أكاذيب راغب السرجاني … الوهّابية تجدّد جلدها 3 / 3

أكاذيب راغب السرجاني … الوهّابية تجدّد جلدها 3 / 3

على الإنسان أن يظل صامتا إذا ما  أعياه المنطق ، و ابلسته الحيلة .. و هذا تصرف من يملك القليل من الحياء . فكيف إذا ما غلبك المنطق ، و أعجزتك الحقيقة  .. و ظللت تسوق الأكاذيب ، و الحجج  ..طبعا إذا كنت وهابيّا فالأمر سيّان .. بل  ، و يدفعك ذلك إلى التمادي في حرف الحقائق .. و الكذب ، و يكفيك استشهاد بآية .. أو حديث .. و قلْبهما عن مقاصدهما الشرعيّة .. و انّك لن تفعل ذلك إلاّ نتيجة أزمة نفسيّة .. أو رشوة تمدّها يمين تعرف أمريكا كيف توجهها ..

كانت الصين قد بدأت تضع قدمها في أفريقيا … و كانت قد اقتربت كثيرا من ( دارفور ) .. و كان علينا أن ندخل الدين مرّة أخرى في السياسة .. لنثبت ( لأمريكا ) أنّ ديننا الإسلامي يواكب التطورات ، و التحوّلات .. و أنّ الفقه عندنا أصبح حمّال أوجه ( و احدها يحمل الوجه الذي ترضى عنه أمريكا ) ، و الآخر يكون حبة مخدّر نَبْلُف بها ..من ارتضى أن يكون ( أشدّ دفاعا عن السنّة ) .. في زمن اختلط فيه كل شيء بالمقدّس ، و الممنوع ..و لما لا طالما أنّ أمريكا قررت أن نكون مسلوبين ، و خاضعين  ..و عندها إذا ما كنّا منصفين على مذهب آل وهاب .. فهناك تمايز بالكفر ، و  (النصارى ) أقرب مودّة من ( الملحدين ، و عبدة بوذا ، و كونفوشيوس ) .. و الكفر يصبح ملّة واحدة إذا ما تمّت المقارنة بين الصهيونيّة ، و الشيعة .. و بالضبط كانت هذه تخريجة السرجاني عندما مال عن الحقّ فقال :  (ومن هنا فأنا أخالف الكثير من أساتذتي في العلم والدعوة الذين كانوا يرون ترك الأمور دون محاولة تدخُّل لأن الفريقيْن من الضّالين ،  فالمسلم له دور إيجابي، ويستطيع تقييم المفاسد والمصالح، وهذه حرب بين الصهاينة الذين يحتلون فعلاً أرض فلسطين، وبين حزب الله .. ) فعن أي أساتذة في العلم ، و الدعوة كان يتحدث, و وفق أي مذهب يساوي بين المسلم بما يحمل ، و من يعبد يهوه … تستطيع عزيزي القاريء اذا كنت مسلما لك دورا ايجابيّا .. و لديك ملكة تقييم المفاسد ، و المصالح ، و فقه ابن باز .. أن تعرف ذلك من تتبعك لحفلة حوار الأديان ..و من خطّط ، و من نفّذ ….ثمّ تضعهما على ميزان الشريعة (الأمريكيّة – الوهابيّة ) لتعرف كيف تستوي الضلالات .. و كيف تصنع عدوّك إسلاميّا .. و دعويّا .. و ذلك فضل من الله عظيم …

