ليست هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة .. والتي تواجه فيها حركة فتح الصعاب ونسج وحياكة المؤامرات لإجهاض تقدمها وللنيل منها بصفتها حامية المشروع الوطني برمته وصاحبة القرار الوطني المستقل.. حدث هذا في كل مرحلة كان يترائي للبعض بأنه الوقت الأنسب للانقضاض عليها في لحظات ضعف تجتاحها.. فمثلا بعد الخروج من بيروت مباشرة كان الانشقاق الذي تلاشى مع الزمن ولم يكتب له النجاح… قبل إعلان الجزائر لقيام دولة فلسطين في المنفى حدثت بلابل وخلافات ولكنها كانت على مستويات فردية لم تعمم كقضية أبو الزعيم مثالا… والآن بعد حدوث انقلاب غزة وفشل حكومة الوحدة الوطنية جاء دور المخططين الواهمين منذ الأزل واللذين لم تهمد أحقادهم ومبتغياتهم الشريرة في إفشال مؤتمركم لتبقى فتح التشتت وفتح الألف زعيم وزعيم ، لتظل فتح غير قادرة على التجديد ولتبقى صفات الخمول والركود ومخالفة قوانين ولوائح الدستور الداخلي أو بالأدق للنظام الداخلي للحركة ملاصقة لها فتضيع هيبتها الجماهيرية والعربية والدولية .. ولتبقى فتح عاجزة عن اتخاذ قرارات تاريخية ومصيرية وحاسمة في أكثر من ملف ينتظر… ولهذا جاءت ما حاولت بعض القنوات تسميته بالقنبلة !! والتي ذهبت أدراج الرياح كألعاب أطفال صينية من كرتون وأصوات فرقعات .. ثم تجيء الآن الخطوة الثانية من نفس تلك الحلقة وهى عدم تمكين أعضاء المؤتمر من غزة الوصول إلى بيت لحم حيث مكان انعقاده ..
وهنا تتواجد وسائل كثيرة لأخذ أصوات الأعضاء من قطاع غزة عبر فتح أرقام مجانية من شركة جوال تخدم جلسات التصويت أو من فتح موقع للتصويت كل حسب رقم سرى يدخل الموقع و…الخ فهي وسائل و أمور كثيرة لن يغلب عليها الفنيون وذوى الاختصاص التقني المتوافر بين الأيادي..وليبق المنع أحد تلك المؤامرات المستمرة والفاشلة حتما كغيرها.
أما موضوع المقال الرئيس فهو يتمثل في: ضرورة وجوب إعلان ميثاق شرف بداية أعمال المؤتمر والمتمثل في القسم الجماعي على الالتزام بانعقاد المؤتمر في ميعاده كل 4 سنوات .. لان من شان هذا جعل الأعضاء المنتخبين للمجلس الثوري أو اللجنة المركزية جعلهم ووضعهم في حراك مستمر للصالح العام وعدم تفكيرهم بأنهم ذاهبون إلى 20 عاما قادمة أخرى من البقاء على سدة المسئولية والاستئثار بها حد الانحطاط والانهيار كما حدث فالتجربة اكبر برهان.
وهنا يتمنى الشعب وتناشدكم كوادر الفتح وأنصارهم من عدم تكراره بل جعل تلك الفترة دروسا نستخلص منها كثير من العبر وتصحيح للمسيرة الثابتة نحو التشبث بالثوابت الوطنية نحو التحرير وقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف وقضية اللاجئين والأسرى.. وهذا من شأنه جعل الأعضاء الجدد في سدة المسئولية والقيادة على التفاني في خدمة الفتح والقواعد الشعبية والالتحام معها لا وضع أنفسهم في قصور عاجية لتتحول إلى قصور من كرتون تتأثر و تتشظى بقليل من هواء عابر !… وليعلموا بان القواعد الفتحاوية والجماهير ستلفظهم في حالة التقصير حتما .. لهذا أهيب فيكم ميثاق الشرف هذا لان أم الجماهير تستحق الكثير.
والله من وراء القصد.
* الكاتب: عضو مؤسس لصالون القلم الفلسطيني وعضو الأمانة العامة .
إلى اللقاء.