( الستراتيجي والتاريخي والشرعي الدولي ) المشرف والحقيقي والذي يعني الكرامة والسيادة ، يضاف لذلك ما يلي من تطلعات باتت ملحة ومطلباً جماهيرياً :
1. الدعوة الجادة والصادقة لفتح تحقيق دولي شفاف ( أسوة باللجنة الدولية التي شكلت لكشف ملابسات اغتيال رفيق الحريري ) لمعرفة ملابسات استشهاد مؤسس فتح ورئيس م ت ف الشهيد أبي عمار .، وبالتالي يتم تحديد مصداقية اتهامات السيد فاروق القدومي التي أطلقها من عدمها ليتخذ الإجراء السليم والأصولي بحقه فيما لو ظهر كذب ادعاءاته ، بدلاً من دعوات هستيرية انطلقت مطالبة بفصله وعزله منذ الآن وتحجيم دوره قبل أن تعرف الحقيقة كاملة أولاً!!!.
2. قيام المؤتمر السادس بإجراء دراسة مستفيضة لمعرفة أسباب الفشل الساحق الذي منيت به فتح بالانتخابات التشريعية الأخيرة ، ومن ثم الخروج بتوصيات لمعالجة الخلل والأسباب التي أدت لهذا الفشل المدوي ، ففشل فتح في الانتخابات كانت له ولا ريب تداعيات خطيرة على واقع فتح ذاتها والتي أدت إلى زيادة تشرذمها ، ونسترعي الانتباه من أننا حين نطالب فتحاً بدراسة أسباب إخفاقتها فإننا لسنا نحابي فتحاً على حساب حماس ولا نفضلها عليها بالمرة ، بل مصلحتنا الوطنية تكمن في أن يكون كلا الفصيلين وغيرهما من الفصائل الفلسطينية في أتم عافيتها ليصب عطاؤها بالتالي في صالح القضية الفلسطينية أولاً وأخيراً ، فليس من مصلحة حماس ولا غيرها أن تكون شقيقتهم الكبرى فتح مصابة بشلل يمنعها من أداء دورها النضالي.
3. دراسة جدية ونقدية معمقة في الأسباب التي دعت حماس في حزيران من عام 2007 لأن تخطو خطوتها في السيطرة على غزة وكشف ملابسات وتداعيات وأسباب ما جرى ومحاسبة من تسبب في ذاك الاحتقان لاسيما وأن حركة حماس كانت قد شكلت حكومتها الشرعية آنذاك وأمسكت بزمام المجلس التشريعي ، كما وقد أعلنت مراراً وتكراراً بأن لديها من الوثائق والمستمسكات ما يؤكد أنها قد استبقت أمراً مبيتاً كان يعد له العدة من كان في غزة من كوادر فتحاوية آنذاك بالتعاون والتنسيق مع الإدارة الأمريكية وحسبما ذكرته مجلة ( فانيتي فير ) الأمريكية ذاتها!!.
4. مراجعة وتقييم ونقد شامل لما تحقق من السير في محطات التسوية والمفاوضات بمنتهى الشفافية والوضوح ، ومن ثم قيام قيادة فتح بالإجابة على تساؤلات الشارع الفلسطيني التي انصبت في كيفية إدارة المفاوضات وهل جرت وفق برنامج وجدول زمني معدين سلفاً وهل أشعر مفاوضنا الجانب الآخر في مفاوضاته أن هناك خياراً آخر في جعبته غير خيار التفاوض ، ليتم بعد الإقرار بفشل وعقم المفاوضات الإعلان أن المفاوضات لن تكون مستقبلاً ( خياراً ستراتيجياً وتاريخياً ) لاسيما في ظل المماطلة الصهيونية وإصرارها ومراهنتها على كسب الوقت في المضي قدماً بمخططاتها من خلال إفشال تلك المفاوضات التي طال عبث العدو وممارساته التي ينفذها في الضفة الغربية ، مما يعني إعادة الاعتبار لخيار المقاومة الفلسطينية الذى أجازته قرارات الشرعية الدولية فى إنهاء ألإحتلال والذي سقط في دربه آلاف الشهداء من أبنائنا.
5. لما كان مؤتمر فتح ينعقد في ظل تحديات كبيرة نتجت عن عدم عقد المؤتمر لسنوات طويلة تسببت في تأزم الشأن الفلسطيني وتراكم أزماته الداخلية التي أدت لحدوث الشرخ في مشهده ، فإنه من الواجب على المؤتمر تقديم الإجابة الشافية والوافية في أسباب فشل جهود المصالحة الوطنية على اعتبار أنها كبرى الفصائل الفلسطينية وأنها تستحوذ على قرارات السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية ولها من الامكانيات ما تتيح لها سرعة التحرك لاحتواء الموقف.
6. العمل الجاد على تفعيل دور م ت ف وإحياء مؤسساتها وبنودها التي عطلتها أو ألغتها كي تكون حاضنة لجميع فصائل المقاومة التي لم تنضو بعد تحت خيمتها لأسباب معروفة.
7. وضع ملفات الفساد الإداري والمالي على بساط البحث ومحاسبة كل من تسبب في هذا الفساد وإبعاده تماماً عن الحركة لتعود ثورية شفافة كما انطلقت أول مرة !!.
8. التأكيد على مبدأ المشاركة الوطنية وعدم التهميش والإقصاء وضرورة احترام وجهة النظر الأخرى وعدم إتباع سياسة تكميم الأفواه أو حجر الرأي الذي مارسته السلطة التي يقودها رجال من فتح .
9. دراسة عميقة وشفافة لما تسبب فيه السيد سلام فياض من إرباك في المشهد الفلسطيني بقراراته التي يراها الجميع أنها تصب في السياق والتوجه الأمريكي الهادف لتحجيم دور فتح التاريخي والذي غالباً ما جوبهت تلك الممارسات من رفض واستهجان داخل حركة فتح ذاتها .
ختاماً أقول … لا ننتظر من هذا المؤتمر بياناً سياسياً بديباجة مكتوبة بلغة منمقة ثورية ملئت بالشعارات الرنانة والطنانة والتي ستكون فيما بعد مجرد ورقة يطويها الزمن حالما تركن على رف التاريخ ، فالمطلوب جماهيريا ولادة جديدة لفتح تحمل هوية وطنية فلسطينية تتمسك بثوابت ما انطلقت من أجله لتسعى من أجل تحقيقها وفق برنامج سياسى أكثر تجسيدا وتعبيرا عن المصلحة الوطنية الفلسطينية بعيداً عن ممارسات وأخطاء وسلبيات وقعت فيها في فترة جراء ما تلبسها من مظاهر الفساد والارتماء في أحضان وأوهام المكاسب الفردية والشخصية الضيقة.
سماك العبوشي
1/ 8 / 2009