كان لا بد من مدخل لكل ما تقوّله راغب السرجاني عن حزب الله في قصته .. و لنعرف منطق العاجز أمام حقيقة .. النصر .. و خصوصا إذا كان مؤيدا من الله  .. لقد بدأ السرجاني مقالته ، و ختمها .. بالتحدث عن ( كاريزما ) السيد حسن نصر الله .. و هنا يستفيد السرجاني من قراءاته عن المستشرقين ، و لكن من باب اعتماد أسلوبهم في تزوير حقائق التاريخ .. فعندما أرادوا سلب النبيّ صلّى الله عليه ، و سلّم ( أسس نبوته )   خرجوا علينا بـ ( كريزما محمد ) ، و أطلقوا عليه من صفات ( العبقريّة ، و التفرد ، و الذكاء ، و …. ) بحيث يظهر ، و كأنّه صانع كلّ شيء .. و خرج علينا كتّاب مصريون يتحدثون بذلك عن  غير قصد ، أو بسوء نيّة ..فماذا في كاريزما ( سيّد المقاومة ) ؟؟؟ يتحدث عنها السرجاني فيقول : (حسن نصر الله شخصية كاريزمية، بمعنى أنه شخصية ذات طابع خاص تستطيع أن تؤثِّر فيمن حولها وتقود الجموع، وتلهب المشاعر، وهو سياسي من الدرجة الأولى، وشديد الذكاء، وسريع البديهة.. ولا مانع عندي من الانبهار به سياسيًّا وإداريًّا، ولا أخاف من الإعجاب به من ناحية طريقة الخطابة، أو من ناحية فهم الموازنات السياسية.. كل هذا لا مانع عندي أن يشعر به المسلمون، بل وأن يقلدوه في بعض هذه الأمور، لكن الذي لا يُقبل ولا ينبغي لنا أن نقع فيه هو الانبهار به كقائد إسلامي يمارس الجهاد كما أمر الله به ، لأن القائد الذي بهذه الصورة لا بد أن يكون سليمَ العقيدة، وصحيح العبادة، ومتبعًا للسُّنَّة النبوية، ووقّافًا عند آيات الله ) .. و طبعا كان لا بد من ” السنّة النبوية ” لأنّ كل الأحاديث التي تستشهد ( بصدق القول مع العمل ) هي من تلفيقات الشيعة .. و هنا مربط الفرس .. فكل ما تحدث عنه السرجاني من باب ( حرصه على القائد المسلم ) لم يذكر فيها ( صفة الصدق ) ..و هذا ما كان ينقص هذه الأمّة المقهورة .. المستباحة .. التي ابتلاها الله بشذّاذ الآفاق من رؤوسا ، و ملوك .. و لعمري فإنّ كاريزما عبد الله بن عبد العزيز لا ينقصها شيء ممّا ذكر السيد السرجاني ، و لكنّه ( سليم العقيدة ) .. و كذّاب .. و لذلك لم يشرح السيد السرجاني لماذا تعلّق صور السيد حسن نصر الله في بيوت المسلمين الى جانب ( الآيات القرآنيّة ) و كان من قبل جمال عبد الناصر …و لا تعلّق صورة ( حسني مبارك ) أو أي عاهل من محميّات الخليج الأمريكيّة  … و أتحدى السيد السرجاني ، و كل طاقم الوهابيّة منذ محمد بن عبد الوهاب .. أن يثبتوا كذبة ( للسيد حسن نصر الله ) …و لن يثبتوا .. و هذه هي الحقيقة التي تصفع كيان السرجاني ، و الذين من خلفه  ، و الذين من أمامه .. لقد قال السيد ذات يوم ” و الله إنّ اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت ” فسرت مقالته كالنار في الهشيم  من تل أبيب حتى الرياض مرورا بقصر القبّة-.. و تلمّس كلّ قفاه .. فالرجل صادق ، و يستشهد بآيات الله .. وقّافاً عندها ..ملتزما بها .. رابطا القول بالفعل .. يقود عصابة ظاهرة على الحقّ .. صدّقت ما وعدها الله به ( إحدى الحسنيين ) .. سطّرت أمجادها بالدمّ ، و قهرت الكيان الصهيوني ..

فماذا بعد ؟؟؟ ما تبقى من قصّة السرجاني كانت عبارة عن جمل تمّ جمعها ، و لصقها من موقع وزارة الخارجيّة الصهيونيّة على الشبكة العنكبوتيّة ، و ما قطرته من سمّ أقلام الطغمة الخليجيّة من كتبة متصهينين ، و ما نبحت به رؤوس إعلام النظام الرسمي المصري  .. التي خطّطت انطمتها ، و سهّلت حرب الكيان الصهيوني على لبنان .. فلمّا جاء نصر الله ، و بالت المقاومة على مشروع الشرق الأوسط الجديد .. كان لا بدّ من سرقة هذا النصر .. سياسيّا ، و دينيّا وهابيّا … فآل سعود لم ينسوا هزيمة أجدادهم في خيبر .. و من أعلم بخيبر من السيّد السرجاني …عند المقاومة الخبر اليقين .. و هي مقاومة واحدة من العراق .. إلى لبنان .. إلى فلسطين .. و هي هناك ( بعثيّة علمانيّة ) ، و هي هنا ( شيعيّة ضّالة ) ، و هي في غزّة رأس ( مشروع صفوي فارسي ) .. و عدوّها واحد أحد ( أمريكا ) ، و من يسجد على أذيالها من محميّات خليجيّة ، و أنظمة رأت في الكيان الصهيوني طريقها للبقاء على صدور شعوبها ( النظام المصري )  .. و أقلام تمّ شرائها لخدمة هذا العدوّ .. تلبست بالعلمانيّة في جانب ، و تلبست أخرى بلبوس الدين ، و لكن على الطريقة الوهابيّة  .

 

 

Exit mobile version